نظم مؤيدون ومعارضون لسياسة الهجرة التي تبنتها المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل احتجاجات اليوم السبت في مدينة كيمنتس التي شهدت مطلع الأسبوع الماضي واقعة طعن قتل فيها ألماني على يد اثنين من المهاجرين.
وأدت الواقعة إلى اندلاع احتجاجات عنيفة من جانب اليمين المتطرف.
ونشرت السلطات أكثر من 1200 شرطي لمراقبة وتأمين المسيرات في المدينة الواقعة في شرق البلاد.
ومنذ مقتل الرجل البالغ من العمر 35 عاماً قبل ستة أيام تشهد المدينة انقسامات عميقة بشأن قرار ميركل السماح لمليون لاجئ بدخول البلاد في 2015.
اليسار رفع شعار الحب بدلاً من الكراهية
وبدأ محتجون يساريون مسيرة تحت شعار "الحب بدلاً من الكراهية" في الساعة 1300 بتوقيت غرينتش في وسط كيمنتس.
وتجمع مئات المتظاهرين في الميدان الرئيسي للمدينة الذي شهد قبل أيام مناوشات بين الشرطة والمتظاهرين من اليمين المتطرف.
ودعا تحالف يضم قوى سياسية ومجتمعية من التيارات الليبرالية واليسارية إلى تظاهرة سلمية ضد نشاطات اليمين المتطرف، الذي يسعى إلى تحديد وجه المدينة باتجاه رفض الأجانب واللاجئين عموماً.
وشارك في المسيرة العديد من الشخصيات السياسية المعروفة، بينهم قيادات من الحزب الاشتراكي الديمقراطي وحزب الخضر وحزب اليسار.
ومن أبرز المشاركين في مسيرة السلم وضد الكراهية والتحريض نائب رئيس الحزب الاشتراكي ورئيسة وزراء ولاية مكلينبورغ فوربومرن، إلى جانب رئيسة حزب الخضر آنالينا بيربوك وأحد رؤساء كتلة حزب اليسار في البرلمان الألماني ديتمار بارش.
وفيما وصل عدد المشاركين في تلك المظاهرة إلى 5000 شخص تقريباً، بلغ عدد المتظاهرين من معسكر اليمين المتطرف مجتمعين نحو 6000 شخص، بحسب وكالات أنباء.
وقالت زعيمة حزب الخضر بيربوك إنها كانت تود لو رأت وزير الداخلية هورست زيهوفر في المظاهرات المناوئة لليمين المتطرف التي نُظِّمَتْ السبت في مدينة كمنيتس.
وقالت إن "كمنيتس ليست حالة فردية، فالمسيرات اليمينية المتطرفة يتكرر وجودها في أماكن مختلفة".
وأشارت بيربوك إلى الحاجة إلى تشكيل تحالف واسع النطاق من كل الأحزاب الديمقراطية والحكومة الاتحادية لمواجهة اليمين المتطرف ولتأييد الديمقراطية وعدم الاكتفاء بالبيانات التي تصدر لمرة واحدة.
وأضافت النائبة في البرلمان الألماني أن وزير الداخلية أجرى مناقشات مكثفة حول ما من شأنه المحافظة على تماسك المجتمع "وهنا واليوم، فإن هناك مطلباً لتماسك المجتمع، ولذا فإنه كان يتعين عليه أن يكون موجوداً في الصف الأول".
من جانبه، صرح الرئيس السابق لحزب الخضر الألماني، جيم أوزدمير، بأن الائتلاف المسيحي الاشتراكي الحاكم في ولاية سكسونيا يتحمل المسؤولية عن أعمال الشغب التي وقعت في كيمنتس مؤخراً.
وقال أوزدمير على هامش المظاهرات: "الموقف جاد للغاية، وهذا ما لا يتبلور أمامنا حين لا تقوم حكومة الولاية بدورها".
وأضاف أوزدمير أن فشل الماضي يجب أن يعالج "ولابد ألا نعفي الاتحاد المسيحي الديمقراطي من مسؤوليته عن ذلك".
وأوضح السياسي الألماني أنه مما لا يمكن تحمله أن يسخّر اليمينيون المتطرفون الثورة السلمية التي قامت في في ألمانيا الشرقية سابقاً عام 1989 لصالحهم
مؤكداً أنها "كانت ثورة للحرية وليست للكراهية." وحث أوزدمير على وقوف جميع الأحزاب الآن معاً، مضيفاً: "علينا أن نبني معاً حائطاً صلداً بوجه حزب البديل من أجل ألمانيا".
أما اليمين المتطرف فقد تظاهر ضد المهاجرين
وفي الجانب الآخر من المدينة تجمع متظاهرون من اليمين المتطرف قرب تمثال نصفي كبير لكارل ماركس قبل البدء في مسيرة في شوارع المدينة. وراقبت شرطة مكافحة الشغب المسيرة من على بعد.
ولم يصدر تعليق من ميركل، التي اختتمت أمس الجمعة جولة إفريقية استغرقت ثلاثة أيام، على أحداث كيمنتس التي تقع قرب الحدود مع التشيك.
ويقول أنصار جماعات اليمين المتطرف بما في ذلك بيجيدا وحزب البديل من أجل ألمانيا إنهم نظموا مسيرتهم لتأبين القتيل وإدانة ما يعتبرونه سلبية من جانب الحكومة حيال ارتفاع عدد الجرائم التي يرتكبها مهاجرون.