أميركي مسجون في مصر يناشد ترمب التدخل.. حُكم عليه بـ15 سنة بتهمة التظاهر ضد الجيش والتخابر

عربي بوست
تم النشر: 2018/09/20 الساعة 17:52 بتوقيت غرينتش
تم التحديث: 2018/09/20 الساعة 18:24 بتوقيت غرينتش
U.S. President Donald Trump meets with Egyptian President Abdel Fattah al-Sisi in Riyadh, Saudi Arabia, May 21, 2017. REUTERS/Jonathan Ernst

بعد 5 سنوات بالسجن، ناشد مصطفى قاسم -وهو مواطن أميركي مسجون في مصر بسبب تهم ملفقة- الرئيس الأميركي دونالد ترمب ونائبه مايك بنس مساعدتهما لإنقاذ لحياته.

مصطفى قاسم روى في خطابين أرسلهما إلى الإدارة الأميركية، حصلت عليهما شبكة ABC News الأميركية، كيفية تعرُّضه للضرب والاعتقال بعدما اكتشف ضباط الأمن المصري جواز سفره الأميركي في حملة واسعة لقمع المعارضة، وكيف بدأ إضراباً عن الطعام، قائلاً: "لأنني أفقد إرادتي ولا أعرف كيف يمكنني جذب انتباهكم".

جديرٌ بالذكر أنَّ قاسم (53 عاماً)، مصابٌ بمرض السكري وحثته أسرته على إنهاء الإضراب، وقال محاميه لشبكة ABC News، إنَّ حالة قاسم الصحية تزداد سوءاً؛ إذ بدا هزيلاً وضعيفاً خلال زيارة له يوم الأحد 16 سبتمبر/أيلول 2018، مع ارتعاش يديه بوضوح وانخفاض مستوى السكر في دمه إلى مستوى منخفض خطر.

لكنَّ قاسم كتب أنَّه "يعلم تماماً أنه قد يموت"، لكنَّه لا يملك خياراً آخر.

وقال في خطابه الذي أرسله إلى بنس: "أريد أن أخبر أطفالي بأنني قاتلت بكل ما أُوتيت من قوة لنيل حريتي. وأريد أن أخبرهم بأن أميركا دولة عظيمة؛ لأن حكومتنا ستقاتل بكل ما أوتيت من قوة من أجل مواطنيها". وقال محاميه إنَّ الخطابين كانا بتاريخ 12 سبتمبر/أيلول 2018، وأُرسلا إلى البيت الأبيض في 13 سبتمبر/أيلول 2018.

المعتقل الأميركي متهم بقلب نظام حكم الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي

يُذكَر أنَّ قاسم -الذي كان يعمل سائق سيارة أجرة في مدينة نيويورك الأميركية- بدأ إضرابه عن الطعام الأسبوع الماضي، بعد إدانته بمحاولة قلب نظام حكم الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي والحكم عليه بالسجن 15 عاماً، في محاكمة جماعية مع أكثر من 700 متهمٍ.

وصف برافين ماديراجو، المدير التنفيذي لمنظمة بريتريال رايتس إنترناشونال المعنيّة بحقوق الإنسان وأحد محامي قاسم، التهم الموجهة ضد موكله بأنها "ملفقة"، مضيفاً أنه "مواطن أميركي بريء"، وأن الوضع "مخزٍ".

قاسم جاء إلى مصر في أغسطس/آب من عام 2013؛ لزيارة زوجته وطفليه اللذين كانا يبلغان من العمر آنذاك 3 و6 أعوام. وتزامن ذلك مع فترة مضطربة في تاريخ مصر الحديث؛ إذ كان بعد شهر واحد من تولي الجيش السلطة بعد أيام من المظاهرات المناهضة لحكم الرئيس المصري المنتخب محمد مرسي.

إذ استولى السيسي، قائد الجيش آنذاك، على الحكم مُطيحاً مرسي، وشن حملة قمع على المعارضة السياسية والمجتمع المدني، ظلت مستمرة منذ ذلك الحين.

وطبقاً لتقرير منظمة هيومن رايتس ووتش الحقوقية الذي صدر في العام الماضي (2017)، يقبع نحو 20 أميركياً في السجون المصرية حالياً، بالإضافة إلى ما يصل إلى 60 ألف معتقل سياسي من جميع أنحاء مصر.

