حتى مسؤولين إسرائيليين قلقون من قراره حول «الأونروا».. The Guardian: سياسات ترمب تجاه الفلسطينيين ستُشعل النيران

عربي بوست
تم النشر: 2018/08/31 الساعة 11:12 بتوقيت غرينتش
تم التحديث: 2018/08/31 الساعة 11:12 بتوقيت غرينتش
U.S. President Donald Trump sits behind his desk as he announces a bilateral trade agreement with Mexico to replace the North American Free Trade Agreement (NAFTA) at the White House in Washington, U.S., August 27, 2018. REUTERS/Kevin Lamarque TPX IMAGES OF THE DAY

منذ الإعلان عن إنشاء "دولة إسرائيل" في عام 1948 والولايات المتحدة هي اللاعب الأهم في المنطقة،  فلطالما توسّط رؤساء الولايات المتحدة لإبرام صفقات سلام، ووفّروا لإسرائيل ضمانات أمنية، وقدّموا للفلسطينيين تعهدات بعدم التخلّي عنهم.

وكانت واشنطن باستمرار مستعدة للتدخل لإطفاء الحريق فيما لو اندلعت النيران في أخشاب الغضب والسخط الجافة داخل الأرض المقدسة. ولكن يبدو أن الرئيس الأميركي دونالد ترمب مُشعل حرائق أكثر منه رجل إطفاء، بحسب ما رأى تقرير لصحيفة The Guardian البريطانية، الخميس 30 أغسطس/آب 2018.

وأقدمت إدارة ترمب على قطع تمويلها للمساعدات التي تقدم للفلسطينيين، وقلّصت مساهماتها في تمويل وكالة الغوث والتشغيل التابعة للأمم المتحدة (الأونروا)، التي تُعين ما يزيد على 5 ملايين لاجئ فلسطيني في أنحاء الشرق الأوسط.

والسبت الماضي، قالت وسائل إعلام إسرائيلية، إن إدارة الرئيس الأميركي ترمب "تتجه مع بداية سبتمبر/أيلول 2018 لإعلان خطوات تغير من طريقة عمل وكالة أونروا، وتهدف إلى إلغاء حق عودة اللاجئين".

وذكرت القناة الثانية العبرية أن الإدارة الأميركية "ستعتبر أن عدد اللاجئين الفلسطينيين نصف مليون فقط، وليس 5 ملايين كما تقول (أونروا)"، في إشارة إلى الاعتراف فقط بالأشخاص الذين هجّرتهم العصابات الصهيونية من قراهم ومدنهم عام 1948.

ووفقاً للقناة العبرية، فإن إدارة ترمب ستتخذ أيضاً سلسلة إجراءات في هذا الإطار تتمثل في الإعلان عن وقف تمويل كامل للأونروا في عدد من المناطق، وإيجاد صيغة قانونية جديدة تكفل عدم نقل صفة اللاجئ بالوراثة من الأجداد والآباء إلى الأبناء.

أميركا تنوي اعتبار عدد اللاجئين الفلسطينيين نصف مليون بدلاً من 5 ملايين
أميركا تنوي اعتبار عدد اللاجئين الفلسطينيين نصف مليون بدلاً من 5 ملايين

القادم أسوأ

وسيتضرر من قطع المساعدات مئات الآلاف من البشر الذين يعيشون في أوضاع صعبة. ولذلك يحذر المسؤولون الأمنيون الإسرائيليون من وراء الكواليس بأن الخطوة الأميركية يمكن أن تتسبب في رد فعل سيئ جداً، فهي "تشعل النيران في الأرض" من خلال تعميق الأزمة الاقتصادية في كل من الضفة الغربية وقطاع غزة.

وتشير التقارير إلى أن الرئيس الأميركي ثابتٌ على موقفه. فهو يرغب في وقف كل التمويل الذي تتلقاه الأونروا، وفرض حظر على البلدان الأخرى؛ لمنعها من دفع المبالغ التي تتوقف الولايات المتحدة عن تقديمها.

