دخل شابان في وقت متأخر، من مساء الجمعة 14 سبتمبر/أيلول، في شجار عنيف في موقف سيارات قرب محطة القطارات في بلدة باد زودن- سالمونستر بولاية هيسن الألمانية، لتنتهي بـ مقتل شاب ألماني مغربي يدعى صلاح الدين (19 عاماً).
ونقل موقع "هيسن شاو" عن متحدث باسم النيابة العامة في بلدة هاناو، توضيحه، أمس السبت، أن شابين دخلا في شجار، فقُتل أحدهما وتم القبض على الآخر، وهو ألماني يبلغ من العمر 17 عاماً، كمشتبه به.
ومن المتوقع أن يتم تشريح جثة الضحية، والبت في أمر عرض المشتبه به على قاضي التحقيق خلال فترة نهاية الأسبوع، بحسب النيابة العامة. وتبحث الشرطة والنيابة عن شهود على الواقعة.
فتاة هي السبب
وفي حين لم تذكر السلطات أية معلومات عن الدافع والمجريات وسبب الوفاة والشجار، أشارت صحيفة بيلد على موقعها إلى أن الشجار جاء على خلفية التنافس على فتاة (17 عاماً)، وأنه سبق ذلك "نقاش أخير" بينهما.
وقال المتحدث باسم النيابة العامة دومينيك ميس لراديو "FFH" المحلي، إنه لا يتم الانطلاق من كون الجريمة ذات خلفية معادية للأجانب حتى الآن، رافضاً التعليق أيضاً على تقرير "بيلد"، الذي تحدَّث عن التنافس على فتاة.
وذكر موقع "بيلد" أن الضحية، المعروف بتشجيعه فريق بايرن ميونيخ، كان يُعتبر من قبل الذين يعرفونه لطيفاً وودوداً، وكان يعمل كحارس لشاطئ بحيرة سد "كينزيغ".
متى سيخرج حزب "البديل" اليميني المتطرف في احتجاجات
وكانت خرجت حركات وأحزاب يمينية متطرفة كحزب البديل لأجل ألمانيا، وحركة بيغيدا في مسيرات حزن ومظاهرات رافقتها أعمال العنف والهجوم على أجانب، وأداء لـ "تحية هتلر" النازية، تحت زعم الاحتجاج على جريمة قتل ألماني (أحد والديه كوبي) في مدينة كيمنتز بولاية ساكسونيا، نهاية شهر أغسطس/آب الماضي، يُشتبه في مسؤولية 3 طالبي لجوء من العراق وسوريا عنها.
كما خرج محتجون، بينهم يمينيون متطرفون نادوا بشعارات نازية، في بلدة كوتن بولاية ساكسونيا أنهالت أيضاً، التي قُتل فيها ألماني في مشاجرة، يُشتبه بأن أفغانيين متورطان في الجريمة.
وأشار الكثير من المعلقين والمغردين على شبكات التواصل الاجتماعي إلى نفاق أحزاب وحركات اليمين المتطرف، وكيلها الأمور بمكيالين، متسائلة ما إذا كانت سيثور غضبها وتحرّض أنصارها للنزول للشارع بعد قتل ألماني لشاب من أصول مهاجرة، كما فعلت في الأسابيع الأخيرة.
فكتبت يوم أمس السبت الصحفية مريام هولشتاين تغريدة على موقع تويتر (تم إعادة تغريدها قرابة ألف مرة)، أنها تظن أنه لن تنظم وقفات احتجاجية صامتة أو مسيرات حزن على مقتل الشاب الألماني- المغربي، رغم أن موته مأساوي وفظيع تماماً كما كان الحال في كيمنتز أو في كوتن، مبينة أن الفارق هو أن المجرم المفترض ألماني والضحية من خلفية مهاجرة.
Ich vermute mal, dass es keine Mahnwache und keinen Trauermarsch geben wird. Dabei ist dieser Tod genauso tragisch und schlimm wie der in Chemnitz oder der in Köthen. Der Unterschied: Der mutmaßliche Täter ist ein Deutscher, das Opfer hat einen Migrationshintergrund. https://t.co/2CdOa2GMxd
— Miriam Hollstein (@HollsteinM) September 15, 2018
وكتب أيمن مزيك، رئيس المجلس الأعلى للمسلمين في ألمانيا، أن الجريمة مريعة، معبراً عن تعاطفه مع ذوي الضحية، مضيفاً أنه من الجيد أن الناس من ذوي الخلفية المهاجرة، لم يقوموا أيضاً من دون خجل وبقذارة، باستغلال موت إنسان لتقسيم المجتمع، ولم ينزلوا للشارع ويحرّضوا صارخين.
Schrecklich, mein Beileid für die Hinterbliebenen des Opfers. Gut, dass nun Menschen mit Migrationshintergrund nicht ebenso schamlos, dreckig den Tod eines Menschen für Gesellschaftsspaltung instrumentalisieren und durch die Straße grölend hetzen https://t.co/xeN8oNVuSC
— Aiman A. Mazyek (@aimanMazyek) September 16, 2018
وخاطب الكثير من مستخدمي شبكات التواصل حزب "البديل لأجل ألمانيا" وغيره من قوى اليمين المتطرف و"المواطنين القلقين والغاضبين"، متسائلين: "أين هي الصرخة؟ والغضب ومسيرات الحزن"، على قتل ألماني لألماني من أصول مغربية، وفيما إذا كانت ستأتي أم لا، لأنه ما من لاجئ ارتكب إثماً هنا، أم أن الطقس غير ملائم.
Hallo @AfD und @AfD_Hessen, hier ist das Opfer ein Deutsch-Marokkaner und der mutmaßliche Täter ein Deutscher. Wo bleibt Ihr Aufschrei??? Oder kommt er nicht, weil kein Flüchtling eine Missetat begangen hat? #noafd https://t.co/LxsrVqeOO8
— Thorsten Winter (@thorsten_winter) September 15, 2018
"Ah, ein neuer Mord. Zeit für einen Trauermarsch."
"Aber der Täter ist Deutsch und das Opfer Deutsch-Marokkaner."
"War eh nicht so gutes Wetter."https://t.co/HLz4OUoPNA
— Gerald Hensel 🔥⚔️😘 (@ghensel) September 16, 2018
وعندما تساءل أحد المعلقين على صفحة جريدة "فرانكفورتر ألغماينه تسايتونغ" على موقع فيسبوك، عما إذا كان حزب "البديل لأجل ألمانيا" قد ضرب موعداً لمسيرة حزن (كما فعل في كيمنتز)، أجاب آخر بأن "علاقة المجرم والضحية" لا تتناسب هذه المرة مع تصوراتهم، لذا فإنه من غير المرجح أن تكون هناك "مسيرة حزن".