حكاية «ضفادع» سوريا.. كيف جاء مصطلح الازدراء الذي انتشر في صفوف المعارضة و«يشير إلى الخيانة»؟

عربي بوست
تم النشر: 2018/09/12 الساعة 14:31 بتوقيت غرينتش
تم التحديث: 2018/09/12 الساعة 16:29 بتوقيت غرينتش
Civil defence members and civilians search for survivors at a site hit by an airstrike at an industrial area of rebel-held Idlib city, Syria November 20, 2016. REUTERS/Ammar Abdullah

ظهر مؤخراً مصطلح "الضفادع" في سياق الحديث عن الصراع السوري، ويزداد تردُّد الكلمة على ألسنة المعارضين بغرض إحباط المحليين الذين يسعون للتفاوض مع الحكومة على المناطق التي تسيطر عليها المعارضة. يُستخدَم اللفظ للازدراء كطريقةٍ للإشارة إلى من "تخلّوا عن القضية".

على مدار العامين الماضيين، أثار عددٌ من اتفاقيات المصالحة بين فصائل المعارضة والحكومة السورية الكثير من الجدل بين صفوف قوات المعارضة، في البلد الذي مزَّقته الحرب، حسب تقرير شبكة BBC البريطانية. انتقدت فصائل المعارضة المختلفة بقوةٍ مثلَ هذه الاتفاقيات، التي أدت إلى استعادة جيش النظام السيطرة على مساحاتٍ واسعة من أراضي المعارضة.

وفي ظلِّ انتشار تقارير عن هجمةٍ وشيكة بدعمٍ روسي على إدلب، آخر محافظة تحت سيطرة المعارضة في سوريا، زاد رواج مصطلح "الضفدع".

إذاً ما هي قصة هذا المصطلح؟

أصل الكلمة

يعود استخدام كلمة "ضفدع" في هذا السياق إلى بدايات 2018، عندما تأهَّبت الحكومة السورية للسيطرة على ضاحيةٍ من ضواحي دمشق من المعارضة، وهي الغوطة الشرقية.  

أفادت تقارير على موقع "عنب بلدي" الإخباري المناصر للمعارضة، بأنه في شهر فبراير/شباط 2018، عقد أحد المسؤولين الشرعيين للمعارضة، يُدعى "بسام الضفدع"، محادثاتِ مصالحةٍ مع الحكومة في بلدة كفربطنا بالغوطة الشرقية.

تفيد التقارير بأن "الضفدع" ورجاله سهَّلوا دخول القوات التابعة للحكومة إلى كفربطنا، وفي النهاية انقلبوا وقاتلوا إلى جانب الجيش ضد مقاتلي المعارضة في الغوطة الشرقية والمناطق المجاورة.

زيادة الرواج

بدأت كلمة "ضفدع" بعد ذلك تُستخدَم على نحوٍ أشمل للإشارة إلى أيِّ شخصٍ يدعو إلى أيِّ شكلٍ من أشكال المصالحة مع الحكومة.

وسرعان ما لاقت الكلمة زخماً بين صفوف نشطاء المعارضة ومنافذها الإعلامية، خاصةً بعد أحداث شهر يوليو/تموز في محافظة درعا الجنوبية، حيث وقَّعت مجموعات المعارضة اتفاقاً سمح فعلياً للحكومة بالسيطرة على أسلحتهم ومنطقتهم.

سخر بعض الأشخاص من "الضفادع" السورية بتصميم صور ساخرة منتشرة لدمية الضفدع "كيرميت" عند الإشارة إلى المفاوضات والاتفاقيات.

لم يستغرق المتشددون كثيراً حتى التقطوا المصطلح، واستخدموه لأول مرة هم وأنصارهم في شهر أبريل/نيسان 2018.

في شهر يوليو/تموز 2018، نشر أبو اليقظان المصري، أحد المسؤولين في "هيئة تحرير الشام" بسوريا، منشوراً مُفصَّلاً يشرح فيه ما الذي يجعل شخصاً "ضفدع"، مُركِّزاً على الأحداث الجارية في إدلب.

قال إن مصطلح "الضفادع" يشمل زعماء الفصائل السورية الذين انقلبوا على أعقابهم ضد المعارضة، وهؤلاء الذين عادوا إلى أشغالهم في المناطق التي سيطرت عليها الحكومة. وطبقاً للمصري، يشير المصطلح أيضاً إلى الإعلام، والمنظمات، والنشطاء، والجمعيات الأهلية التي تعمل ضد المعارضة.

وفي الوقت نفسه، أشار المسؤول الشرعي لهيئة تحرير الشام، أبو شعيب (المعروف ايضاً باسم طلحة المسير)، أسفاً إلى أنه كان هناك الكثير من الأشخاص الذين "يتحوَّلون إلى ضفادع"، وأضاف أن هذا لم يكن ظاهرةً جديدة على مرِّ التاريخ.

مؤخراً، نَشَرَ أنصار هيئة تحرير الشام، يوم 8 سبتمبر/أيلول، فيديو مُصوَّر لأبي العبد أشداء مسؤول آخر في هيئة تحرير الشام، يوجه فيه رسالة "للضفادع". حثَّهم في هذا الفيديو على التوبة والتنسيق مع مقاتليه لاستهداف أو تسهيل استهداف القوات السورية والروسية في المناطق التي سيطرت عليها الحكومة.  

ومنذ يوليو/تموز، نشرت وكالة "إباء"، المنفذ الإعلامي لهيئة تحرير الشام، تقارير مختلفة ومقاطع فيديو تنتقد "ظاهرة الضفادع".

مخاوف قبل معركة إدلب

تعني معظم اتفاقيات المصالحة بين الحكومة وفصائل المعارضة -آخرها كان في محافظ درعا الجنوبية في شهر يوليو/تموز- أن تُسلِّم جماعات المعارضة الأسلحة الثقيلة والمناطق التي يسيطرون عليها إلى قوات الحكومة. ومن كان يرفض هذه الاتفاقات في الماضي كان يُسمَح له باللجوء إلى محافظة إدلب التي تسيطر عليها جماعات المعارضة شمالي غرب سوريا.

في شهر أغسطس/آب، انتقد أبو محمد الجولاني أيَّ محاولاتٍ للمصالحة انتقاداً شديداً، وقال إن جماعته لن تكرر "أخطاء" المعارضة في الدرعا.

عرضت الجماعة مؤخراً عرضاً قوياً لحملات فرض النظام على أفراد وجماعات يُزعم أنهم يُرَوِّجون للمصالحة في إدلب. صورت الجهات الإعلامية لهيئة تحرير الشام، الجهاز الأمني للجماعة وهو يلقي القبض على عشرات من الرجال بتهمة الترويج للفكرة.

وتحدثت جماعة حراس الدين في إدلب، وتحالف المعارضة السورية، الجبهة الوطنية للتحرير، ضد أنصار المصالحة بقوة، قائلين إن فعلهم هذا يُعَد خيانة.

علامات:
تحميل المزيد