احتفالاتهم علنية للمرة الأولى بالمغرب، والأمن يمنعهم في مصر، وإجراءات أمنية مشددة في آسيا.. هكذا احتفل الشيعة بعاشوراء حول العالم

عربي بوست
تم النشر: 2018/09/20 الساعة 14:40 بتوقيت غرينتش
تم التحديث: 2018/09/20 الساعة 14:43 بتوقيت غرينتش
A Lebanon's Hezbollah supporter mourns Imam Hussein during last day of Ashura, Beirut, Lebanon September 20, 2018. REUTERS/Aziz Taher

في العاشر من محرم من كل عام هجري، يحتفل المسلمون بيوم عاشوراء اليوم الذي نجّى الله فيه النبي موسى -عليه السلام- وبني إسرائيل من فرعون، فضلاً عن الاحتفال بذكرى استشهاد الحسين بن علي بن أبي طالب وهي الطقوس التي تتسبب في حالة من الجدل والنقاش كل سنة.

ففي المغرب وللمرة الأولى، أعلن الشيعة هناك أنهم يستعدون للخروج علناً للاحتفال بـ "ذكرى الإمام الحسين"، لترسيخ وتجسيد الشعائر الحسينية ومراسم العزاء بشكل رسمي.

في السياق ذاته قال عبدالرحمن الشكراني، رئيس جمعية "رساليون تقدميون" المحظورة، إن "استعدادات الشيعة المغاربة جارية على قدم وساق، للاحتفال هذه السنة بذكرى استشهاد الإمام الحسين"، مشيراً إلى أنهم سيُمارسون طقوسهم الدينية الحسينية بشكل لم يعهده المغاربة.

احتفالات الشيعة ممنوعة في مصر ومسجد الحسين محاصر بالأمن

في مصر، استبقت وزارة الأوقاف المصرية احتفالات يوم عاشوراء، وأعلنت أنه سيتم فتح مساجد آل البيت بصورة طبيعية أمام المصلين والرواد، لكن الوزارة استدركت وفق بيان رسمي، وشدَّدت على أنها لن تسمح مطلقاً لأي طائفة -في إشارة إلى الشيعة المصريين- بممارسة طقوس غير معتادة داخل مساجد آل البيت، وعلى رأسها مساجد الإمام الحسين، والسيدة زينب، والسيدة نفيسة.

وقال الشيخ جابر طايع، رئيس القطاع الديني بوزارة الأوقاف، في تصريح صحافي: إننا أعطينا تعليمات بفتح جميع المساجد، وخاصة مساجد آل البيت بصورة طبيعية، اليوم وغداً، مع التنبيه على جميع الأئمة، خاصة بمساجد آل البيت، والتي تحوي أضرحتهم، بعدم السماح بأي احتفالات، كما تم التنبيه على عمال تلك المساجد بضرورة توخي الحذر، ومراقبة المتردّدين على المسجد، الذين يقومون بأي طقوس أو أفعال غريبة.

وأضاف رئيس القطاع الديني أن وزارة الأوقاف، لن تقبل بأي تجاوزات من أي طائفة، وأنها ستتعامل مع هذه التجاوزات بكل حسم، مشيراً إلى أنه ستتم الاستعانة بكاميرات المراقبة الموجودة داخل مسجد الحسين وخارجه، لمراقبة أي خروج عن المألوف خلال اليومين.

ووفقاً لصحيفة المصري اليوم المصرية، فإن مصادر بوزارة الأوقاف قالت أن هناك تنسيقاً مع أجهزة الأمن فى محيط مسجد الإمام الحسين، تحسباً لتجمهر أى أفراد من الشيعة، وعدم تمكينهم من إقامة أي احتفالات خاصة بهم، حيث أعدّت الوزارة خطة بالتعاون مع وزارة الداخلية، لتجنّب حدوث أي تجاوزات أو مناوشات في محيط مسجد الحسين بين المواطنين والشيعة.

فيما انتشرت قوات الأمن مبكراً بشكل مكثف أمام المسجد، كما فرضت مديرية أمن القاهرة حالةً من السيطرة التامة على ميدان الحسين، ودفعت بعدد من سيارات مكافحة الشغب، لتأمين المنطقة.

