ترمب يحذر الأسد من شن «هجوم متهور» على محافظة إدلب.. «مئات الآلاف ربما يُقتلون»

عربي بوست
تم النشر: 2018/09/04 الساعة 05:34 بتوقيت غرينتش
تم التحديث: 2018/09/04 الساعة 09:16 بتوقيت غرينتش
U.S. President Donald Trump departs the White House in Washington, U.S., August 31, 2018. REUTERS/Chris Wattie

حذّر الرئيس الأميركي دونالد ترمب، أمس الإثنين 3 سبتمبر/أيلول 2018، النظام السوري من شنّ هجوم عسكري، بدعم من روسيا وإيران، على إدلب لاستعادة آخر محافظة لا تزال خارج سيطرته، معتبراً أن مثل هذا الهجوم قد يؤدي إلى "مأساة إنسانية".

ويأتي تحذير واشنطن في الوقت الذي التقى فيه وزير الخارجية الإيراني جواد محمد ظريف بالرئيس السوري بشار الأسد في دمشق، الإثنين.

وقال ترمب، في تغريدة على تويتر: "على الرئيس السوري بشار الأسد ألا يهاجم بشكل متهوّر محافظة إدلب. سيرتكب الروس والإيرانيون خطأ إنسانياً جسيماً إذا ما شاركوا في هذه المأساة الإنسانية المحتملة".

وأضاف: "يمكن لمئات الآلاف من الناس أن يُقتلوا. لا تَدَعوا هذا الأمر يحدث".

تحذيرات بعيدة عن الواقع بسوريا

وتبدو تصريحات الإدارة الأميركية من شن عملية على إدلب، وكأنها رفع عتب عنها، فرغم تحذير ترمب، يشير خبراء إلى أن الولايات المتحدة تبدو أنها تتقبل انتصار قوات النظام السوري في نهاية المطاف.

فمنذ عدة أسابيع يحشد النظام السوري قوات على مشارف المحافظة الواقعة في شمال غرب البلاد على الحدود مع تركيا.

واعتبر جوناس باريلو بليسنر، الباحث في معهد هادسون في واشنطن، أن التحذيرات الأميركية بعيدة عن الواقع الفعلي في سوريا.

وقال بليسنر إن الواقع هو أن "الأسد يتقدم على الأرض بمساعدة برية من إيران وجوية من روسيا"، في الوقت الذي تعوّل فيه الولايات المتحدة على عملية سلام في جنيف، برعاية الأمم المتحدة، والتي يمكن القول إنها "تراوح مكانها".

لإدلب خصوصية لدى المعارضة

وتُعد محافظة إدلب مع أجزاء من المحافظات المحاذية لها آخر مناطق اتفاقات خفض التوتر التي ترعاها روسيا وإيران وتركيا. ولإدلب خصوصيتها كونها المعقل الأخير لهيئة تحرير الشام (جبهة النصرة سابقاً). كما تُعد منطقة نفوذ تركي، وتنتشر فيها نقاط مراقبة تركية تطبيقاً لاتفاق خفض التوتر.

وتحاول تركيا تفادي شن هجوم على المحافظة سيؤدي إلى حركة نزوح جديدة لمهاجرين إلى أراضيها.

وحذرت الأمم المتحدة ومنظمات إنسانية من أن هجوماً واسع النطاق على المحافظة سيؤدي إلى كارثة إنسانية غير مسبوقة منذ بدء النزاع السوري في عام 2011.

إلا أن روسيا وإيران شددتا على ضرورة القضاء على مجموعات متطرفة في المحافظة، ومن المتوقع أن تدعما النظام السوري في حال شنّ هجوم.

ومنذ بداية عام 2017، بدأ تنسيق واسع بين موسكو وأنقرة حول الملف السوري، انطلاقاً من محادثات تجري على مراحل منذ عام ونصف في أستانا وتشارك فيها إيران، حليفة النظام السوري.

وقدمت إيران وروسيا دعماً سياسياً ومالياً وعسكرياً منتظماً إلى نظام بشار الأسد طيلة النزاع.

 قمة ثلاثية في إيران

تأتي زيارة وزير الخارجية الإيراني إلى دمشق قبل بضعة أيام على قمة ثلاثية حول سوريا مقررة في إيران يوم الجمعة، 7 سبتمبر/أيلول الجاري بين الرؤساء الروسي فلاديمير بوتين، والإيراني حسن روحاني، والتركي رجب طيب أردوغان.

وأعلن الكرملين أن بوتين سيتباحث مع نظرائه في "الجهود المشتركة الرامية إلى ضمان عودة الأوضاع في سوريا إلى طبيعتها على المدى الطويل".

وأتاحت عملية السلام في أستانا إقامة عدة مناطق "لخفض التوتر" في سوريا التي تعاني منذ عام 2011 نزاعاً أوقع أكثر من 350 ألف قتيل.

كما أعربت فرنسا، على غرار الولايات المتحدة، عن "قلقها" إزاء احتمال شن هجوم على نطاق واسع على محافظة إدلب.

وأعلن وزير الخارجية الفرنسي أن "مثل هذا الهجوم ستكون له انعكاسات كارثية" و"سيؤدي إلى كارثة إنسانية جديدة وهجرة كبيرة".

واعتبرت "مجموعة الأزمات الدولية" ومقرها بروكسل، أنه لا يزال بالإمكان تفادي النتائج الإنسانية الكارثية التي يمكن أن تنجم عن هجوم واسع لقوات النظام على المحافظة الواقعة في شمال غرب البلاد، والتي تخضع لسيطرة فصائل معارضة وجهادية.

وأضافت أنه على روسيا التي يشكل دعمها الجوي عنصراً حاسماً في مثل هذا الهجوم، أن تفهم أن حمام دم في هذه المحافظة التي تشكل آخر بؤر المعارضة والمسلحين الجهاديين سيضر بمصالحها.

وقالت المجموعة، في دراسة من تسع صفحات، بعنوان "إنقاذ إدلب من التدمير"، إنه "من خلال دعمها هجوماً واسعاً تغامر روسيا بالإضرار بأهدافها السياسية على الأمد البعيد".

وأضافت "مجموعة الأزمات الدولية" أنه على روسيا تفادي الخيار العسكري، خصوصا أنها "لا تسعى فقط لضمان نصر عسكري للنظام" بل أيضاً إلى "شرعنته مجدداً على المستوى الدولي".

 


اقرأ أيضاً

النظام السوري: سنهاجم إدلب على مراحل.. واللمسات الأخيرة ستكتمل خلال ساعات

الجميع يريد أن يقاتل في إدلب عدا تركيا.. فلماذا لن تندلع أكبر معركة في تاريخ سوريا الحديث؟

لا مكان للصفقات.. The Wall Street Journal: هيئة تحرير الشام تعتقل كل من يحاول الاستسلام في إدلب وتستعد للمعركة

 

تحميل المزيد