تعرّض دونالد ترمب لانتقادات حول إبدائه وجهات نظره المثيرة للجدل في شتّى الموضوعات بدءاً من حقوق المثليين ووصولاً إلى التغير المناخيّ، والهجمات الإرهابية على أميركا في سبتمبر/أيلول عام 2001 ليست استثناءً.
منذ الأيام التي كان فيها أحد أبرز رجال الأعمال بمجال العقارات في نيويورك وحتى ترشحه لمنصب سياسي، أثار نجم تلفزيون الواقع السابق جدلاً في عدة مناسبات بسبب تصريحاته حول العمل الوحشي الذي راح ضحيته ما يقرب من 3000 شخص.
وفي الوقت الذي يستعد فيه الرئيس المُهَاجم لإحياء ذكرى أحداث الحادي عشر من سبتمبر/أيلول، ستُعرض قائمة طويلة من آرائه المثيرة للجدل للفحص والتمحيص، نشرها موقع صحيفة The Independent البريطانية.
11 سبتمبر/أيلول 2001
"كان مبنى وول ستريت 40 الخاص بي هو ثاني أطول مبنى وسط مانهاتن.. والآن صار الأطول".
في اليوم الذي سقط فيه برجا مركز التجارة العالمي، كان ترمب، رجل الأعمال الذي يعمل في العقارات، يتحدث إلى محطة WWOR الإذاعية الأميركية، عندما انحرف عن الموضوع ليتباهى بامتلاكه ناطحة سحاب مكونة من 71 طابقاً في الجوار، زاعماً أنها أطول مبنى في جنوب مانهاتن.
وبعد وقت قصير من الهجوم، طالب ترمب الحكومة بدفع مبلغ 150 ألف دولار لتغطية تكاليف "خسائر الإيجار" و"الإصلاحات". كانت هذه الأموال مخصصة في الأصل للشركات الصغيرة في المنطقة.
11 سبتمبر/أيلول 2013
"أود أن أقدم أطيب تمنياتي للجميع، حتى للحاقدين والفاشلين، في هذا التاريخ المهم، 11 سبتمبر/أيلول".
"@realDonaldTrump: I would like to extend my best wishes to all, even the haters and losers, on this special date, September 11th."
— Donald J. Trump (@realDonaldTrump) September 12, 2013
أحيا ترمب الذكرى السنوية على تويتر عام 2013. وحذف لاحقاً تلك التغريدة، لكنه لسبب غير مفهوم ظل يعيد نشر التغريدة الأصلية.
نوفمبر/تشرين الثاني 2015
"شاهدت انهيار مركز التجارة العالمي، وشاهدت في مدينة جيرسي، بولاية نيوجيرسي الآلاف والآلاف من الناس يهللون فرحين والمبنى يتهاوى".
قال المرشح للرئاسة آنذاك في مؤتمر جماهيري في برمنغهام بولاية ألاباما إنَّ الناس احتفلوا بالكارثة على الضفة المقابلة لبرجي التجارة. وأعاد ذكر هذه الادعاءات في وقت لاحق في لقاء مع جورج ستيفانوبولوس، أحد مقدمي البرامج على قناة ABC News الأميركية، مضيفاً أن التهليل والاحتفاء جاءا من مناطق في نيوجيرسي يقطنها "عدد كبير من السكان العرب". وقد أنكر عمدة مدينة جيرسي ستيفن فولوب وشرطة المدينة أيضاً تلك الادعاءات.
فبراير/ شباط 2016
"لقد تحطم مركز التجارة العالمي في عهد جورج بوش. هل يجرؤ أحدٌ على قول إنّ بوش حافظ على أمننا؟ هذا ليس بأمان. هذا ليس بأمان".
في إحدى المناظرات الانتخابية التي جرت أثناء الانتخابات التمهيدية، هاجم المرشح ترمب منافسيْه السابقيْن ماركو روبيو، وجيب بوش؛ لأنّهما كانا يدافعان -في رأيه- عن الرئيس السابق جورج دبليو بوش.
وأضاف: "لقد انهار مركز التجارة العالمي لأن بيل كلينتون لم يقتل أسامة بن لادن عندما سنحت له الفرصة لقتله، وبالمناسبة، سنحت لجورج بوش الفرصة كذلك، لكنه لم يستمع لنصيحة وكالة الاستخبارات الأميركية".
فبراير/شباط 2016
"لقد فقدت المئات من الأصدقاء في هجمات الحادي عشر من سبتمبر/أيلول".
أصرّ ترمب على أنَّه كان يعرف الكثير من الأشخاص الذين عملوا في برجي التجارة العالميّ، لكنه لم يذكر اسم واحد منهم. ولابد أن الرئيس كان يعرف نحو واحد من كل 10 من الضحايا إذا كان ادعاؤه بمعرفة "المئات" من الضحايا البالغ عددهم 2996 صحيحاً.
مارس/آذار 2016
"أشكركِ يا حلوتي. هذا لطف منكِ"
عندما كان ترمب يروّج لافتتاح فندقه الجديد في واشنطن العاصمة أثناء أحد مؤتمراته الانتخابية، سألته امرأة من المحتشدين عما إذا كان سيوظّف أصحاب الخبرات والناجين من هجمات الحادي عشر من سبتمبر/أيلول. دعاها إلى اعتلاء المنصة، ووعدها بأنه سيوفر لها وظيفة. فعانقته وطبعت قبلة على وجنته، فأجاب بقوله: "أشكركِ يا حلوتي. هذا لطف منكِ".
أغسطس/آب 2016
"عليكم أن تدركوا أنَّ هؤلاء الناس الذين أسقطوا مركز التجارة العالمي لم نكن سنشهد وجودهم لإسقاطه في ظل حكم ترمب".
في إحدى الفعاليات الانتخابية الأخرى، أصر ترمب على أنه كان ليتصرف بصورة أكثر ذكاءً من سلفه مع الإرهاب. والجدير بالذكر أنّ 15 من المهاجمين الـ19 في أحداث 11 سبتمبر/أيلول كانوا مواطنين من المملكة العربية السعودية، وهي البلد المحذوف من الدول المدرجة في قائمة حظر السفر المثيرة للجدل التي وضعها ترمب.
أبريل/نيسان 2017
"إنها أعلى [معدلات] مشاهدة لبرنامج Deface the Nation (كما يطلق عليه ترمب) منذ انهيار مركز التجارة العالمي. إنه إنجاز كبير".
في مقابلة أجريت معه حول أول 100 يوم له في البيت الأبيض مع وكالة أسوشيتد برس، تفاخر دونالد ترمب بأن "معدلات" مشاهدة لقاءاته على القنوات الإخبارية مثل قناة Fox وبرنامج Face the Nation الذي ُيعرض على قناة CBS تجاوزت معدلات مشاهدات البرامج التي تتحدث عن هجمات الحادي عشر من سبتمبر/أيلول الإرهابية.
كان الرئيس منشغلاً باستمرار بمعدلات مشاهدات برامجه ومعدلات الإقبال على حضور مؤتمراته الانتخابية. وفي غضون ساعات من تنصيبه رئيساً، أصدر أوامره بمعاقبة هيئة الحدائق الوطنية إثر نشرها صور احتفالات تنصيب ترمب فيما يبدو أنه مقارنة بين أعداد حشود ترمب وأعداد حشود باراك أوباما التي كانت أعلى بكثير.