على عكس مصر، وزير خارجية ألمانيا دعا “حزب الكنبة” للدفاع عن اللاجئين، فسجل 120 ألف شخص مشاركتهم

عربي بوست
تم النشر: 2018/09/03 الساعة 11:52 بتوقيت غرينتش
تم التحديث: 2018/09/03 الساعة 14:11 بتوقيت غرينتش
German Foreign Minister

دعا وزير الخارجية الألماني، أمس الأحد 2 سبتمبر/أيلول، "الأغلبية الصامتة" في البلاد إلى "ترك الكنبة" واتخاذ موقف ضد اليمين المتطرف عقب أعمال الشغب التي قام بها "النازيون الجُدد"، فلبى أكثر من 120 ألف شخص مشاركتهم على عكس "أحزاب الكنبة" في المنطقة، ومصر.

وكشفت الفترة التي اعقبت ثورة 25 يناير/ كانون الثاني 2011، عزوف ملايين المصريين عن المشاركة السياسية رغم زخم الربيع العربي، بعد أن ساهموا بشكل كبير في أنجاح الثورة مما دفع الباحثيين والخبراء بإطلاق مصطلح "حزب الكنبة"، في إشارة إلى هؤلاء.

وقال هايكو ماس لصحيفة Bild am Sonntag الألمانية: "الغالبية العظمى من الألمان ذوو تطلعات منفتحة على العالم ومتسامحون"، بحسب  صحيفة The Telegraph البريطانية.

وأضاف: "إن ظل الناس المحترمون صامتين سيعلو صوت العنصريين أكثر. علينا أن نُظهِر للعالم أنَّ الديمقراطيين هم الغالبية بيننا وأنَّ العنصريين مجرد أقلية. على الغالبية الصامتة أن ترفع صوتها أكثر في النهاية".

وتأتي تصريحات ماس بعد احتجاجات عنيفة على خلفية طعن مهاجرين لرجل بمدينة كيمنتس شرقي ألمانيا الأسبوع الماضي، وشهدت تلك الاحتجاجات أداء النازيين الجُدد تحية هتلر علناً ومطاردة الأجانب في الشوارع.

وقال وزير الخارجية: "حين يتعلَّق الأمر برُهاب الأجانب واليمين المتطرف والعنصرية، يُنظَر إلى ألمانيا -عن حق تماماً- بعين ناقدة على نحوٍ خاص".

وأضاف: "إن كانت تحية هتلر تُؤدّى في شوارعنا اليوم فهذا أمرٌ مخزٍ لبلدنا. على السياسيين أن يقوموا بدورهم، لكنَّ هذا تحدٍّ للمجتمع برمته: علينا أن نتخذ موقفاً ضد اليمين المتطرف".

وقال هاس إنَّ الألمان عليهم الدفاع عن الحقوق الأساسية.

وأضاف: "حصل جيلي على الحرية وسيادة القانون. لم نكن مضطرين لنقاتل كي نحصل عليهما، وأحياناً نعتبر أنَّ وجودهما من المُسلَّمات. لكن علينا أن نترك الكنبة ونرفع صوتنا".

حفل لموسيقى ضد العنصرية

وسيُقام حفل لموسيقى الروك ضد العنصرية، الإثنين 3 سبتمبر/أيلول، في مدينة كيمنتس التي شهدت احتجاجات وعنف اليمين المتطرف، بحسب ما ذكرته صحيفة The Guardian البريطانية.

وسجَّل أكثر من 120 ألف شخص نيتهم حضور الحفل الذي يحمل عنوان "Wir sind mehr – هناك المزيد منا" في كيمنتس. ومن المتوقع أن يُشارك في الحفل كلٌ من فرقة موسيقى البانك الألمانية Die Toten Hosen، وفرقة Kraftklub، ومطربي الراب مارتيريا وكاسبر.

وذكرت إحدى البوستات على صفحة الفعالية بموقع فيسبوك أنَّه "لا يمكن السماح للعنصرية بالظهور في شوارعنا دون مواجهتها".

