طالبت لجنة تابعة للأمم المتحدة، الصين، بالإفراج فوراً عن نحو مليون شخص من مسلمي الإيغور، محتجزين بشكل غير قانوني فيما يسمى بـ "معسكرات إعادة التثقيف السياسي".
وجاء ذلك في تقرير للجنة القضاء على التمييز العنصري، أمس الجمعة 31 أغسطس/آب 2018، أعدَّه خبراء أمميون في مجال حقوق الإنسان، وتضمَّن انتقادات للتعريف "الفضفاض" الذي تتبنَّاه الصين لـ "الإرهاب" و "الانفصالية".
ولفتت اللجنة في تقريرها إلى أن إبقاء كثير من الإيغور قيد الاحتجاز، في إقليم تركستان الشرقية (شينغيانغ)، شمال غربي الصين، دون توجيه أي تهمة ومحاكمة بحجة الإرهاب والتطرف الديني "ينذر بالخطر".
وأعرب الخبراء عن قلقهم العميق إزاء الأنباء المتواترة حول خضوع معتقلين للحبس الانفرادي لفترات طويلة، وتعرضهم لأنماط من التعذيب والمعاملة السيئة، وأن شعب الإيغور يتعرضون لمراقبة جماعية مفرطة، حيث يتم توقيفهم بشكل متكرر على حواجز الشرطة، وفحص محتويات هواتفهم المحمولة، وأخد عينات من حمضهم النووي، وتجاهل طلباتهم للسفر خارج البلاد لسنوات.
وقدَّر التقرير عدد المحتجزين بشكل غير قانوني في تلك معسكرات بنحو مليون شخص، في ظل غياب إحصاءات رسمية.
وتشير بعض التقارير إلى أن المحتجزين الإيغور يُرغَمون في مراكز الاحتجاز على حفظ دعاية الحزب الشيوعي، وانتقاد سلوكهم الديني السابق، وإنكار الإسلام، من خلال أكل لحم الخنزير وشرب الكحوليات، وفقاً لما ذكرته مجلة The Atlantic الأميركية.
ورغم أنَّ الصين تستهدف بالأساس أقلية الإيغور، فإنَّها تحتجز كذلك مسلمين من أقلياتٍ أخرى مثل القازاق. وإن كان الإيغور والقازاق -وكلاهما من الشعوب التركية- هم من يتحملون القدر الأكبر من سوء المعاملة؛ وذلك لأنَّ السلطات الصينية ترى فيهم تهديداً لتماسك البلاد، إذ يطمح الإيغور لإنشاء دولتهم الخاصة (ويشيرون لشينغيانغ بتركستان الشرقية)، بينما يحافظ القازاق على علاقاتهم الخارجية عبر الحدود مع كازاخستان
وأمس الخميس، دعا مُشرِّعون أميركيون، إدارة الرئيس دونالد ترمب، إلى فرض عقوبات على بكين، لاستمرار انتهاجها القمع بحق الأقليات المسلمة في تركستان الشرقية.
وبعث المشرعون رسالةً إلى وزيري الخارجية مايك بومبيو، والخزانة ستيف منوشين، يحثون فيها على معاقبة شركات ومسؤولين في الصين، ودفع الأخيرة إلى إنهاء "أزمة حقوق الإنسان المستمرة في منطقة شينغيانغ".
ومنذ 1949، تسيطر بكين على الإقليم الذي يعد موطن أقلية "الإيغور" التركية المسلمة، وتطلق عليه اسم "شينغيانغ"، أي "الحدود الجديدة".
وتشير إحصاءات رسمية إلى وجود 30 مليون مسلم في البلاد، 23 مليوناً منهم من الإيغور، فيما تؤكد تقارير غير رسمية أن أعداد المسلمين تناهز الـ100 مليون، أي نحو 9.5% من مجموع السكان.
اقرأ أيضاً: