بسبب صفقة «إس 400» الروسية لتركيا.. أميركا تدرس التوسُّع العسكري وبناء قواعد جديدة في اليونان

عربي بوست
تم النشر: 2018/09/12 الساعة 19:05 بتوقيت غرينتش
تم التحديث: 2018/09/12 الساعة 19:24 بتوقيت غرينتش
U.S. President Donald Trump greets the crowd before delivering remarks while hosting a Greek Independence Day celebration in the East Room at the White House in Washington, U.S., March 22, 2018. REUTERS/Leah Millis

وفقاً لمسؤولين، يُجري الجيش الأميركي محادثاتٍ لتوسيع عملياته في اليونان واستخدام المزيد من القواعد البحرية والجوية، ما يشير إلى تحركٍ محتمل تجاه شرق البحر المتوسط وسط تزايدٍ في توتر العلاقات الأميركية مع تركيا خاصة بسبب صفقة إس 400.

وأشار المسؤولون إلى وجود عوامل جيوسياسية وجغرافية تجعل من اليونان موقعاً جذاباً للجيش الأميركي. حسبما نقلت صحيفة Wall street journal الأميركية، فعلى الصعيد السياسي العلاقات بين الولايات المتحدة واليونان في أفضل حالاتها، وكلا البلدين يتشاركان نفس المخاوف تجاه تركيا، شريكتهما في حلف شمال الأطلسي.

أما على الصعيد الجغرافي فتتميز اليونان بطقسٍ مثالي طوال العام للتدريب على الطيران، بالإضافة لكونها مقراً لقواعد اليونانيين وحلف الناتو.

ولعل الأهم بالنسبة للولايات المتحدة هو ترحيب الحكومة اليونانية الحالية ومعارضتها معاً بالأمر، حسبما صرح مسؤولون أميركيون أثناء زيارتهم لليونان مؤخراً. وأضاف المسؤولون أنهم يرونها فرصةً لزيادة استخدام المرافق اليونانية واستقدام المزيد من القوات بشكلٍ مؤقت.

وقال الجنرال جو دانفورد، رئيس هيئة الأركان المشتركة، للصحافيين المرافقين له: "جغرافية اليونان والفرص هنا مميزة للغاية"، مشيراً إلى قرب اليونان من العمليات الأميركية في سوريا وشمال إفريقيا.

 بدأت أميركا بالفعل في توسيع نشاطها في القواعد اليونانية في ظل توتر العلاقات الأميركية مع تركيا

قامت الولايات المتحدة بتوسيع استخدامها للقواعد اليونانية، وهذا الربيع بدأت الطائرات دون طيار غير المسلحة طراز MQ-9 في التحليق من قاعدة لاريسا الجوية باليونان.

وشدَّد المسؤولون على أنَّ المحادثات التي يقودها الجنرال كورتيس سكاباروتي، القائد الأعلى للقوات الأميركية في أوروبا، هي محادثات أولية ولا تتضمن مقترحات لإرسال قوات أو معدات بشكل دائم.

وعلى الرغم من أنَّ اليونان تقدم العديد من المزايا، فإنَّ الاستخدام المتزايد للموارد اليونانية لا يُقصد به استبدال مستقبل العمليات الأميركية في قاعدة إنجرليك الجوية في تركيا، أو التحوط ضده.

وقال الجنرال دانفورد إنَّ "العلاقات الثنائية مع اليونان لا تهدف بأي حال أن تكون على حساب العلاقات مع تركيا". قاعدة إنجرليك أكبر، ومصممة خصيصاً لعمليات الناتو، وهي أقرب إلى سوريا، حيث تشن القوات الأميركية حملاتها للقضاء على آخر معاقل مقاتلي تنظيم الدولة الإسلامية (داعش) وأراضيها.

