تغريدته تؤخر تشكيل الحكومة من جديد.. مقتدى الصدر يهدد باللجوء إلى صفوف المعارضة، والتحالف المقرب من إيران يرفض

بعد أن هدَّد مقتدى الصدر، بـ "اللجوء إلى المعارضة" في حال استمرار القوى السياسية بمنهج المحاصصة أصبح الأمر أكثر تعقيداً على الساحة السياسية العراقية

عربي بوست
تم النشر: 2018/09/16 الساعة 12:52 بتوقيت غرينتش
تم التحديث: 2018/09/16 الساعة 12:52 بتوقيت غرينتش
Iraqi Shi'ite leader Muqtada al-Sadr delivers a speech in Najaf, Iraq March 19, 2017. REUTERS/Alaa Al-Marjani

بعد أن هدَّد رجل الدين الشيعي مقتدى الصدر، بـ "اللجوء إلى المعارضة" في حال استمرار القوى السياسية بمنهج المحاصصة والتمسك بالمناصب والأشخاص لرئاسة الحكومة العراقية، أصبح الأمر أكثر تعقيداً على الساحة السياسية العراقية، في ظلِّ تنافس الأحزاب الشيعية على تشكيل الكتلة الأكبر في البرلمان العراقي.

وكان الصدر، كتب في 13 سبتمبر/أيلول، تغريدة قائلاً: "توافقنا مع كبار العراق على ترشيح عدة شخصيات تكنوقراط ومستقلة لرئاسة مجلس الوزراء، وفق قرار عراقي محض، على أن يختار كابينته الوزارية بعيداً عن الطائفة والمحاصصة، بل وفق معايير صحيحة ومقبولة من العلمية والنزاهة، البعض من السياسيين سارعوا إلى رفض هذه الفكرة من أجل العودة إلى المربع الأول، في حال استمرار هذا الرفض والنهج الفاسد سيتم اللجوء إلى المعارضة السياسية".

الأحزاب السياسية في العراق تحاول الاستحواذ على عدد أكبر من الوزارات والمؤسسات الحكومية، لتمرير صفقاتها السياسية والاقتصادية. تمسكها بالمناصب دفع مقتدى الصدر لنشر تغريدته على تويتر، والتهديد باللجوء إلى المعارضة السياسية.

مسؤول قريب من مقتدى الصدر قال لـ "عربي بوست"، إن الصدر حاول منذ إجراء الانتخابات النيابية في مايو/أيار 2018، تقريب وجهات النظر بين رؤساء الأحزاب السياسية، واتَّخذ من العاصمة بغداد مقراً له، لاستقبال قادة الأحزاب السياسية لتشكيل حكومة وطنية تخدم المواطنين، إلا أن الحوارات التي أجراها الصدر لم تلبِ طموحات المواطنين، بسبب تمسك بعض الأحزاب بالمناصب السياسية ومصالحها الشخصية.

انزعاج الصدر دفعه لكتابة تغريدته ونشرها

وأضاف المسؤول الذي رفض ذكر اسمه، أن الصدر انزعج في الآونة الأخيرة، بعد استقباله قادة الأحزاب السياسية، من ضمنهم الأمين العام لمنظمة بدر، هادي العامري، ولاحظ تمسك الأحزاب بالمكاسب السياسية والمناصب، وترشيح شخصيات غير ذات كفاءة لإدارة الحكم في العراق.

وأضاف أن هذا الأمر دفع الصدر لنشر تغريدته على تويتر، والتهديد باللجوء إلى المعارضة السياسية، إذا لم تستجب الأحزاب لشروط المرجعية الدينية في اختيار شخصية مستقلة وكفؤة لرئاسة الحكومة المقبلة.

أما الفتح، الجناح السياسي للحشد الشعبي الموالي لإيران، فيرى أن ذهاب تحالف سائرون المحسوب على مقتدى الصدر، إلى المعارضة سيعقد المفاوضات السياسية، ويؤخر تشكيل الحكومة المقبلة، مؤكداً عدم السماح لحزب الصدر بالذهاب إلى المعارضة.

وقال النائب عن الفتح حامد الموسوي لـ "عربي بوست"، إن الصراع على الكتلة الأكبر انتهى "هناك أجندات سياسية وخارجية حاولت افتعال أزمة داخل البيت الشيعي، وقتال شيعي- شيعي، من أجل فرض سيطرتها على العملية السياسية ونظام الحكم في العراق، إلا أن هناك تشابهاً بالرأي بين رجل الدين الشيعي مقتدى الصدر، ورئيس تحالف الفتح هادي العامري، بشأن مواصفات رئيس مجلس الوزراء".

