أسوء أسبوع لترمب كرئيس لأميركا.. بدأ بتظاهرة لـ«نساء السيئات» وتفجر بكتاب « Fear» واختتم بمقال هز البيت الأبيض

عربي بوست
تم النشر: 2018/09/08 الساعة 14:33 بتوقيت غرينتش
تم التحديث: 2018/09/08 الساعة 17:56 بتوقيت غرينتش
U.S. President Donald Trump holds a meeting with Republican House and Senate leadership in the Roosevelt Room at the White House in Washington, D.C.

كان يوم الإثنين 3 سبتمبر/أيلول 2018، عطلةً رسمية في أميركا. كاد الرئيس الأميركي دونالد ترمب يمارس رياضة الغولف لليوم الثالث على التوالي، بعد أن ذهب إلى ملعبه في يوم الأحد ويوم السبت الذي سبقه، عندما لم يكن مدعواً لجنازة جون ماكين. لكن بينما كان الموكب في انتظاره، بدا وكأنَّه قد غيَّر رأيه بشكلٍ مفاجئ وتراجع إلى البيت الأبيض .

ربما يكون قد رأى الغيوم تتجمع، وظنَّ الأجواء غير مناسبة، يقول تقرير لصحيفة The Guardian البريطانية، ويوضح أن العاصفة التي كانت تتجمع غيومها داخل البيت الأبيض هي ما كان الرئيس الأميركي دونالد ترمب بحاجة إلى القلق بشأنه، وفي يوم الثلاثاء 4 سبتمبر/أيلول، هبَّت تلك العاصفة. هذا ما اكتشفناه هذا الأسبوع.

متظاهرون في زي خادمات

بدأ يوم الثلاثاء بشكلٍ سيئ، متظاهرون في زي خادمات، نساء من النوع الذي يصفه دونالد ترمب بالـ"نساء السيئات" كما وصف هيلاري كلينتون، عكَّرن اليوم الافتتاحي لجلسة الكونغرس لتأكيد تعيين القاضي المحافظ للغاية بريت كافانو، الذي اختاره ترمب لعضوية المحكمة العليا.

وتفاصيل كتاب "مدمرة" تهز البيت الأبيض

في وقتٍ مبكر من الظهيرة، كُشِفَ عن الكتاب المنتظر بشدة عن إدارة دونالد ترمب، الذي ألَّفه بوب وودورد، المراسل المخضرم في صحيفة Washington Post.  سقط كتاب Fear كقنبلة بينما كشفت صحيفة Washington Post نفسها عن تفاصيل مدمرة، مستشهدةً بروايات أعضاء بارزين في إدارة البيت الأبيض يطلقون على الرئيس ألقاباً مختلفة، كالأحمق، والكاذب المحترف، ورئيس بلدية مدينة الجنون، والصبياني الميؤس منه.

وودورد وكارل بيرنشتاين، اللذان كشفا فضيحة ووترغيت التي أسقطت الرئيس الأسبق ريتشارد نيكسون، وصفا ما يحدث في إدارة ترمب بالـ "انقلاب الإداري" والـ "انهيار العصبي". إذ يحكي كتاب Fear سرقة كبار المساعدين لأوراقٍ رسمية من طاولة ترمب في المكتب البيضاوي، حتى لا يتمكن من التوقيع عليها، باعتبار ذلك السبيل الوحيد لمنع الرئيس من اتخاذ قراراتٍ سياسية خطيرة.

خاصة عندما يصف رئيس موظفي البيت الأبيض الرئيس بـ"الأحمق"

بحسب ما ورد قال جون كيلي، رئيس موظفي البيت الأبيض : "إنَّه أحمق.  من العبث محاولة إقناعه بأي شيء، لقد انحرف عن المسار، نحن في مدينة الجنون، وأنا لا أعرف حتى السبب وراء وجود أىٍّ منا هنا، هذه أسوأ وظيفة حصلت عليها من قبل".

وفقاً للكتاب، أطلق رئيس هيئة الموظفين السابق رينس بريبوس على غرفة النوم الرئاسية "ورشة الشيطان"، حيث يذهب ترمب للتغريد عبر تويتر، ودعا وقت الفراغ الذي يغرد فيه ترمب تغريداتٍ عنيفة أثناء شعوره بالملل "ساعة السحر". ويبدو أنَّ ترمب وصف رينس بـ"الجرذ الصغير الذي لا يتوقف عن الجري".

