طالبان تعلن وفاة زعيم «شبكة حقاني».. يقاتل الناتو وصاحب قدرات تنظيمية لفتت انتباه CIA، فلماذا تدعمه باكستان؟

عربي بوست
تم النشر: 2018/09/04 الساعة 07:37 بتوقيت غرينتش
تم التحديث: 2018/09/04 الساعة 08:44 بتوقيت غرينتش
Jalaluddin Haqqani (R), the Taliban's Minister for Tribal Affairs, points to a map of Afghanistan during a visit to Islamabad, Pakistan while his son Naziruddin (L) looks on in this October 19, 2001 file photograph. Al Qaeda, the Pakistani Taliban and the Haqqani network -- blamed for a Sept. 13, 2011 attack on the U.S. embassy in Kabul -- picked the most ruthless fighters from their ranks in 2009 to form the Khurasan unit, for a special mission. CIA pilots, who remotely operate the drones, could step up their pursuit of the Haqqani network leaders after an attack on the U.S. mission in Kabul last month. To match feature PAKISTAN MILITANTS/HITSQUAD REUTERS/Stringer/Files (PAKISTAN - Tags: POLITICS CONFLICT)

أعلنت حركة طالبان الأفغانية وفاة جلال الدين حقّاني، زعيم شبكة حقّاني التي تقاتل قوات حلف شمال الأطلسي في أفغانستان، وذلك بعد صراع طويل مع المرض.

ويقود شبكة حقاني سراج الدين حقاني، وهو أيضاً نائب قائد طالبان. ونفذت شبكته عدة عمليات في قلب كابول وتعتبرها السلطات الأفغانية مسؤولة عن العديد من التفجيرات التي شهدتها البلاد منذ الاجتياح الأميركي.

تأسست الشبكة على يد جلال الدين حقاني القيادي الأفغاني الذي حارب الغزو السوفييتي لبلاده في ثمانينيات القرن الماضي بمساعدة الولايات المتحدة وباكستان.

وكان قائد أركان الجيش الأميركي الأسبق مايك مولن اعتبر في أيلول/سبتمبر 2011 أن شبكة حقاني هي "الذراع العسكرية الحقيقية" لباكستان في أفغانستان، موجهاً أصابع الاتهام إلى أجهزة الاستخبارات الباكستانية التي تتمتع بنفوذ قوي.

من هي شبكة حقاني؟

تميّز جلال الدين حقاني بقدراته التنظيمية وشجاعته ما لفت انتباه وكالة الاستخبارات المركزية الأميركية "سي آي إيه"، وزاره آنذاك تشارلي ويلسون أحد أعضاء الكونغرس الأميركي.

وأقام حقاني، الذي يتقن العربية، علاقات وثيقة مع جهاديين عرب من بينهم أسامة بن لادن الذي انتقل إلى أفغانستان خلال الحرب. كما شغل لاحقاً منصب وزير في نظام طالبان.

وهناك شكوك بأنه عانى من المرض لعدة سنوات وتولى قيادة الشبكة نجله سراج الدين الذي يتولى أيضاً منصب قيادي بالوكالة في حركة طالبان الأفغانية.

تُعرف المجموعة بأنها غالباً ما تلجأ إلى انتحاريين وقد أدرجتها الولايات المتحدة على قائمتها للمجموعات الإرهابية.

واتُّهمت المجموعة بالوقوف وراء تفجير شاحنة مفخخة أدى إلى سقوط 150 قتيلاً في قلب كابول في أيار/مايو الأخير، إلا أن سراج الدين حقاني نفى ذلك في تسجيل صوتي نادر.

كما تحمّل السلطات الأفغانية الشبكة مسؤولية اغتيال شخصيات حكومية أفغانية كبيرة وخطف أجانب بهدف الحصول على فديات مالية.

