يبدو أنه لم يكتفِ بقطع التمويل عن الأونروا.. هآرتس: قرار جديد لترمب ضد الفلسطينيين في القدس

عربي بوست
تم النشر: 2018/09/08 الساعة 08:13 بتوقيت غرينتش
تم التحديث: 2018/09/08 الساعة 08:18 بتوقيت غرينتش
Trump speaks aboard Air Force One on his way to Fargo, North Dakota

لم يكتفِ الرئيس الأميركي دونالد ترمب، بقطع تمويل بلاده لمنظمة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (أونروا)، حيث ذكرت صحيفة "هآرتس" العبرية، اليوم السبت 8 سبتمبر/أيلول 2018، أن ترمب قرر أيضاً  قطع مساعدات مخصصة لمشافي بالقدس.

وقالت الصحيفة نقلاً عن مسؤول أميركي -لم تكشف اسمه- إنه أبلغها "بأن الرئيس الأميركي قرَّر قطع مساعدات بقيمة 20 مليون دولار عن مشافي تخدم الفلسطينيين في القدس".

وأضافت الصحيفة أن المسؤول الذي وصفته بأنه يعمل بوزارة الخارجية الأميركية، قال إن قرار قطع تلك المساعدات "يأتي ضمن نهج موسع لإدارة ترمب بقطع المساعدات عن الفلسطينيين وتوجيهها إلى أولويات أخرى".

إدارة ترمب توقف المساعدات

وذكر المسؤول أن تلك المساعدات كان قد وافق عليها الكونغرس ضمن المخصصات المالية للعام الجاري، لكن إدارة ترمب قرَّرت قطعها بالكامل، مضيفاً أن الإدارة الأميركية ناقشت لأسابيع حول ما إذا كان ينبغي ضمّ مستشفيات القدس الشرقية إلى الكيانات المستهدفة بقطع المساعدات عنها "لاسيما أن بعضها يُدار من جانب جماعات مسيحية مؤثرة بالولايات المتحدة".

وأشار المسؤول الأميركي إلى أن قرار قطع المساعدات قد يؤثر على خمسة مستشفيات على الأقل.

ونقلت الصحيفة عن ديف هاردن، المسؤول السابق بفرع الوكالة الأميركية للتنمية الدولية USAID في الضفة الغربية، أن قرار قطع المساعدات ينذر بانهيار عدد من تلك المستشفيات.

والأسبوع الماضي، أعلنت وزارة الخارجية الأميركية، قطع مساعدات بلادها المالية لوكالة الأمم المتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين "الأونروا" بالكامل. وقالت المتحدثة باسم الوزارة، هيذر ناورت، في بيان، إن واشنطن قرَّرت عدم تقديم المزيد من المساهمات للأونروا بعد الآن.

وتعاني الوكالة الأممية من أكبر أزمة مالية في تاريخها، بعد قرار أميركي، قبل أشهر، بتقليص المساهمة المقدمة لها خلال 2018، إلى نحو 65 مليون دولار، مقارنة بـ365 مليوناً في 2017.

وتحاول أونروا تجاوز آثار القرار الأميركي، حيث قال المفوض العام للوكالة، بيير كراهينبول، يوم الإثنين الفائت 3 سبتمبر/أيلول، إنه يعبِّر عن ثقته في أنَّ العجز الذي يبلغ 200 مليون دولار سيُعوَّض بطريقةٍ أو بأخرى.

ورفض كراهينبول، اتهامات الولايات المتحدة بأنَّ المنظمة عزَّزت مشكلة اللاجئين، من خلال خلق عددٍ متزايد من الأشخاص المستفيدين، بحسب تقرير لصحيفة  The Washington Post الأميركية.

وأشار كراهينبول إلى أنَّ توقف التمويل الأميركي سبَّب عجزاً في الأونروا، قدره 446 مليون دولار. وأضاف أنَّ هذا العجز قد عوَّضه جزئياً بالفعل الاتحاد الأوروبي واليابان والهند وقطر والسعودية والإمارات، مشيراً إلى أنَّ الوكالة ستتجاوز انسحاب الولايات المتحدة، على الأقل في الوقت الراهن.

الفقراء هم أول المتضررين

وفي غزة، يعتمد الفلسطينيون بشكلٍ أساسي على مساعدات الأمم المتحدة للبقاء على قيد الحياة، ويرجع ذلك بقدرٍ كبير إلى الحصار الإسرائيلي المصري الذي دام عقداً من الزمان. ويعاني سكان القطاع البالغ عددهم 1.8 مليون نسمة، ويعيشون على مسافة 25 ميلاً فقط (حوالي 40 كيلومتراً) أعلى معدلات البطالة في العالم.

ويعانون أيضاً انقطاعاً يومياً طويلاً للكهرباء، ومن نقص الغذاء والمياه النظيفة والإمدادات الطبية.

وقال بعض سكان القطاع لصحيفة The Independent البريطانية، إنَّ خفض التمويل سيكون له تأثير "كارثي ومدمر" على الأسر الفقيرة أصلاً. وقالوا إنَّ الولايات المتحدة تُخبر الفلسطينيين بقرارها أنَّ عليهم التخلي عن حقوقهم المشروعة مقابل الحصول على الغذاء والماء.

وقال إسماعيل الطلاع، الذي كان يعمل في برنامج الأمم المتحدة للطوارئ في غزة، قبل أن يفقد وظيفته هذا الصيف بسبب خفض كمية المساعدات: "سيكون بمثابة انفجار داخل المجتمعات الفلسطينية… لأنَّ العديد منهم يعيش ويعتمد على هذه المساعدات، التي تكون في صورة طرود غذائية وأدوية للمرضى ومدارس ومرتبات" .

وكان ترمب قد أثار بالفعل غضب الفلسطينيين، بعد نقل السفارة الأميركية من تل أبيب إلى القدس، والاعتراف بالقدس عاصمةً لإسرائيل.

القدس مدينة متنازع عليها، يطالب بها الفلسطينيون والإسرائيليون. وتعتقد العديد من البلدان بما فيها المملكة المتحدة، أنَّ وضعها يجب أن يحدده كلا الطرفين في اتفاقية سلام نهائية.


واقرأ أيضاً: 

الأونروا على وشك تجاوز أزمة التمويل، بشرط توافر هذا المبلغ، لكن الأزمة الحقيقية ليست في الأموال وإنما في المجتمع الدولي

مِن نقل السفارة إلى القدس لوقف تمويل الأونروا.. حصاد سياسات ترمب تجاه الملف الفلسطيني خلال عامين

حتى مسؤولين إسرائيليين قلقون من قراره حول "الأونروا".. The Guardian: سياسات ترمب تجاه الفلسطينيين ستُشعل النيران

تحميل المزيد