لكنَّ محاولة الانقلاب عام 2016 من قبل معارضي الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، وشراء تركيا لنظام الصواريخ إس 400 الروسي، والدعم الأميركي للمقاتلين الأكراد في سوريا، وهي المجموعة التي تعتبر تركيا أعضاءها إرهابيين، كل هذا أسهم في التوترات بين البلدين، ما أضفى جاذبيةً أكبر على فرصة اليونان.

ومنذ عام 2015 أضاف الأتراك قيوداً على نوعية العمليات التي تجريها الولايات المتحدة من قاعدة إنجرليك. ورداً على ذلك حولت الولايات المتحدة وجهتها إلى دول أخرى مثل قطر، لتنفيذ العمليات في سوريا من خلالها.

ولسنوات استخدم الجيش الأميركي القاعدة البحرية بخليج سودا في اليونان، الموجودة على ساحل جزيرة كريت، وهو الميناء الوحيد في المنطقة الذي لديه عمق مائي يسمح لحاملات الطائرات بالرسو.

وتحاول أميركا استخدام هذه القواعد لمساعدتها في ملفات مثل ليبيا وتركيا

 وفي مايو/أيار، زارت حاملة الطائرات هاري ترومان الميناء الموجود في خليج سودا في زيارةٍ استغرقت 4 أيام. وفي الشهر التالي يونيو/حزيران توقفت طائرة الرئيس ترمب في خليج سودا للتزوّد بالوقود أثناء الرحلة إلى سنغافورة للمحادثات مع الزعيم الكوري الشمالي كيم جونغ أون.

لكن مسؤولاً أميركياً صرَّح بأنَّ خليج سودا وصل الآن إلى قدرته الاستيعابية القصوى، ما يؤدي إلى الحاجة لطرح بدائل أخرى.

وبالنسبة لليونان فإنَّ المزيد من التدريبات والزيارات الأميركية للموانئ من شأنها أن تخفف التهديدات الأمنية من ليبيا وتركيا، والأخيرة تُشعر اليونان بالقلق العميق، حسبما ذكر المسؤول الأميركي.

ويوم الأحد 9 سبتمبر/أيلول، قال مسؤولون يونانيون إنَّهم ألقوا القبض على اثنين من أفراد الجيش التركي لمحاولة عبور الحدود بطريقة غير شرعية، ثم أطلقوا سراحهما فيما بعد، وهو الحادث الذي ألقى بظلاله على تصريحات جيوش البلدين.

وأضاف المسؤول الأميركي أنَّ اليونان "تنظر في محيطها وترى نفس عدم الاستقرار.. كما ندركه نحن أيضاً".

لم يتحدث المسؤولون الدبلوماسيون اليونانيون مباشرةً عن مفاوضات التعاون العسكري، لكنَّهم أشاروا إلى أنَّ البلاد تتمتع بموقع استراتيجي، وتحقق بالفعل شرط الإنفاق الدفاعي لحلف الناتو بنسبة 2٪ من ناتجها المحلي الإجمالي.

وفي مناسبةٍ بمدينة سالونيك هذا الشهر سبتمبر/أيلول، أشاد وزير الدفاع اليوناني بانوس كامينوس بالعلاقات اليونانية الأميركية الممتدة لعقود.

وقال: "سنتقدم معاً نحو المستقبل. تتوسع الاتفاقيات العسكرية بين البلدين، وسيساعد هذا اليونان على أن تكون حليفاً استراتيجياً في منطقة البحر المتوسط".المنطقة أيضاً محل اهتمام القوى الكبرى الأخرى. فقد وسعت الصين من نطاق تواجدها في شرق البحر المتوسط، وتستخدم روسيا سوريا مركزاً رئيسياً لعملياتها في المنطقة. واليونان لديها أيضا علاقة طويلة مع روسيا.

وأضاف المسؤول الأميركي أنَّه بغض النظر عن  أي شيء "تُعتبر اليونان رهاناً جيداً".

علامات:
تحميل المزيد