السعودية بثّت فيديو مدته 60 ثانية على إحدى القنوات البريطانية مقابل مبالغ مالية.. لكن لماذا صدر قرار في لندن بمنع تكرار ذلك؟

عربي بوست
تم النشر: 2018/08/29 الساعة 10:51 بتوقيت غرينتش
تم التحديث: 2018/08/29 الساعة 10:53 بتوقيت غرينتش

أصدرت الجهة المنظمة للإعلام في المملكة المتحدة قراراً بمنع المملكة العربية السعودية من دفع الأموال للترويج لأجندتها الإصلاحية على التلفزيون البريطاني.

وكانت السعودية وفق تقرير صحيفة The Guardian البريطانية قد دفعت أموالاً لبث إعلانٍ لمدة دقيقة -يتضمَّن صوراً لنساءٍ يقدن سيارات ودور السينما تفتح أبوابها مُجدَّداً، وأفراداً من العائلة السعودية الملكية- بالتزامن مع زيارة وليّ العهد السعودي محمد بن سلمان إلى المملكة المتحدة العام الجاري. وقالت الحكومة السعودية إن الإعلان الذي بُثَّ 56 مرةً خلال ثلاثة أيام على قناة Sky 1 البريطانية كان بغرض تعزيز التجارة مع المملكة المتحدة.

ومع ذلك رأت أوفكوم (هيئة تنظيم الاتصالات في المملكة المتحدة) أن الرياض كانت تستهدف التأثير على الرأي العام البريطاني وخالفت الحظر الصارم الذي فرضته المملكة المتحدة على بثِّ الإعلانات السياسية مدفوعة الأجر على شاشات التلفزيون ومحطات الراديو.

أصدرت أوفكوم قرارها بشأن إعلانٍ واحد فقط ولن تُعاقَب قناة Sky لبثِّها هذا الإعلان، إلا أن هذه القرار يدل دلالةً واضحةً على أن السعودية ستجد صعوبةً في المستقبل لبثِّ مثل هذه الإعلانات.

وقالت أوفكوم إنها وضعت في اعتبارها عند اتخاذ هذا القرار الجدل الدائر حول "حرية التعبير وحقوق الإنسان وحقوق المرأة" في البلد المُحافِظ، بالإضافة إلى القضايا المُثارة بشأن بيع المملكة المتحدة أسلحة إلى السعودية وتورُّط الرياض في الحرب الأهلية في اليمن".

وأشار الإعلان ذاته إلى أن "الأمور تتغيَّر بلا شك" في السعودية في ظلِّ ولاية عهد بن سلمان (32 عاماً)، وأضاف أن "قطاع الترفيه يتهيَّأ لعصرٍ جديدٍ"، مُبشِّراً بأن العلاقة بين السعودية والمملكة المتحدة "ستجلب المزيد من الرخاء والأمن لكلا البلدين".

وخلُصت الجهة التنظيمية إلى "أن بثَّ الإعلان استهدف التأثير على الرأي العام في المملكة المتحدة في ما يتعلَّق بأمورٍ محط جدلٍ عام".

ومن ناحيةٍ أخرى، اعتمدت Clearcast (الجهة الرقابية على صناعة الدعاية في المملكة المتحدة) الإعلان. وبرَّرَت قرارها بأن تعزيز التجارة مع السعودية يتفق مع السياسة الخارجية للحكومة البريطانية. وقالت إن قرار أوفكوم قد يعرقل مساعي الدول الأخرى لشراء إعلانات بالتزامن مع زيارات قادتها للبلاد.

وكانت تكاليف الإعلانات قد دُفِعَت من الأساس بواسطة مركز التواصل الدولي التابع لوزارة الثقافة والإعلام السعودية.  

ولا توجد مثل هذه القيود المفروضة على الدعاية السياسية على الإنترنت أو على اللافتات الإعلانية أو في الصحف. وصاحبت زيارة بن سلمان حملةٌ دعائية واسعة النطاق شملت الملصقات الإعلانية في جميع أنحاء لندن وإعلاناتٌ على المواقع الإخبارية واسعة الانتشار.

وقبلت صحيفة The Guardian أيضاً إعلاناتٍ كجزءٍ من الحملة ذاتها، مُشدِّدةً على أن الإعلانات لم تؤثِّر على مكانتها التحريرية. وستُقيِّم الشركة صفقات الإعلانات المستقبلية حسب كلِّ حالةٍ على حدة.

يذكر أن دول الشرق الأوسط قد استثمرت خلال العام الماضي بكثافةٍ في مجال صناعة الإعلام في المملكة المتحدة وحملات كسب التأييد في لندن، مدفوعةً بصراع الوكلاء بين حلفاء السعودية وقطر.

ويمتلك مستثمرٌ سعودي بالفعل حصةً ضخمة من أسهم صحيفة The Independent البريطانية. وخلال العام الجاري أعلنت دار نشر على صلةٍ وثيقة بالدولة السعودية عن خطط لإطلاق سلسلة من المواقع الإلكترونية التي تحمل العلامة التجارية لصحيفة The Independent يعمل بها صحفيون سعوديون باللغات المحلية في جميع أنحاء الشرق الأوسط.

تحميل المزيد