حيث وجهت إليه النيابة تهمة المشاركة في تظاهرات ضد الجيش المصري

 في مساء يوم 14 أغسطس/آب من عام 2013، الذي كان من المقرر أن يعود قاسم في اليوم الذي يليه إلى الولايات المتحدة، خرج لتحويل بعض النقود والتسوق عندما ألقى ضباط الأمن القبض عليه وعلى صهره ووجهوا لهما تهمة المشاركة في مظاهرات بميدان قريب ضد تولي الجيش السلطة.

يُذكر أنَّ الجيش قمع المظاهرات آنذاك قمعاً وصفته جماعات حقوق الإنسان بأنَّه أشد الحوادث دموية في طريق استيلاء السيسي على السلطة، بقتل أكثر من 800 شخص.

وبينما أُطلق سراح صهره، اتُّهم قاسم بأنه جاسوس أميركي؛ بسبب جواز سفره الأميركي.

وقال في خطابه إلى ترمب: "رغم توقف الضرب أخيراً، فإنَّ هذه السجون وحُراسها بذلوا أقصى ما في وسعهم لإنهاكي على مرِّ أكثر من 5 سنوات".

محاموه قالوا إنَّ السلطات لم تسمح له خلال فترة اعتقاله في السجون المصرية بالحصول على العلاج بانتظام، وضمن ذلك الأنسولين؛ ما أدى إلى إصابته بنوبات انخفاض خطير في نسبة السكر بدمه مثلما حدث الأسبوع الماضي.

ما دفعه للدخول بإضراب عن الطعام رغبة في الخروج من المعتقل

قدمت أسرة المعتقل الأميركي العديد من الطلبات لعلاجه في مستشفى خارجي، لكنَّها قوبلت بالرفض أو التجاهل من جانب السلطات المصرية، لكنَّه نُقِل إلى سجن انفرادي لملاحظة حالته الصحية.

لكن الآن في الوقت الذي بدأ فيه قاسم إضراباً عن الطعام، تخشى أسرته عليه من الموت؛ إذ حُكم عليه بالسجن 15 عاماً، وبعد قضائه 5 سنوات، ما زال عليه قضاء 10 سنوات أخرى في السجن، حسبما قال محاميه.

قالت شقيقته إيمان قاسم، في تصريحٍ لشبكة ABC News: "أخي يموت ببطء، لقد فقد الأمل".

تتابع إدارة ترمب قضية قاسم؛ إذ صرح بنس بأنه ناقش القضية مباشرةً مع السيسي في لقائهما الذي عُقِد بالعاصمة المصرية القاهرة في شهر يناير/كانون الثاني 2018. ووجه قاسم الشكر لبنس في خطابه إليه على هذه الكلمات، قائلاً إنها "بصيص من الأمل"، متمنياً أن "تستمر الحكومة في دعمي".   

قال في خطابه لبنس: "منذ يناير/كانون الثاني 2018، لم أجد أي تغير أو تحرك يُذكر سواءً من الحكومة المصرية أو الأميركية. أنا أفقد الأمل في رغبتك أنت وحكومتنا في اتخاذ موقف صارم وتأمين حريتي".

واختتم خطابه قائلاً: "السيد بنس، إنني أحتاج إلى مساعدتك، لقد تكلمت عني مرة واحدة، والآن أتوسل إليك أن تقاتل من أجلي".

وفقاً لأسرته، كتب أحد أفراد الأسرة الخطابين؛ لأن قاسم لم يكن يستطيع الكتابة بنفسه لضعفه. ولكنه استطاع التوقيع على الخطابين فقط، وتحققت شبكة ABC News من توقيعه بمناظرته مع وثائق قانونية أخرى.

ولكن لا يوجد رد قاطع بخصوص ما إذا كان ترمب سيناقش قضية المعتقل الأميركي مع السيسي

جديرٌ بالذكر أنَّ البيت الأبيض لم يرد على الاستفسارات التي وجِّهت له يوم الثلاثاء 18 سبتمبر/أيلول 2018، بشأن تلقيه الخطابين، أو ما إذا كان سيناقش قضية قاسم مباشرةً مع السيسي، الذي قد يلتقي ترمب الأسبوع المقبل ضمن فعاليات الجمعية العامة للأمم المتحدة في نيويورك.

