ميركل تُطيح برئيس الاستخبارات.. قصة الفيديو المتعلق باللاجئين الذي أشعل الخلاف بينه وبين المستشارة الألمانية

عربي بوست
تم النشر: 2018/09/19 الساعة 06:38 بتوقيت غرينتش
تم التحديث: 2018/09/19 الساعة 06:38 بتوقيت غرينتش
German Chancellor Angela Merkel speaks during a session at the lower house of parliament Bundestag in Berlin, Germany, September 12, 2018. REUTERS/Hannibal Hanschke

بعد أيام من الجدل داخل الائتلاف الحكومي في ألمانيا، قررت المستشارة أنجيلا ميركل، أمس الثلاثاء 18 سبتمبر/أيلول 2018، إقالة رئيس جهاز الاستخبارات الداخلية المتهم بالتواطؤ مع اليمين المتطرف.

وفي ختام اجتماع بين ميركل والاتحاد المسيحي الاجتماعي، والحزب الاشتراكي الديمقراطي، أعلنت الحكومة أن هانز يورغ ماسن لن يتولى بعد الآن قيادة الاستخبارات الداخلية.

وبدعم من وزير الداخلية البافاري هورست سيهوفر الذي أشاد بـ "مهاراته"، تم تعيينه سكرتير دولة في وزارة الداخلية.

سبب الإقالة

وكان ماسن (55 عاماً) يواجه صعوبات منذ السابع من سبتمبر/أيلول. فقد نفى وجود عمليات "مطاردة جماعية" لأجانب، مع أن ميركل أدانتها بعد التظاهرات المعادية للمهاجرين في كيمنتس (شرق) بدعوة من اليمين المتطرف.

كما أكد أن تسجيل فيديو نشر على مواقع التواصل الاجتماعي في هذا الشأن، ليس صحيحاً بينما كان التسجيل حقيقياً.

وبشكل عام واجه ماسن، مدير المكتب الفيدرالي لحماية الدستور (بي إف في)، انتقادات بسبب علاقاته المفترضة الوثيقة جداً مع الحزب اليميني القومي البديل لألمانيا الذي دخل بقوة عام 2017 إلى مجلس النواب، مستفيداً من المخاوف التي أثارها وصول أكثر من مليون طالب لجوء منذ 2015.

"سيرحل"

واعترف رئيس جهاز الاستخبارات بأنه التقى أعضاء في حزب البديل لألمانيا كما يفعل باستمرار مع شخصيات سياسية من اتجاهات عدة.

وماسن يلقى حتى الآن دعم وزير الداخلية هورست سيهوفر المتمرد على سياسة الهجرة التي تتبعها ميركل، إلى درجة أن وسائل إعلام ألمانية تتحدث أيضاً عن رحيل قريب لوزير الداخلية.

من جهة أخرى، واجه رئيس الاستخبارات هجمات حادة من الحزب الاشتراكي الديمقراطي العضو الآخر في "التحالف الكبير" الحاكم الذي يطالب بطرده.

وقال الأمين العام للحزب لارس كلينغبايل "إنني واثق من أن النتيجة ستكون أن ماسن يجب أن يرحل. الحزب الاشتراكي الديمقراطي مصمم على ذلك".

وكانت زعيمة الحزب أندريا نالس صرحت في نهاية الأسبوع بأنه "على ميركل توضيح وضع الحكومة. ماسن يجب أن يرحل وأقول لكم إنه سيرحل".

ويرى قادة الحزب الاشتراكي الديمقراطي أن ماسن "ألحق ضرراً كبيراً بالثقة في أجهزة الأمن"، بسبب تدخله في الجدل السياسي الوطني.

وكشف استطلاع للرأي أجراه معهد سيفي مؤخراً أن أكثر من ألماني واحد من كل اثنين (58%) لا يثق بأجهزة الاستخبارات لضمان أمن البلاد.

وبمعزل عن قضية اليمين المتطرف، واجه جهاز الاستخبارات الداخلية انتقادات بسبب إخفاقه في مراقبة جهاديين في البلاد.

سلطة ميركل "تتبخر"

على الصعيد السياسي، فإن الأزمة حول ماسن ليست سوى تجسيد جديد للضعف السياسي المتزايد لميركل، بينما يبدو أن ولايتها على رأس الحكومة ستكون الأخيرة.

وقد واجهت صعوبات جمّة في تشكيل تحالفها. ومنذ ذلك الحين تبدو ميركل مشتتة باستمرار بين الحزب الاشتراكي الديمقراطي الذي دخل الحكومة بعد تردد، والاتحاد الاجتماعي المسيحي الذي لا يكف عن الاحتجاج على سياستها للهجرة.

ويتطلع الحزب البافاري حالياً إلى انتخابات المقاطعات في 14 أكتوبر/تشرين الأول في هذه المقاطعة المهمة. ويمكن أن يخسر أغلبيته المطلقة أمام حزب البديل لألمانيا.

وفي مواجهة الشلل في العمل الحكومي، ذهبت صحيفة "هاندلسبلات"،  الإثنين، إلى حد الدعوة إلى "انتخابات جديدة" لوضع حد للجمود.

وترى مجلة "در شبيغل" أن سلطة ميركل التي تحكم البلاد منذ 2005 "تتبخر تدريجياً".

 

علامات:
تحميل المزيد