أوقفت أجهزة الاستخبارات التركية في سوريا، أحد أبرز المشتبه بهم في الاعتداء الذي استهدف مدينة الريحانية الحدودية، في العام 2013، بحسب ما أوردت وكالة أنباء الأناضول الحكومية.
وتابعت الوكالة أن يوسف نازك، العقل المدبر المفترض للهجوم المزدوج بالسيارة المفخخة، الذي أوقع أكثر من 50 قتيلاً، في مايو/أيار 2013، أوقف في اللاذقية (شمال غرب) سوريا، خلال عملية غير مسبوقة لأجهزة الاستخبارات التركية.
وأوضحت المصادر أن عناصر الاستخبارات التركية جلبت يوسف نازيك، المدرج على "القائمة الزرقاء" للمطلوبين، إلى الأراضي التركية، عبر طرق آمنة، وأخضعته للاستجواب.
اعترافات المتهم
وخلال الاستجواب الأوَّلي، اعترف نازيك بتخطيطه لهجوم "ريحانلي" بناء على تعليمات من المخابرات السورية.
وقال نازيك إنه أجرى، بناء على التعليمات، عملية استطلاع لإيجاد مواقع بديلة لتنفيذ تفجيرات داخل تركيا.
وأكّد أنه أشرف على إدخال المتفجرات من سوريا إلى تركيا، وتأمين سيارتين من طراز ترانزيت لتفخيخ المتفجرات فيهما.
كما اعترف نازيك بمعلومات مفصلة عن "معراج أورال"، زعيم ما يعرف بتنظيم "المقاومة السورية"، الذي كان له دور في تفجيرات "ريحانلي".
وحثَّ نازيك بقية المتهمين الهاربين بعد مشاركتهم في التفجيرات، على تسليم أنفسهم للسلطات التركية.
وأشار إلى أنه من مواليد مدينة "أنطاكيا" في "هطاي"، وقام بتنفيذ التفجيرات مع أصدقائه بأمر من المخابرات السورية.
وتابع: "لم أستطع الهروب من الدولة التركية، وأنا نادم.. لقد ألقوا القبض عليّ وجلبوني من سوريا".
العمليات الاستخبارية الوطنية
وكشفت وكالة الأناضول، أن العملية نُفذت دون الحصول على أي دعم لوجستي أو معلوماتي من أي جهاز استخبارات أجنبي، وقام جهاز الاستخبارات التركي بمفرده بجميع عمليات الكشف والمتابعة والرصد والنقل.
وتقوم تركيا، وخاصة في أعقاب المحاولة الانقلابية الفاشلة (15 يوليو/تموز 2016) بعمليات وراء الحدود، في إطار مكافحة مصادر الإرهاب.
ومن خلال هذه العمليات والتنسيق بين قوات الأمن، تم جلب العديد من المتهمين بالإرهاب إلى تركيا، وخصوصاً التابعين لتنظيمي "بي كا كا" و"غولن".
هجوم ريحانلي (الريحانية)
وكان الانفجاران اللذان وقعا بقضاء ريحانلي، في 11 مايو/أيار 2013، قد أوديا بحياة 53 شخصاً، وتسبَّبا بجرح العشرات.
كما تسبَّب الانفجاران اللذان استهدفا مقر بلدية ريحانلي ومبنى البريد بخسائر في 912 مبنى، و891 متجراً، و148 مركبة.
وفي 23 فبراير/شباط الماضي، قضت محكمة تركية في القضية المتعلقة بتفجير ريحانلي، بالمؤبّد مع الأشغال الشاقة على 9 من أصل 33 شخصاً، في حين حكمت على 13 شخصاً آخرين بالسجن مدداً تتراوح ما بين 10-15 عاماً.
يشار إلى أن 8 من المتهمين من بينهم يوسف نازيك، مطلوبون على خلفية تفجير ريحانلي.
وكان جهاز الاستخبارات التركية أرسل قبل وقوع التفجير بيانات مفصلة عن العملية قبل وقوعها للمدعي العام في قضاء ريحانلي "أوزجان شيشمان"، الذي اتَّضح فيما بعد انتماؤه لتنظيم "غولن" الإرهابي، وإخفاؤه تلك المعلومات، وغضه الطرْف عنها، ما تسبَّب في وقوع التفجير.