من بين هؤلاء الرهائن الكندي جوشوا بويل، الذي أفرج عنه الأسبوع الماضي مع زوجته الأميركية كيتلين كولمان وأبنائهما الثلاثة الذين وُلدوا في الأسر، وأيضاً العسكري الأميركي بوي بيرغدال الذي أطلق سراحه في 2014.

أين مواقعهم الآن؟

بعد الغزو الأميركي لأفغانستان في عام 2001، انتقل عدد كبير من مقاتلي طالبان إلى باكستان، حيث أعادوا رصّ صفوفهم قبل أن يباشروا هجماتهم على الأميركيين.

وكانت شبكة حقاني تنظم الهجمات ضد الحلف الأطلسي من معقلها في ميرانشاه (كبرى مدن وزيرستان) المنطقة القبلية النائية في باكستان.

وردت الولايات المتحدة بشنّ غارات عديدة عبر طائرات دون طيار على عناصر شبكة حقاني، كما شن الجيش الباكستاني حملات عدة عليهم، لكن المسؤولين الأفغان كانوا دائماً يشككون في جدية الضربات التي توجهها باكستان إلى عناصر هذه الشبكة.

لكن باكستان كثفت عملياتها على منطقة وزيرستان عام 2014 ما أرغم العديد من المقاتلين على الاختباء أو الفرار إلى أفغانستان، بحسب معلومات أدلى بها متمردون لوكالة الأنباء الفرنسية، تعذّر التثبت من صحتها.

وأشارت تقارير لم يتم التحقق منها إلى أن جلال الدين كان موجوداً في باكستان في السنوات الأخيرة لكن ليس هناك تأكيد للمكان الذي كان فيه عند وفاته.

لماذا هم على علاقة مع باكستان؟

تعتبر باكستان الهند المجاورة تهديداً وجودياً لها، وتعتقد بأن طالبان وشبكة حقاني تساعدان في التصدي لنفوذ الهند في أفغانستان. وغالباً ما تُتّهم شبكة حقاني باستهداف مصالح هندية في أفغانستان ما يعزز الشكوك بأنها تعمل لصالح الاستخبارات الباكستانية.

ويقول محللون إن باكستان تنظر بشكل متزايد إلى شبكة حقاني وبشكل أوسع إلى حركة طالبان الأفغانية على أنها عنصر مهم لإبعاد النفوذ الهندي عن أفغانستان.

ويقر سياسيون وعسكريون سابقون في إسلام أباد سراً بأن إبقاء باكستان قنوات الاتصال مفتوحة مع شبكة حقاني يكتسب أهمية حيوية بالنسبة إليها.

ماذا يحدث الآن؟

مع تولي سراج الدين القيادة منذ فترة لا يبدو أن وفاة جلال الدين سيكون لها تأثير استراتيجي كبير على عمليات الشبكة.

تمارس واشنطن منذ زمن ضغوطاً على باكستان لحثها على قمع الحركات المتمردة وفي مقدمتها شبكة حقاني، إلا أن باكستان نفت أي دعم للمجموعات المتطرفة.

والسبت الماضي، أعلنت وزارة الدفاع الأميركية إلغاء مساعدة بقيمة 300 مليون دولار إلى باكستان "في غياب اتخاذ إجراءات حاسمة" من قبل هذه الدولة.

ويُنظر إلى الإعلان وهو جزء من عملية تجميد على نطاق أوسع أعلنتها إدارة ترامب في كانون الثاني/يناير الماضي على أنه محاولة أخرى من واشنطن لفرض رأيها على إسلام أباد.

إلا أن محللين قالوا إن التحرك محدود وجاء متأخراً وإن باكستان لن تتوقف عن دعمها للمجموعات المسلحة طالما لم تعالج واشنطن مخاوف إسلام أباد إزاء الهند.

كما أن شنّ حملة على شبكة حقاني لن يكون سهلاً على جانبي الحدود بسبب روابطها المحلية القوية في مجتمع قبلي ترتدي فيه العلاقات الاجتماعية أهمية كبيرة.

 

تحميل المزيد