والشيعة يحيون ذكرى الحسين في المنازل بعيداً عن مضايقة البعض وهرباً من الأمن

القيادي الشيعي وعضو المجلس الأعلى لأهل البيت في "قم" بإيران الطاهر الهاشمي، قال إن الشيعة المصريين سيُقيمون مجالس العزاء في منازلهم لإحياء ذكرى "الحسين" وعدد من أهل البيت الكرام، الذين استشهدوا في موقعة كربلاء، لتفويت الفرصة على من يحاولون الصيد في الماء العكر، بافتعال مشاجرات في يوم عاشوراء أثناء زيارة مسجد وضريح الإمام الحسين.

وتابع: "قرارنا بإقامة مجالس العزاء في المنازل جاء بدوافع وطنية، لتخفيف العبء على أجهزة الدولة، وحتى لا نرهق الأمن الذي يستنفر لحراسة مسجد الإمام الحسين".

هكذا احتفل الشيعة بعاشوراء حول العالم
هكذا احتفل الشيعة بعاشوراء حول العالم

فيما أصدر القيادي الشيعي بياناً، أمس، قال فيه إن إغلاق مسجد الإمام الحسين في ذكرى عاشوراء هو رسالة خاطئة من قبل وزارة الأوقاف، وأضاف: "نتحدث بشكل وطني عن موقف الحكومة المصرية من الإغلاق المتكرر للمسجد، الذي يصبح نقطة ضدها وليس في صالحها، لأن هناك الكثير من المتربصين بمصر ومكانتها للإساءة لها.

وفي دول آسيوية، تحاط الاحتفالات بالتشديد الأمني خوفاً من استهداف مسلحين

وفي دول آسيوية أدى ملايين الشيعة طقوس الحداد، الخميس 20 سبتمبر/أيلول، إحياء لذكرى يوم عاشوراء، وسط إجراءات أمنية مشددة في الكثير من الأماكن، لحمايتهم من الهجمات الطائفية.

ورفرفت الأعلام الحمراء والخضراء في الأحياء الشيعية بالعاصمة الأفغانية كابول، بينما وقفت جماعات مسلحة من المتطوعين تحرس المساجد والتقاطعات الرئيسية.

وأعلنت جماعة تابعة لتنظيم الدولة الإسلامية في السنوات الأخيرة مسؤوليتها عن الهجمات التي استهدفت أقلية الهزارة، التي يغلب عليها الشيعة، كما أدى تدهور الوضع الأمني إلى تراجع حاد في التجمعات الكبرى في الأماكن العامة.

وفي بنغلاديش التي يسكنها 160 مليون نسمة، أغلبهم مسلمون، وحيث استهدف متشددون إسلاميون مزارات ومساجد شيعية خلال الأعوام القليلة الماضية، قالت السلطات إنها شدَّدت الإجراءات الأمنية.

وقال أسد الزمان ميا، قائد شرطة العاصمة داكا: "رغم أنه لا يوجد تهديد محدد، فقد اتّخذنا كلّ الإجراءات الممكنة لتفادي أي حوادث مفاجئة".

ويحيي الشيعة هذه الذكرى بطقوس كبيرة علنية أحياناً، تتضمن جلد الذات، للتعبير عن الارتباط بمعاناة الحسين الذي يرمز موته لكفاح أكبر ضد الظلم والطغيان.

حميان كبير، شيعي في المنطقة القديمة من داكا قال: "هذه ليست مجرد طقوس، لكنها مناسبة للاعتراف بالأخطاء التي ارتكبناها في الماضي".

أدى موت الحسين في نهاية المطاف إلى انقسام المسلمين بين سنة وشيعة، وفي السنوات الأخيرة شهد يوم عاشوراء هجمات دموية في العديد من الدول.

وفي الهند يستعد الشيعة لإحياء يوم عاشوراء، الجمعة، تماشياً مع رؤية الهلال. وقال نصير حسين، أحد سكان إقليم كشمير: "نعيد تمثيل معركة كربلاء، ونريد أن نظهر أننا لو كنا هناك لحاربنا في صفِّ الحسين وأسرته".

علامات:
تحميل المزيد