أفاد الكتاب بأنَّ غاري كوهن، كبير مستشاري الرئيس الأميركي دونالد ترمب الاقتصاديين سابقاً، وصف ترمب بأنَّه "كاذب محترف"، وهدَّد بالاستقالة بعد أن قال الرئيس إنَّ "كلا الطرفين" مُلام في واقعة اشتباك المؤمنين بتفوق العرق الأبيض مع متظاهرين في شارلوتسفيل بفيرجينيا في عام 2017. وبحسب وودورد، أُقنِعَ ترمب في وقتٍ لاحق بإدانة النازيين الجدد، لكنَّه عاد وأخبر مساعديه أنَّه "أكبر خطأ ارتكبته في حياتي".

وهو ما أزعج الرئيس الأميركي دونالد ترمب ودفعه للرد

حاولت المتحدثة الصحافية باسم البيت الأبيض سارة ساندرز، أن تسخر من كتاب Fear، واصفةً إياه بأنَّه "ليس أكثر من قصص اصطنعها موظفون سابقون في البيت الأبيض تملَّك منهم السخط، طُلِبَ منهم أن يجعلوا الرئيس يبدو سيئاً". و أصدر كيلي بياناً وصف فيه الكتاب  بـ "الهراء التام".

ووصف ترمب، يوم الأربعاء 5 سبتمبر/أيلول، الكتاب بأنَّه "عار"، ووصف الكاتب وودورد بـ "المخادع"، وقال إنَّ قوانين التشهير الأميركية يجب تغييرها. وأفادت تفاصيل أخرى أنَّ ترمب يدعو نفسه بـ "رجل الشعب"، على الرغم من توضيح مساعده السابق ستيف بانون، أنَّ الكلمة المقصودة هي "شعبوي"، لكنَّ هذا يعد أمراً بسيطاً مقارنةً ببقية أحداث الأسبوع.

غير أن المفاجأة كانت بـ"مقاومة هادئة"

ويوم الأربعاء بعد الظهيرة، نشرت صحيفة New York Times الأميركية تقريراً كتبه "مسؤول حالي في إدارة الرئيس الأميركي دونالد ترمب" لم يُصرَّح باسمه، يَدعي فيه أنَّ "مقاومةً" داخلية في البيت الأبيض تعمل على "إحباط أجزاء من أجندته وأسوأ ميوله" حتى يغادر، أو يمكن إطاحته من منصبه.

وزعم مقال الرأي ذاك أنَّ مساعدي الرئيس الأميركي دونالد ترمب درسوا إقالته عبر التعديل الخامس والعشرين للدستور الأميركي، الذي يسمح باستبدال الرئيس حين يكون "غير قادرٍ على القيام بسلطات وواجبات مكتبه"، لكنَّهم قرروا عدم تنفيذ هذا المقترح. وصرَّح الشخص المجهول: "لذلك سنفعل ما في وسعنا لتوجيه الإدارة في الاتجاه الصحيح لحين انتهاء الأمر بطريقة أو بأخرى".

الذي جعل الرئيس الأميركي يصفه بـ"الخيانة"

أثار مقال الرأي ضجةً، ووصف دونالد ترمب الأمر بـ"الخيانة"، ونعت المؤلف بـ "الجبان". كان ترمب بالفعل يبحث عن مصادر كتاب وودورد، لكنَّ ذلك البحث تحوَّل إلى سعيٍ محموم. في حين اقترح السيناتور راند بول إجراء اختبارات كشف الكذب على مسؤولي البيت الأبيض.

وشهد يوم الخميس سعياً مثيراً للشفقة لمسؤولين كبار في إدارة البيت الأبيض ، من نائب الرئيس مايك بنس إلى الموظفين الأقل درجة، لإنكار كونهم "شوكة المقاومة" في البيت الأبيض. فبعضهم أنكر مسؤوليته عن المقال، والبعض الآخر وصفه بأنَّه "مثير للضحك"، وكرَّر ترمب صرخته عن وجود خيانة أمام حشد في مونتانا، مساء الخميس.

علامات:
تحميل المزيد