وأضاف: "إلى كل أولئك الناس، الذين تعرَّضوا لهجوم النازيين الجدد، والذين يدافعون عن قيمٍ كالتسامح والاحترام والإنسانية، نريد أن نُظهِر لكم أنَّكم لستم وحدكم".

سبب التوترات في المدينة

وشهدت مدينة كيمنتس عدة أيام من الاحتجاجات بعدما لقي رجلٌ أميركي-كوبي حتفه في ما يُشتبَه أنَّها عملية طعن قام بها مهاجران اثنان من العراق وسوريا.

مرَّت الاحتجاجات الجديدة، السبت الماضي، بسلامٍ إلى حدٍّ كبير وسط حضورٍ كثيف من الشرطة.

وأُصيب 18 شخصاً في مشاجرات، لكن لم تكن إصابة أي منهما خطيرة.

وتعرَّض رجلٌ أفغاني لهجومٍ وضُرِب في منطقةٍ أخرى من المدينة بعيداً عن الاحتجاجات الرئيسية، لكنَّه أيضاً أفلت من إصابةٍ خطيرة.

وكانت هناك مخاوف من وقوع مصادمات بين محتجين تابعين لليمين المتطرف واليسار المتشدد بعدما نظَّموا تظاهرات متعارضة في المدينة.

لكنَّ أعداد الشرطة تزايدت بصورة كبيرة بعد تعزيزاتٍ من مختلف أنحاء البلاد بعد أعمال الشغب التي وقعت الإثنين الماضي 27 أغسطس/آب، وتمكَّنت القوات من الإبقاء على الوضع تحت السيطرة.

تدفق المحتجون من مختلف أنحاء ألمانيا

ووفقاً للشرطة، شارك أكثر من 11 ألف شخص في المسيرات المتعارضة. وتدفَّق المحتجون إلى كيمنتس من مختلف أنحاء ألمانيا، وكانت القطارات المتجهة إلى المدينة ممتلئة عن آخرها.

ونظَّم حزب البديل من أجل ألمانيا القومي، الذي شهدت استطلاعات الرأي ارتفاع نسبة تأييده منذ بداية الاحتجاجات، مسيرة صامتة في أنحاء المدية قادها بيورن هوكه، أحد أكثر السياسيين إثارةً للجدل وكان قد دعا سابقاً إلى "تحول بـ180 درجة" في المواقف الألمانية من الحرب العالمية الثانية.

وانضمت إلى مسيرة حزب البديل من أجل ألمانيا تظاهرات منفصلة من جانب حركة بيغيدا المعادية للمسلمين.

في الوقت نفسه، نظَّم محتجو حركة "أنتيفا" اليسارية مسيرة مُنافِسة في أنحاء المدينة، وجرى نشر شرطة الشغب ومدافع المياه للفصل بين الجانبين.

وعند نقطةٍ ما، أُفيد بأنَّ محتجي اليسار المتشدد سلَّحوا أنفسهم بالحجارة. وغرَّد زورن باترول، عضو البرلمان من الحزب الاشتراكي الديمقراطي اليسار، بأنَّه ومجموعة من المحتجين السلميين تعرَّضوا للهجوم من جانب النازيين الجدد واضطروا للعودة إلى حافلتهم رفقة الشرطة.

وأفاد العديد من الصحفيين الألمان بأنَّهم تعرَّضوا لتهديدات من المحتجين أثناء محاولتهم تغطية المسيرات.

وذكرت قناة MDR أنَّ أحد طواقمها تعرَّض للهجوم بعد دعوته إلى إحدى الشقق لتصوير الاحتجاجات، وطُرِح أحد أفراد الطاقم من فوق السلم وانكسرت الكاميرا.


اقرأ أيضاً

صعود اليمين المتشدد في ألمانيا يدفع اليسار للبحث عن حل.. "أوفشتيهن" حركة جديدة تهدف إلى إيجاد بديل لميركل

اليسار رفع شعار "الحب بدلاً من الكراهية" والمتطرفون يصرون على إدانة المهاجرين.. الاحتجاجات متواصلة في ألمانيا بسبب اللاجئين

 

تحميل المزيد