وافق بول مانافورت، الرئيس السابق لحملة الرئيس الأميركي دونالد ترمب الانتخابية، على التعاون مع التحقيقات التي يجريها المحقق الخاص روبرت مولر، في احتمال تواطؤ الحملة مع روسيا.
وفي صفقة لتجنُّب محاكمة ثانية حول تهم غسل الأموال والعمل غير القانوني، وافق مانافورت، أمس الجمعة 14 سبتمبر/أيلول 2018، على الاعتراف بتهمتي التآمر ضد الولايات المتحدة وعرقلة عمل العدالة.
وقد يواجه مانافورت السجن لمدة تصل إلى عشر سنوات في إطار الاتفاق، وسيتخلّى عن 4 عقارات تقدّر قيمتها بملايين الدولارات، وكذلك عن حسابات مصرفية وبوليصة تأمين على الحياة.
وقال المستشار السياسي الجمهوري المخضرم (69 عاماً) للمحكمة، بعد تلاوة التهم الموجّهة إليه: "أعترف بالتهم الموجهة إليّ".
واستمع إلى التهم بتجهم، التي أوردت العقارات التي ستتم مصادرتها، وبينها بيت فاخر بحوض سباحة، وملعب تنس، وآخر لكرة السلة في منطقة هامبتونز في لونغ آيلاند.
ويأتي قرار مانافورت التعاون مع التحقيق في التواطؤ مع روسيا، بعد أقل من شهر من إبرام محامي ترمب السابق مايكل كوهين اتفاقاً مع النيابة الفدرالية، التي تشير بأصابع الاتهام إلى الرئيس في انتهاكات مالية في حملته الانتخابية.
وتأتي هذه الخطوة في الوقت الذي يشكل فيه تحقيق مولر حول التواطؤ بين حملة ترمب وروسيا، ضغوطاً متزايدة على البيت الأبيض.
وبهذا الاتفاق يتجنَّب مانافور محاكمة مثيرة كان يمكن أن تحرج الرئيس وحزبه الجمهوري قبل سبعة أسابيع من انتخابات منتصف الولاية. فيما سارع البيت الأبيض إلى القول إن اعتراف مانافورت "لا علاقة له" بالرئيس.
وقالت المتحدثة باسم البيت الأبيض سارة ساندرز، أمس الجمعة: "هذا ليس له علاقة مطلقاً بالرئيس أو بحملته الرئاسية الناجحة 2016. الأمران منفصلان تماماً".
تهم تتعلق بالعمل في أوكرانيا
وعمل مانافورت في حملة ترمب لنحو ستة أشهر في منتصف 2016، وأدانته هيئة محلفين في محاكمة منفصلة بثماني تهم تتعلق باحتيال مالي. إلا أن تلك التهم إضافة إلى التهمتين اللتين اعترف بهما اليوم غير مرتبطة بحملة ترمب، بل تتعلق بعمله لحساب الرئيس الأوكراني السابق فيكتور يانوكوفيتش وحزبه الموالي لموسكو بين 2005 و2014.
وقال الادعاء إن مانافورت تصرّف بشكل غير قانوني لصالح يانوكوفيتش وحصل على عشرات ملايين الدولارات التي قام بتبييضها من خلال قبرص وغيرها من الدول ولم يدفع ضرائب عليها.
ونصّت لائحة الاتهام على قيامه بتبييض أكثر من 30 مليون دولار في الولايات المتحدة، من خلال شراء عقارات وسلع فاخرة "وخداع الولايات المتحدة بالتهرب من أكثر من 15 مليون دولار من الضرائب".
وثارت تكهنات بأن مانافورت سيتعاون مع مولر على أمل الحصول على عفو من ترمب، الذي قالت تقارير عدة إنه ناقش الفكرة مع محاميه.
وقد تكون لدى مانافورت معلومات عن مدى تواصل حملة ترمب مع الروس خلال الانتخابات. ويقول رؤساء أجهزة الاستخبارات الأميركية إن موسكو تدخَّلت في الانتخابات بشكل واسع، بهدف مساعدة ترمب على هزيمة منافسته الديمقراطية هيلاري كلينتون.
وكان مانافورت حاضراً في اجتماع عقده مديرو حملة ترمب، وبينهم نجله دونالد ترمب جونيور، وصهره جاريد كوشنر، مع محامية روسية عرضت عليه "معلومات قذرة" عن كلينتون. ويتركز تحقيق مولر حالياً على هذا الاجتماع.
ودافع ترمب عن مانافورت مراراً، وفي الوقت نفسه سعى إلى النأي بنفسه عنه، وقال في يونيو/حزيران إنه "جاء إلى الحملة في وقت متأخر جداً، وكان معنا لفترة قصيرة".
وكتب على تويتر، في أغسطس/آب "أشعر بالاستياء الشديد بشأن بول مانافورت وعائلته الرائعة"، وذلك غداة إدانة لجنة محلفين مانافورت بعشر تهم، تتعلق بالاحتيال المصرفي والضريبي، ليواجه عقوبة السجن حتى 80 عاماً.
وعقب ذلك الحكم قال رودي جولياني، محامي ترمب، لصحيفة The New York Times، إنه والرئيس يدرسان احتمال العفو عن مانافورت والتبعات السياسية التي يمكن أن تترتب على ذلك. وأضاف جولياني: "أعتقد فعلاً أن مانافورت تعرَّض لمعاملة مريعة".