واعتبرت الصحيفة البريطانية أن قرار الرئيس الأميركي "وصفة للفوضى"، وتساءلت: ما الذي سيحل بنصف مليون طفل توفر لهم الأونروا مدارس للتعليم، أو بنصف سكان غزة الذين يعتمدون على الأونروا للحصول على الغذاء؟، لا سيما أن الولايات المتحدة تقدم ما يقرب من 350 مليون دولار سنوياً للأونروا، أي ما يزيد على ربع ميزانية المنظمة السنوية، التي تصل إلى 1.2 مليار دولار.

وقالت The Guardian إن سياسة ترمب تجازف بأمن واستقرار الأمم، وإن ما هو آتٍ سيكون أسوأ، مشيرةً إلى أن إدارة ترمب تريد إنهاء سياسة الأونروا، التي تعتبر ذرية اللاجئين الفلسطينيين لاجئين أيضاً.

وذهبت سفيرة الولايات المتحدة لدى الأمم المتحدة إلى أبعد من ذلك، حين قالت إن حق العودة للفلسطينيين -وهو المطلب الذي يعتبره الفلسطينيون أساسياً بينما تعتبره إسرائيل خطراً عليها- ينبغي ألا يكون مطروحاً على طاولة المفاوضات.

وهذه خطوات خطيرة في منطقة خطيرة، كان من المفروض أن يبتّ في قضية حق اللاجئين في العودة، مثلها مثل وضع مدينة القدس، من خلال المحادثات بين الإسرائيليين والفلسطينيين.

The Guardian: إدارة ترمب تريد إنهاء سياسة الأونروا
The Guardian: إدارة ترمب تريد إنهاء سياسة الأونروا

أكبر دعم من أميركا لإسرائيل

ورأت الصحيفة البريطانية أن ترمب لا يعبأ بتبِعات قراراته، "وينبغي أن ينتابنا القلق العميق إزاء ذلك. فهو يزعم أنه يعرض صفقة القرن لإنهاء الصراع. ولكن في واقع الأمر، لن تكون هناك صفقة يتفق عليها الطرفان".

وكان ترمب رفض الموافقة على فكرة حل الدولتين، وبدلاً من ذلك يعكف فريقه على إعداد مقترح صُمم لإرضاء أكثر حكومة يمينية في تاريخ إسرائيل، مفاده "إن لم يعجبكم فلتشربوا البحر".

وكما غرّد المفاوض الأميركي السابق، هارون دافيد ميلر، بأن هذه الإدارة هي "الأولى في تاريخ الولايات المتحدة التي تقدم دعماً غير مشروط لحكومة إسرائيل بينما تشن حرباً سياسية واقتصادية على الفلسطينيين".

وقالت الصحيفة البريطانية، إنه "بات جلياً أنه لا يمكن إخضاع شعب محروم من الحرية والكرامة. فعلى مدى السبعين عاماً الماضية، لم يقبل الفلسطينيون بأي تسوية تُملى عليهم من قِبَل أطراف خارجية ترسم الحدود وتعيد تعريف السيادة دونما موافقة شعبية. ويخطئ السيد ترمب إن ظنَّ أنهم يمكن أن يقبلوا بذلك الآن".

وتأسست الأونروا بقرار من الجمعية العامة للأمم المتحدة عام 1949، لتقديم المساعدة والحماية للاجئين الفلسطينيين في مناطق عملياتها الخمس، وهي: الأردن، سوريا، لبنان، الضفة الغربية وقطاع غزة.

ويبلغ عدد اللاجئين الفلسطينيين المقيمين داخل فلسطين وخارجها، نحو 5.9 مليون لاجئ، بحسب أحدث بيانات إحصائية فلسطينية رسمية.

وينص قرار حق العودة، الذي يحمل رقم 194 والصادر في 11 ديسمبر/كانون الأول 1948 عن الجمعية العامة للأمم المتحدة، على حق اللاجئين الفلسطينيين في العودة، والحصول على التعويض.


واقرأ أيضاً:

مصائب ترمب لا تأتيهم فرادى.. 5 ملايين لاجئ فلسطيني أمام مصير مجهول: حق عودتهم إلى ضياع.. و"الأونروا" مهددة بالزوال

رغم وقف أميركا تمويلها للوكالة.. الأونروا تفتح مدارسها في الضفة وغزة وتحصل على دعم بديل

صهر ترمب يريد القضاء على أمل اللاجئين في العودة، والبداية غلق الأونروا.. هذا نص رسالته للإدارة الأميركية

تحميل المزيد