خرج رئيس حركة حماس في غزة، يحيى السنوار، أمس الأربعاء 29 أغسطس/آب 2018، في لقاء صحافي، تحدَّث فيه عن المفاوضات التي تجري بالقاهرة، حول التواصل لتهدئة مع إسرائيل، وإتمام المصالحة الفلسطينية مع حركة فتح.
وقال السنوار، إن حركته تسلمت رداً سيئاً على الورقة المصرية الخاصة بملف المصالحة، وهو أسوأ من ردِّهم على الورقة الأولى، مُحذراً الرئيس محمود عباس من فرض عقوبات جديدة على قطاع غزة.
تصريحات السنوار تأتي في وقت أجرت فيه الفصائل الفلسطينية مشاورات ومباحثات مع الجانب المصري بشأن مقترح لتحقيق المصالحة والاتفاق على هدنة مع الجانب الإسرائيلي، وتنفيذ مشاريع إنسانية في قطاع غزة.
عباس سيخسر كثيراً
وشدد السنوار على أن الرئيس محمود عباس سيخسر كثيراً إن فرض عقوبات جديدة على غزة؛ لأنه سيُعزز تجاوزه، مضيفاً: "أي عقوبات جديدة بمثابة تكسير للأواني وكسر لقواعد اللعبة، وعليه سيكون ردنا مغايراً"، بحسب ما نقلته شبكة قدس الإخبارية.
وكان عضو اللجنة المركزية لحركة فتح، عزام الأحمد، قد شدد الأسبوع الماضي على موقف "فتح" القاضي بضرورة إنجاز ملف المصالحة أولاً، ثم الانتقال إلى ملف التهدئة والمشاريع التنموية والإغاثية في قطاع غزة.
وعن استمرار حركة فتح في المطالبة بتمكين السلطة الفلسطينية وتسليمها كامل السيطرة على قطاع غزة، قال السنوار: "لن نُسلم غزة من الباب للمحراب وفوق الأرض وتحتها إلا لمجلس وطني موحد ينبثق عنه لجنة تنفيذية تدير القطاع وفق أسس وطنية".
وكشف القيادي في "حماس" النقاب عن أنه تم وضع عبوة لاغتياله، وقام الأمن بضبطها بعد أسبوعين من المصالحة في أكتوبر/تشرين الأول الماضي، ويقف خلفها جهة في جهاز المخابرات الفلسطينية تريد إفساد المصالحة.
نقاشات التهدئة.. ورسالة تهديد
وعن مصير النقاشات الخاصة بالتهدئة، ذكر رئيس "حماس" بغزة: "هناك نقاش وحوار حول التهدئة وإمكانية الحصول على تثبيت لتهدئة 2014 مقابل كسر الحصار بشكل ملموس، وأن السقف الزمني للوصول للتهدئة ليس طويلاً، وخلال أسبوعين سيكون هناك ورقة حول التهدئة، ونتوقع أن يكون هناك تحسُّن ملموس حتى منتصف أكتوبر/تشرين الأول".
وتقود مصر منذ يوليو/تموز 2018 خطة للتهدئة بين إسرائيل وحركة حماس في قطاع غزة، وذلك بالتعاون مع نيكولاي ميلادنيوف، المبعوث الأممي للشرق الأوسط، وهو الأمر الذي حذرت منه حركة فتح، وقالت إنها خطة أميركية لتمرير "صفقة القرن".
وكشف السنوار عن رسالة حملتها قيادة الحركة للوسيط لنَقْلها للحكومة الإسرائيلية، مفادها بأن حماس "ستقلب مرجل الجمر في وجه الاحتلال، وستجعل صفارات الإنذار تدوّي في وسط تل أبيب لمدة 6 أشهر كاملة".
وقال السنوار إن الاجتماع حضره قادة بكتائب القسام، وطلب من الوسيط أن ينقل الرسالة على لسانهم الثلاثة: يحيى السنوار، ومروان عيسى الذي تعتقد إسرائيل أنه القائد العام للكتائب، وروحي مشتهى عضو المكتب السياسي للحركة.
ملف الأسرى.. وصفقة القرن
وعن ملف الأسرى، أوضح السنوار أنه كان هناك حراك، وقُدمت أوراق ومقترحات في ملف الجنود الأسرى، وقد يكون هناك حراك ما في هذا الملف خلال الفترة المقبلة بالتوازي مع ملف التهدئة، لكن دون تقاطع أو ربط في الملفَّين، حسب قوله.
وأكد أن حركته لن تسمح ببقاء أوضاع الناس بهذه الطريقة الصعبة، مُهدداً بالقول: "سنقلب الدنيا على الجميع، وسنهدم سلطات وتنظيمات وكيانات إذا تعلق الأمر بقوت الناس".
ورغم ذلك، في مدينة رام الله التابعة للضفة الغربية الفلسطينية، حذرت حركة فتح من أن "حماس" ستنخرط بذلك في "مخططٍ عدائي" سيضرب وحدة الصف الفلسطيني.
وقال: "لم يتحدث أحد خلال دردشات القاهرة عن المطار، حتى يتهمنا حسين الشيخ وآخرون بأن المطار في إيلات".
ومنذ شهر، تناقش حركة "حماس" مع مصر والأمم المتحدة مقترحاً لتحقيق المصالحة الفلسطينية، ووقف إطلاق النار بين الحركة وإسرائيل، وتنفيذ مشاريع إنسانية في قطاع غزة.
ويسود الانقسام السياسي أراضي السلطة الفلسطينية منذ منتصف يونيو/حزيران 2007، في أعقاب سيطرة "حماس" على غزة، بعد فوزها بالانتخابات البرلمانية، في حين تدير حركة "فتح"، التي يتزعمها الرئيس عباس، الضفة الغربية.
اقرأ أيضاً
لأول مرة.. إسرائيل تتخلى عن مطالبها "التاريخية"، وهذا ما عرضته على حماس من أجل إيقاف الحركة هجماتها