وقال ماديراجو محامي قاسم، إنه لم يتلق أي ردٍ من البيت الأبيض أو مكتب بنس.

بينما قالت هيذر نويرت، المتحدثة باسم وزارة الخارجية الأميركية، إنَّ الولايات المتحدة "قلقة للغاية إزاء إدانة قاسم والحكم عليه بالسجن… لقد نوقشت قضيته مراراً مع الحكومة المصرية". وأجرى مسؤولون من السفارة الأميركية في مصر زيارات قنصلية لقاسم لمتابعة حالته.

يُذكَر أنَّ إدارة ترمب اتُّهِمَت بالتساهل مع مصر، لا سيما في الأسابيع الماضية، عندما حُكِم على قاسم وأكثر من 700 متهم آخرين بالسجن، في محاكمة جماعية في 8 سبتمبر/أيلول 2018، بسبب مظاهراتٍ حدثت في أغسطس/آب من عام 2013. وحُكِم على 75 شخصاً بالإعدام وأكثر من 600 آخرين بالسجن من ضمنهم قاسم ومحمود أبو زيد المصور الصحافي المصري الحاصل على جوائز، والمعروف أيضاً باسم شوكان، الذي كان يغطي المظاهرات.

بعدما جمَّدت الولايات المتحدة مساعداتٍ بقيمة 195 مليون دولار كانت تمنحها لمصر بسبب مخاوف متعلقة بحقوق الإنسان في العام الماضي (2017)، أعلنت الخارجية الأميركية في يوليو/تموز 2018، رفع الحظر عن هذه الأموال "في إطار الجهود المبذولة لدعم الشراكة بين البلدين"، حسبما صرح مسؤولٌ لشبكة ABC News.

أميركي في سجون السيسي يناشد ترمب التدخل
أميركي في سجون السيسي يناشد ترمب التدخل

في الأسبوع الجاري، أعلنت الإدارة الأميركية اعتماد صفقة البيع المحتملة لقذائف دبابات بقيمة 99 مليون دولار إلى مصر، واصفةً إياها بأنها "دولة صديقة" و"شريك استراتيجي مهم".

جديرٌ بالذكر أنَّ الولايات المتحدة تمنح مصر مساعداتٍ أو دعماً عسكرياً بأكثر من مليار دولار سنوياً. وتُعَد هذه الحزمة من المساعدات، التي تبلغ قيمتها مليار دولار، أحد الأسباب التي جعلت قاسم يعتقد أنَّ "حكومتي تخلت عني شيئاً فشيئاً".

من ناحيةٍ أخرى، أثمرت علاقة ترمب الوثيقة مع الرجل القوي السيسي بعض النتائج.

ففي أبريل/نيسان من العام الماضي (2017)، أطلقت مصر سراح آية حجازي، وهي مواطنة أميركية تعمل في مجال الإغاثة الإنسانية، وزوجها محمد حسانين و4 آخرين، بعدما حث ترمب وبعض مساعديه البارزين السيسي على فعل ذلك كدلالةٍ على حسن النيات. وبعد ذلك، التقت آية حجازي، ترمب في لقاءٍ بالمكتب البيضاوي، وصفه ترمب بأنَّه "شرف عظيم".

وكتب قاسم في خطابه إلى ترمب، إنَّه يدعو الله من أجل معاملة مماثلة. قائلاً: "أدعو الله أن تكون لديك خطة بشأني. رأيت أنك دافعت عن أميركيين معتقلين آخرين. ولكني أسألك: ماذا عني؟".

بينما قالت أسرته إن صبرهم قد نفد.

إذ قالت شقيقته إيمان لشبكة ABC News: "حياته في خطر؛ لأنَّه أظهر جواز سفره الأميركي، ولكنَّ الرئيس ترمب لم يفعل شيئاً في هذا الشأن، ونائب الرئيس بنس لم يفعل ما يكفي. إنهما يعرفان حالة مصطفى ويمكنهما إنقاذه. إنهما مسؤولان عن حياته مثل أي شخص آخر".

علامات:
تحميل المزيد