ماذا قال بوتين عن الشخصين اللذين نشرت بريطانيا صورهما واتهمتهما بتسميم الجاسوس المزدوج باستخدام جوازات سفر روسية؟

عربي بوست
تم النشر: 2018/09/12 الساعة 16:08 بتوقيت غرينتش
تم التحديث: 2018/09/12 الساعة 16:08 بتوقيت غرينتش

أعلن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، الأربعاء 12 سبتمبر/أيلول 2018، أن الرجلين اللذين وجَّهت لندن إليهما تهمة تسميم الجاسوس الروسي السابق سيرغي سكريبال بغاز أعصاب في إنكلترا هما "مدنيان" وليسا مجرمين.

وحضّ بوتين الرجلين على مخاطبة وسائل الإعلام قائلاً: "ليس في الأمر أي جرم"، وذلك خلال كلمته أمام منتدى اقتصادي في مدينة فلاديفوستوك بأقصى الشرق الروسي.

وقال بوتين في المنتدى الذي حضره رئيس وزراء اليابان شينزو آبي والرئيس الصيني شي جين بينغ: "نعلم من هما ولقد عثرنا عليهما".

وأضاف: "إنهما بالطبع مدنيان"، في رد على ما يبدو على اتهام السلطات البريطانية لهما بأنهما ضابطان في وكالة الاستخبارات العسكرية الروسية.

وقال بوتين: "آمل أن يخرجا بنفسهما ويؤكّدا من يكونان"، وذلك في تعليقات اعتبرت تلميحاً إلى أنهما قد يُصدران بياناً في وقت قريب.

وأضاف: "ليس في الأمر أي جرم، أؤكد لكم. سترون في المستقبل القريب".

وأصدرت السلطات البريطانية مذكرتي توقيف أوروبيتين بحق كل من ألكسندر بتروف ورسلان بوشيروف، ويعتقد بأنهما ينتميان لوكالة الاستخبارات العسكرية الروسية.

والرجلان متهمان بمحاولة قتل الجاسوس الروسي السابق سيرغي سكريبال وابنته يوليا في بلدة سالزبري بغاز الأعصاب نوفيتشوك في 4 آذار/مارس، في هجوم تعتقد لندن أنه بإيعاز من الكرملين. وقد دخلا بريطانيا بجوازات سفر مزيفة.

ولم يتواصل بوتين مع الرجلين منذ اتهامهما في القضية، بحسب ما أكد المتحدث باسم الكرملين ديمتري بيسكوف للصحافيين.

في تلك الأثناء بثت قناة روسيا-24 التلفزيونية الحكومية ما قالت إنه اتصال بالمتهم بتروف، الذي قال إنه "إلى الآن لا تعليق، ربما لاحقاً، في الأسبوع المقبل، أظن".

وتحدثت وسائل الإعلام الحكومية الروسية عن رجل يدعى ألكسندر بتروف يعمل لدى شركة أدوية في مدينة تومسك السيبيرية وينفي أي ضلوع له في القضية.

تعتيم وأكاذيب

بعد وقت قصير على تصريحات بوتين اتهمت بريطانيا روسيا "بالتعتيم والكذب".

وقالت رئيسة الوزراء البريطانية تيريزا ماي لمراسلين: "طلبنا مراراً من روسيا توضيح ما حدث في سالزبري في آذار/مارس، فردّت بالتعتيم والكذب".

وأكدت الحكومة البريطانية أن بوتين يتحمل المسؤولية في النهاية عن الهجوم، وهو اتهام رفضه الكرملين بغضب.

وقامت لندن وحلفاؤها بطرد عشرات الدبلوماسيين الروس بعد حادثة التسميم؛ ما دفع موسكو للقيام بالمثل وهو ما أدى إلى تدهور العلاقات إلى أدنى مستوياتها.

ونجا سكريبال وابنته من الموت، لكن رجلاً يدعى تشارلي راولي عثر على زجاجة تشبه زجاجة عطر تحتوي على نوفيتشوك بعد أسابيع على تسمم سكريبال.

وأعطى راولي الزجاجة إلى صديقته دون ستورجس التي توفيت لاحقاً.

واتهم المدعون البريطانيون بتروف وبوشيروف بالتواطؤ في اغتيال سكريبال ومحاولة القتل واستخدام سلاح كيماوي محظور.

وأوردوا أنهم لن يوجّهوا طلباً رسمياً لتسلم الرجلين، ذلك أن روسيا لا تسلم مواطنيها، لكن مذكرة توقيف أوروبية صدرت بحقهما.

ويُذكِّر تسميم سكريبال بتسميم الجاسوس الروسي السابق ألكسندر ليتفيننكو في بريطانيا عام 2006.

وقالت بريطانيا آنذاك إن الروسيين أندري لوغوفوي وديمتري كوفتون مسؤولين عما وصفته بعملية قتل مدعومة من الكرملين على الأرجح. لكن الرجلين لم يمثلا أبداً أمام المحكمة فيما أصبح لوغوفوي نائباً في البرلمان الروسي.

تحميل المزيد