تغريدة الصدر زادت أزمة الأوضاع السياسية

ولفت الموسوي إلى أن تغريدة مقتدى الصدر على شبكات التواصل الاجتماعي، أزَّمت الأوضاع والمباحثات السياسية لتشكيل الحكومة "الفتح ستعمل على منع ائتلاف سائرون بزعامة الصدر من الذهاب إلى المعارضة، سنعمل معهم على تشكيل الحكومة، وتغيير برنامج الحكومة وهيكلة الدولة، واختيار شخصية لرئاسة مجلس الوزراء وفق مواصفات المرجع الديني الشيعي في العراق السيد علي السيستاني".

وبشأن الأسماء التي رُشحت لرئاسة الوزراء، أوضح الموسوي، أنها غير صحيحة، والفتح قريب على سائرون، الفترة المقبلة قد تشهد اختيار شخصية مستقلة بعيدة عن الواقع السياسي، وأن يكون صاحب خبرة وقادراً على إدارة الدولة العراقية.

الصدر يصارع واقع هيكلة البرنامج الحكومي

مقتدى الصدر يصارع واقع هيكلة البرنامج الحكومي، وتغيير نظام الحكم في العراق، والأحزاب الشيعية والسنية والكردية تبحث عن المكاسب السياسية ومصالحها الخاصة على حساب العراقيين، حسب ما يرى أيمن الشمري القيادي في ائتلاف سائرون.

يقول الشمري لـ "عربي بوست"، إن الصدر يصارع الأحزاب السياسية التي تريد إبقاء الوضع في العراق على ما هو عليه الآن، ويجب تغيير نظام المحاصصة ومحاسبة الأحزاب التي تسيطر على موارد الدولة، واعتبارها ملكاً صرفاً، من خلال استغلال السلطة ونظام الحكم في العراق.

وأضاف أن الصدر يسعى لنبذ الطائفية والمحاصصة الحزبية وبناء دولة ومنهج المواطنة في البلاد، إلا أن الأحزاب الشيعية والسنية والكردية لا تزال متمسكة بالمناصب، وتحاول الضغط على الصدر وسائرون للتراجع عن قراره، وتشكيل حكومة وفق نظام المحاصصة الحزبية.

وأوضح أن تغريدة الصدر واللجوء إلى المعارضة، تُبين للجميع أن المفاوضات مع المحور الآخر لا تزال صعبة "نحن في صراع حقيقي، لا تزال الأحزاب تفكر في مصالحها الشخصية والحزبية على حساب المواطن، العراقيون بحاجة إلى حكومة تلبي الطموحات وتعالج الواقع الاقتصادي والصحي، وتوفر الخدمات والكهرباء للمواطنين".

ائتلاف الصدر: سنذهب إلى المعارضة

وتابع الشمري أن ائتلاف سائرون أعلن بشكل رسمي اللجوء إلى المعارضة، إذا لم نستطع تشكيل حكومة وفق ما يراه السيد الصدر، على أن يكون رئيس ووزراء في الحكومة المقبلة مستقلين ومن ذوي الكفاءة، بعيدين كل البعد عن المحاصصة الحزبية، إذا لم يحدث ذلك ورأينا أن الأحزاب السياسية متمسكة بالمناصب فسوف سنذهب إلى معارضة الحكومة في مجلس النواب العراقي.

وبشأن المرشحين لرئاسة الوزراء، أكد الشمري أن "الأسماء التي تناولتها وسائل الإعلام المحلية والأجنبية، بشأن موافقة مقتدى الصدر على توليها رئاسة الوزراء غير صحيحة، وعارية عن الصحة: "هي شائعات مغرضة، ومحاولة من بعض الجهات السياسية لإشعال الشارع وافتعال أزمة في العراق، تحالف الإصلاح برئاسة سائرون لم يرشح بشكل رسمي أي شخصية لرئاسة الوزراء، من يريد أن يكون مرشح الإصلاح أو سائرون لهذا المنصب، يجب أن تنطبق عليه شروط الصدر والمرجعية الدينية، إذا طبقت شروط الصدر على العبادي، لا مانع لدى سائرون من ترشحه لرئاسة الوزراء".

حزب الدعوة استهلك قدراته وفشل في إدارة الحكم

وبشأن حزب الدعوة وتمسكه برئاسة الوزراء، أوضح القيادي في ائتلاف الصدر، أن الحزب تسلَّم نظام الحكم في العراق منذ 2005، ولم تتغير البلاد نحو الأفضل، بل تراجعت نحو الأسوأ، رؤساء مجلس الوزراء، إبراهيم الجعفري، ونوري المالكي، وحيدر العبادي، جميعهم من حزب الدعوة، هذا الحزب استهلك قدراته وفشل في إدارة الحكم في البلاد، لا بد من البحث عن شخصيات جديدة بعيدة عن حزب الدعوة، تتسلم رئاسة مجلس الوزراء.

تحميل المزيد