يتصدر الرئيسان الأميركيان السابقان باراك أوباما، وجورج بوش الابن، المشيعين اليوم السبت 1 سبتمبر/أيلول 2018 في مراسم وداع السيناتور جون ماكين، بطل حرب فيتنام والمرشح الرئاسي السابق الذي أحبط
الرجلان محاولاته للوصول إلى البيت الأبيض.
وجثمان ماكين مسجى في مبنى الكونغرس منذ صباح أمس الجمعة، وقدم له التحية ساسة من جميع الأطياف وألقى المشيعون نظرة أخيرة على النعش الملفوف بالعلم الأميركي.
وفي الطريق إلى كاتدرائية واشنطن الوطنية، سيتوقف موكب تشييع ماكين، أحد أشهر الأسرى الأميركيين في الحرب، عند النصب التذكاري للمحاربين الذين خاضوا حرب فيتنام، حيث ستضع سيندي ماكين إكليلاً من الزهور على الجدار الغرانيتي الأسود الذي يحمل أسماء ما يربو على 58 ألف جندي أميركي قتلوا في الحرب.
وسينضم إلى أوباما الديمقراطي وبوش الجمهوري رؤساء أميركيون سابقون آخرون وأعضاء في مجلس الشيوخ ومسؤولون من حقبة حرب فيتنام، وآخرون للتعبير عن تقديرهم لرجل الدولة الذي توفي يوم 25 أغسطس/آب الماضي نتيجة إصابته بسرطان المخ قبل أيام من إتمام عامه الثاني والثمانين.
وداخل كاتدرائية واشنطن الوطنية، التي استغرق بناؤها 83 عاماً وهي سادس أكبر كاتدرائية في العالم، سيستمع الحضور لهنري كيسنغر وزير الخارجية الأسبق البالغ من العمر 95 عاماً والذي لعب دوراً محورياً في حرب فيتنام.
وكان كيسنغر آنذاك مستشاراً للرئيس الأسبق ريتشارد نيكسون ولعب دورا في التخطيط للقصف الأميركي المثير للجدل لكمبوديا والتفاوض على إنهاء التدخل العسكري الأميركي في فيتنام.
وسيغيب عن المشهد الرئيس دونالد ترمب، الذي خاض على مدى السنوات الثلاث المنصرمة خلافاً علنياً مع ماكين زميله في الحزب الجمهوري.
وكانت عائلة ماكين قد أوضحت أن ترمب غير مرحب به في المراسم الكنسية بولايتي أريزونا وواشنطن أو حتى أثناء عملية الدفن الخاصة غداً الأحد في أنابوليس بولاية ماريلاند في الأكاديمية البحرية الأميركية.
وتخرج ماكين في الأكاديمية البحرية عام 1958، وكان السيناتور الجمهوري صوتاً رائداً ينادي بتجديد قوانين الهجرة وتمويل الحملات وقوانين البيئة، لكن خدمة ماكين العسكرية، التي تخللتها سنوات في الأسر خلال حرب فيتنام، هي التي شكلت حياته السياسية.
ففي عام 1967، وخلال مهمة قتالية فوق هانوي أُسقطت طائرة ماكين الذي وصل إلى رتبة كابتن في البحرية الأميركية، وظل ماكين أسيراً حتى عام 1973 وتعرض للتعذيب على أيدي آسريه الفيتناميين في سجن سمّاه الأميركيون "هيلتون هانوي".
وقبل وفاته كان ماكين رئيساً للجنة القوات المسلحة بمجلس الشيوخ، حيث عرف عنه أنه كان مشرفاً صارماً على الجيش.
واقرأ أيضاً: