قطعت الولايات المتحدة، الجمعة 31 أغسطس/آب 2018، تمويل وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين في الشرق الأدنى الأونروا قائلة إن نموذج عملها وممارساتها المالية "عملية معيبة بشكل لا يمكن إصلاحه".
وقالت المتحدثة باسم الخارجية الأميركية هيذر نويرت، في بيان وصل إلى "رويترز" نسخة منه: "راجعت الإدارة المسألة بحرص، وخلصت إلى أن الولايات المتحدة لن تقدم مساهمات إضافية للأونروا".
وذكرت أنّ "توسُّع مجتمع المستفيدين أضعافاً مضاعفة وإلى ما لا نهاية لم يعد أمراً قابلاً للاستمرار…".
وتقول "الأونروا" إنها تقدم خدمات لنحو 5 ملايين لاجئ فلسطيني، معظمهم أحفادُ من هربوا من فلسطين خلال حرب عام 1948 التي أدت إلى قيام دولة إسرائيل.
والسلطة الفلسطينية ترى القرار اعتداء سافراً على الشعب الفلسطيني
وقال نبيل أبو ردينة المتحدث باسم الرئيس الفلسطيني محمود عباس، الجمعة، إن قرار الولايات المتحدة وقف تمويل وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين في الشرق الأدنى (الأونروا) "اعتداء سافر" على الشعب الفلسطيني.
وقال أبو ردينة لـ"رويترز": "هذه الإجراءات الأميركية المتلاحقة اعتداء سافر على الشعب الفلسطيني وتحدٍّ لقرارات الأمم المتحدة. هذا النوع من العقوبات لن يغير من الحقيقة شيئاً. لم يعد للإدارة الأميركية أي دور في المنطقة وهي ليست جزءاً من الحل".
والولايات المتحدة، التي كانت على مدى عقود المساهم الأول في موازنة "الأونروا"، خفّضت هذا العام (2018) بنسبة كبيرة، مساعدتها للوكالة الأممية؛ إذ إنها لم تقدّم هذا العام سوى 60 مليون دولار مقابل 370 مليون دولار في عام 2017.
ولم تكتفِ واشنطن بهذا الخفض؛ بل أعلنت أنها ستراجع هذا التمويل بأَسره؛ للنظر فيما إذا كانت ستستمر فيه أم لا.
ومنظمة التحرير ترى في القرار تراجعاً أميركياً عن التزاماتها الدولية
في السياق نفسه، حذّر رئيس المفوضية العامة لمنظمة التحرير الفلسطينية في واشنطن، حسام زملط، الجمعة، الإدارة الأميركية من قطع معونتها المالية عن وكالة الأمم المتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (أونروا) بعدما خفّضت بنسبة كبيرة مساهمتها في ميزانية الوكالة الأممية.
وبحسب وسائل إعلام أميركية عديدة ووفقاً للوكالة الفرنسية، فإن إدارة الرئيس الأميركي، دونالد ترامب، أخذت قرار التوقف بالكامل عن المساهمة مالياً في ميزانية "الأونروا"، وستعلن عن هذا القرار خلال الأسابيع المقبلة.
وردّاً على سؤال لوكالة فرانس برس بهذا الشأن، اكتفى مسؤول في وزارة الخارجية الأميركية بالقول: "ليس لدينا ما نعلنه في الوقت الراهن".
والجمعة قال زملط لوكالة فرانس برس، إنّ "قطع المعونة عن الأونروا يعني تراجع الولايات المتحدة عن التزاماتها ومسؤولياتها الدولية".
وأضاف: "ليس من مسؤولية الإدارة الأميركية تحديد وضع اللاجئين الفلسطينيين. إن الوضع الوحيد الذي تستطيع الولايات المتحدة تحديده هو دورها في صنع السلام في المنطقة".
وشدّد زملط على أنّه "من خلال تبنّيها أكثر الروايات الإسرائيلية تطرفاً حول كل القضايا، وضمن ذلك حقوق أكثر من 5 ملايين لاجئ فلسطيني، فإن الإدارة الأميركية فقدت دورها كصانع للسلام، وهي لا تلحق الضرر بوضع هش أساساً فحسب؛ بل بآفاق السلام المستقبلي في الشرق الأوسط".
وكانت السفيرة الأميركية لدى الأمم المتحدة نيكي هايلي، قالت الثلاثاء 28 أغسطس/آب 2018، خلال مؤتمر في واشنطن: "هناك عدد لا حصر له من اللاجئين الذين ما زالوا يتلقون المساعدة"، وفي الوقت نفسه فإن السلطة الفلسطينية "تواصل انتقاد أميركا".
وأضافت: "حتماً، أعتقد أنه علينا النظر في حق العودة".
وتأسّست "الأونروا" في 1949، وهي تقدم مساعدات لأكثر من 3 ملايين فلسطيني من أصل 5 ملايين مسجلين لاجئين في الأراضي الفلسطينية والأردن ولبنان وسوريا.
والعلاقات بين إدارة دونالد ترمب والسلطة الفلسطينية مجمّدة منذ أن أعلن الرئيس الأميركي في السادس من ديسمبر/كانون الأول 2017 اعتراف الولايات المتّحدة رسمياً بالقدس عاصمة لإسرائيل، في خطوة لقيت رفضاً من المجتمع الدولي وغضبا فلسطينياً عارماً.