حكمت محكمة إيطالية على شخص ينشر تقييمات بكثرة على موقع TripAdvisor بالسجن لمدة تسعة أشهر، فيما أطلقت عليه الشركة أولى حالات الاحتيال بالتقييمات، التي أدَّت بصاحبها إلى الإدانة الجنائية، حسب صحيفة The Washington Post الأميركية.
وحجب موقع TripAdvisor أكثر من 1000 محاولة لعرض تقييمات مخادعة كتبها موقع Promo Salento، وهو موقع تسويقي يستهدف مجال الفندقة، بحسب ما قالت الشركة في بيانين نشرتهما يوم الثلاثاء. وقد نشرت بعض المراجعات، حذفت في وقت لاحق، للمئات من العقارات.
كان المخطط الذي ينتويه الرجل، الذي لم يذكر اسمه، هو كتابة وبيع التقييمات للشركات كي يُعزِّز شهرتها.
التقييمات المدفوعة تضلل المستخدمين
تتعامل مواقع مثل TripAdvisor وYelp، وعمالقة تجاريون مثل Amazon.com بشكل عدائي مع الاحتيال، والتقييمات الإلكترونية مدفوعة الأجر، قائلين إنها تُضلِّل المستخدمين، وتقوّض ثقة المشتري في شركاتهم.
يُعد حكم المحكمة الإيطالية إشارةً إلى أن الشركات والمحاكم باتت تتعامل بشكل أكثر جدية، فيما يتعلق بعملية مُتقنة ومربحة من بيع التقييمات الوهمية، كما قال تومي نونان، مؤسس ReviewMeta، وهو موقع يساعد المستخدمين أن يسلطوا الضوءَ على تقييمات موقع أمازون المثيرة للشبهات.
ويستضيف موقع TripAdvisor أكثرَ من 661 مليوناً من مراجعات وجهات السفر في أنحاء العالم، بحسب ما تقول الشركة.
هوية زائفة لكتابة تقييمات زائفة
وكانت محكمة الجنايات في ليتشي، قد قرَّرت أن استخدام هوية زائفة لكتابة مراجعات مخادعة هو أمر انتهك القانون الإيطالي. وحكم على الرجل أيضاً بدفع حوالي 9300 دولار لتغطية التكاليف والأضرار. إذ عرضت الشركة أدلةً كثيرة لأنشطة هذا الرجل، بعد تحقيق على الموقع.
قال براد يانغ، أحد محامي موقع تريب أدفايزر-TripAdvisor: "نعتبر ذلك حكماً تاريخياً بالنسبة لقضايا الإنترنت، لطالما كانت كتابة المراجعات المزيفة والوهمية من أشكال الاحتيال والخداع، لكن هذه هي المرة الأولى التي نرى فيها شخصاً ما يُزج به إلى السجن نتيجة لقيامه بذلك".وقالت الشركة إن الرجل نفَّذ مخطَّطه بمفرده. وقال موقع TripAdvisor، إنه يفرض عقوبات على عملاء هذا المخطط، من خلال خفض ترتيب الشعبية أو الشهرة الخاص بهم، أو تعليم وإبراز حساباتهم الشخصية للمستهلكين، باستخدام شارة حمراء على صفحاتهم.
التقييمات هامة جداً للمستخدمين
أصبحت تقييمات المستهلكين على الإنترنت بمثابة شريان الحياة بالنسبة لتجار البيع بالتجزئة والشركات، الذين يتطلَّعون إلى جذب المتسوقين. يقرأ حوالي نصف المستهلكين البالغين في الولايات المتحدة التقييمات والمراجعات بشكل روتيني، قبل شراء شيء ما للمرة الأولى، وفقاً لدراسة أجراها مركز بيو للأبحاث-Pew Research Center في عام 2015.
اتَّخذت شركة أمازون بالفعل بعض الإجراءات. حظرت الشركة التقييمات المدفوعة، وقدَّمت خمس دعاوى قضائية ضد الأشخاص الذين يقومون بكتابة تقييمات مدفوعة، وضد الشركات التي تطلب منهم القيامَ بذلك منذ عام 2015. (جيف بيزوس، الرئيس التنفيذي لشركة أمازون، كما يمتلك أيضاً صحيفة The Washington Post).
يتقاضى بعض المقيِّمين أجورَهم من خلال موقع PayPal، أو بواسطة بطاقات هدايا لكتابتهم تعليقات برَّاقة، كما أفاد كل من إليزابيث دوسكين وكراج تيمبيرغ، في مقال لصحيفة The Washington Post، في أبريل/نيسان.
وقال نونان، إن التركيز الاستباقي على المراجعات المزيفة يُعدُّ أمراً جديراً بالثناء، كما أن الشركات تعمل بشكل متزايد على نشر النظم الخوارزمية، واستخدام محققي الاحتيال للإمساك بمرتكبي هذه التقييمات المزيفة.لكن لدى الشركات معركة شاقة دائمة، غالباً ما يكون من الصعب تمييز التقييمات المزيفة عن التقييمات الحقيقية، ولو بعد قراءة دقيقة، كما يقول نونان، حتى بالنسبة له.