الأوضاع تزداد اشتعالاً بالبصرة.. إيران تستدعي سفير العراق، واستهداف للمطار الدولي، وقذائف تسقط قرب قنصلية أميركا

عربي بوست
تم النشر: 2018/09/08 الساعة 09:58 بتوقيت غرينتش
تم التحديث: 2018/09/08 الساعة 13:32 بتوقيت غرينتش

تصاعدت وتيرة التوتر في مدينة البصرة بالعراق، التي تشهد احتجاجات ضد الحكومة، مع استدعاء إيران سفير العراق، على خلفية إحراق محتجين لقنصليتها في المدينة، واستهداف مطار المدينة الدولي بالقذائف، وسقوط أخرى بالقرب من القنصلية الأميركية.

 استهدفت نيران الصواريخ مطار البصرة اليوم السبت بعد ليلة من الاحتجاجات التي اتهمت النخبة السياسية في العراق بسوء الحكم، وشهدت إشعال المحتجين النار في القنصلية الإيرانية واحتجاز اثنين من العاملين في حقل نفطي كرهائن لفترة وجيزة.

وقالت مصادر أمنية عراقية إن مجهولين أطلقوا ثلاثة صواريخ من طراز كاتيوشا، فسقطت في محيط مطار البصرة ولم تسفر عن أضرار أو إصابات.

للمرة الثانية فرض حظر التجول في البصرة

وقال مسؤول في المطار إن العمليات لم تشهد أي تعطيل، مضيفاً أن إقلاع وهبوط الطائرات مستمر كالمعتاد.

وأفاد بيان عسكري بأن السلطات العراقية فرضت حظر التجول في مدينة البصرة من جديد، بدءاً من الرابعة عصراً بالتوقيت المحلي (1300 بتوقيت غرينتش) اليوم السبت.

ووقع الهجوم على المطار بعد فترة وجيزة من رفع حظر تجول فرض أمس ،شمل سائر أنحاء المدينة وبعد ساعات من إعادة فتح ميناء أم قصر الذي أغلق محتجون مدخله، مما أدى لتوقف جميع العمليات به.

وقال بيان لوزارة الخارجية الإيرانية، اليوم السبت 8 سبتمبر/ أيلول 2018  إن طهران سفير بغداد لديها راجح صابر عبود الموسوي، للاحتجاج على حرق القنصلية بمدينة البصرة، أمس الجمعة.

وأشار البيان إلى أن قوات الأمن العراقية "أهملت التدخل لحماية القنصلية"، وإنه تم توجيه تحذيرات مشددة إلى سفير بغداد بهذا الشأن، مشيراً إلى أن الخارجية طلبت من الموسوي إبلاغ بغداد بالاحتجاج، ومحاسبة المسؤولين عن الحادثة.

وردَّت الحكومة العراقية على حرق القنصلية، بقرار من رئيس الوزراء حيدر العبادي، بإحالة وحدات أمنية مسؤولة عن حماية القنصلية الإيرانية ومؤسسات ب‍البصرة إلى التحقيق.

وأوضح مكتب العبادي في بيان، أن تلك الوحدات الأمنية لم تقم بواجباتها في توفير الحماية اللازمة للقنصلية الإيرانية، ومقرات مؤسسات أخرى تعرضت للاعتداء.

وكان مئات المحتجين الغاضبين أضرموا النار، مساء الجمعة، في القنصلية الإيرانية بالبصرة، بعد محاصرتها واقتحامها، وسط اضطراب متصاعد في المدينة.

وفي الموازاة مع ذلك، سقطت 4 قذائف، اليوم السبت في باحة مطار البصرة الدولي، بحسب ما قالت مصادر أمنية عراقية لوكالة الأنباء الفرنسية، فيما أكد موظفون أن حركة الطيران في المطار لم تتأثر.

ولم يعرف مصدر أو نوع هذه القذائف، التي تأتي وسط حركة احتجاج اجتماعية دامية منذ الثلاثاء الماضي، أسفرت عن سقوط قتلى، بحسب ما أفاد مسؤولون.

كذلك سقطت قذائف هاون قرب القنصلية الأميركية بمدينة البصرة، وقال الملازم أول في شرطة البصرة، رافد النورس، لوكالة الأناضول إن القذائف أطلقها مجهولون، وإنها سقطت قرب القنصلية الأميركية المجاورة لمطار البصرة الدولي.

وأوضح النورس أن "القذائف سقطت في أرض خالية خارج نطاق المطار، ولم تتسبب بأي إصابات أو أضرار، كما لم تؤثر على عمل المطار". ورجّح الضابط أن تكون القنصلية الأميركية هي المستهدفة بالهجوم.

وكان العشرات من المحتجين قد أحاطوا بالقنصلية الأميركية مساء أمس، لكنهم فشلوا في الوصول إليها جراء الانتشار الكثيف للقوات الأمنية العراقية في المنطقة.

ومساء يوم الخميس الماضي، أضرم المتظاهرون النيران أيضاً في مقرات الحكومة المحلية ومكاتب أحزاب شيعية بارزة مقربة من إيران، وعلى رأسها "منظمة بدر" بزعامة هادي العامري، و"عصائب أهل الحق" بزعامة قيس الخزعلي.

ومنذ يوليو/تموز الماضي، تشهد عدة محافظات جنوبي العراق، أبرزها البصرة، احتجاجات واسعة يطالب المشاركون فيها بتحسين الخدمات العامة وتوفير فرص العمل، وينددون بالطبقة السياسية الحاكمة ويتهمونها بالفساد.

ومع تدخل الأمن لمواجهة الاضطرابات المصاحبة للاحتجاجات، قتل 14 شخصاً، منذ مطلع سبتمبر/أيلول الجاري، و29 منذ بدئها في يوليو/تموز، بحسب أحدث حصيلة للمفوضية العليا لحقوق الإنسان (مرتبطة بالبرلمان).

علامات:
تحميل المزيد