مَنع إصدار نعي «حزين» يصف ماكين بالبطل وذهب ليلعب الغولف.. ترمب عطَّل إصدار البيت الأبيض بياناً كتبه مساعدوه يشيد بالسيناتور واكتفى بتغريدة

عربي بوست
تم النشر: 2018/08/27 الساعة 07:38 بتوقيت غرينتش
تم التحديث: 2018/08/27 الساعة 07:39 بتوقيت غرينتش

رفض الرئيس الأميركي دونالد ترمب أن يقوم البيت الأبيض بإصدار بيان نعي يشيد بخصمه السيناتور الراحل جون ماكين.

وتقول صحيفة واشنطن بوست إن ترمب منع إصدار بيان نعي يتعلق بوفاة السيناتور جون ماكين، كتبه مساعدوه تضمن إشادة ببطولة السيناتور الراحل خلال حرب فيتنام  وأسره بعد إسقاط طائرته والخدمات التي قدمها للولايات المتحدة.

وبدلا من إصدار بيان يظهر الحزن على ماكين ذهب ترمب للعب الغولف فيفيرجينيا واكتفى ترمب بتغريدة على تويتر، لكنه لم يشِر إلى خدمة ماكين العسكرية أو في مجلس الشيوخ، كما لم تشتمل على أي ثناء على الراحل الجمهوري.

وقال ترمب في تغريدته: "أقدِّم تعازيّ وأصدق احترامي لعائلة السيناتور جون ماكين. قلوبنا وصلواتنا معكم!".

وأكد مصدر آخر مطلع على تلك المسألة لشبكة CNN أنه كانت هناك خطط للذهاب أبعد من مجرد تغريدة "تويتر"، التي نشرها ترمب. وقالت الصحيفة التي أشارت إلى مساعدي البيت الأبيض الحاليين والسابقين -الذين طلبوا عدم ذكر أسمائهم بشأن مناقشة مداولات داخلية حساسة- أن جون كيللي، كبير موظفي البيت الأبيض، والسكرتيرة الصحفية سارة ساندرز وموظفين آخرين، طالبوا بإصدار بيان رسمي يصف فيه ماكين بأنه "بطل" ومدحه لخدمته الواسعة للبلاد، لكنه رفض ذلك.

جنازة وطنية لكن دون مشاركة العامة

وأعلن منظّمو مراسم وداع السيناتور الأميركي جون ماكين الذي توفي السبت عن 81 عاماً، أن جثمان بطل الحرب السابق سيسجّى الجمعة في مبنى الكابيتول في واشنطن، حيث ستقام له في اليوم التالي جنازة وطنية قبل أن يوارى الثرى، الأحد، في مقبرة الأكاديمية البحرية في أنابوليس.

وأوضح المنظّمون أنه قبل نقله إلى العاصمة الفيدرالية سيسجّى الجثمان في مبنى كونغرس ولاية أريزونا في مدينة فينكس الأربعاء، وفي اليوم التالي ستقام صلاة في الكنيسة الإنجيلية في نورث فينكس لراحة نفس السيناتور الجمهوري الراحل.

ومن الكنيسة سينقل الجثمان إلى القاعدة الجوية التابعة للحرس الوطني لولاية أريزونا في مطار فينكس؛ ليتم نقله جواً إلى واشنطن.

وفي واشنطن سيسجّى الجثمان، الجمعة، تحت قبة الكابيتول، حيث ستقام مراسم وداع سيتاح في ختامها للمواطنين إلقاء النظرة الأخيرة عليه طيلة ست ساعات.

أما السبت فسيكون يوم الجنازة الوطنية للراحل، التي ستقام في الكاتدرائية الوطنية في العاصمة الفيدرالية وستشارك فيها عائلة ماكين وأصدقاؤه وزملاؤه في الكونغرس وكبار الشخصيات الأميركية والأجنبية، بحسب المنظمين.

ولم يتمّ الكشف حتى الآن عن أسماء الشخصيات التي ستلقي كلمات في كل من هذه المحطات.

وسيختتم الأسبوع الوداعي الطويل لماكين، الأحد، في مقبرة الأكاديمية البحرية في أنابوليس بولاية ميريلاند، حيث سيوارى الثرى في قبر مجاور لقبر صديقه الأميرال تشاك لارسون، الذي تعود صداقته والطيار السابق إلى أيام دراستهما معاً في الكلية الحربية.

وخلافاً لسائر المراسم الوداعية للراحل الكبير، فإن حضور الدفن لن يكون متاحاً للعامة.

توفي بعد معركته مع السرطان

تُوفي السيناتور الأميركي جون ماكين عن 81 عاماً، السبت 25 أغسطس/آب 2018، بعدما خسر معركته القاسية مع سرطان الدماغ، الذي اكتشف الأطباء إصابته به العام الماضي (2017)، كما أعلن مكتبه.

وقال مكتب السيناتور الجمهوري الراحل في بيان، إن "السيناتور جون سيدني ماكين الثالث تُوفي في الساعة الرابعة والدقيقة الـ28 من بعد ظهر الخامس والعشرين من أغسطس/آب 2018. عندما فارق الحياة كان السيناتور محاطاً بزوجته سيندي وعائلتهما".

وأضاف البيان أن بطل الحرب السابق، الذي يحظى باحترام كبير في بلاده، "خدم الولايات المتحدة الأميركية بإخلاص 60 عاماً".

وتُوفي عضو مجلس الشيوخ عن ولاية أريزونا غداة إعلان عائلته أنه قرّر التوقّف عن تلقّي العلاج من "الغليوبلاستوما"، لينتصر بذلك هذا النوع الشديد العدوانية من سرطان الدماغ في معركة العلاج التي بدأها السيناتور المخضرم في يوليو/تموز 2017.

وفور شيوع نبأ رحيل ماكين، توالت ردود فعل الطبقة السياسية الأميركية، مستذكرةً خصال هذا المدماك الجمهوري الذي غضب من كثيرين وأغضبهم، ومن ضمنهم أفراد من عائلته السياسية، ولكنه لم يخسر يوماً تقدير الأميركيين أجمعين لإخلاصه الوطني.

وقال الرئيس الديمقراطي السابق باراك أوباما، الذي هزم ماكين بالانتخابات الرئاسية في 2008: "جون وأنا كنا ننتمي إلى جيلين مختلفين، كانت لدينا أصول مختلفة تماماً، وتواجَهنا على أعلى مستوى في السياسة، لكننا تَشاركنا، على الرغم من اختلافاتنا، ولاءََ لما هو أسمى، للمُثل التي ناضلت وضحّت من أجلها أجيال كاملة من الأميركيين والمهاجرين".

من جهته، دعا زعيم الأقلية الديمقراطية في مجلس الشيوخ، تشاك شومر، إلى إطلاق اسم جون ماكين على مبنى تابع للكونغرس كان فيه مكتب السيناتور الراحل.

 وكان السيناتور الجمهوري قال إنه لا يريد أن يحضر الرئيس دونالد ترمب جنازته، وفق ما أفادت به وسائل الإعلام الأميركية السبت 18 أغسطس/آب 2018. وذكرت "نيويورك تايمز" و"إن بي سي نيوز"، نقلاً عن مقربين من ماكين، أن سيناتور أريزونا، البالغ من العمر 81 عاماً، والذي تربطه علاقات متوترة مع ترمب، أبدى رغبته في أن يمثّل نائب الرئيس، مايك بنس، البيت الأبيض خلال تشييعه.

بالمقابل، فإن غالبية أفراد الطبقة السياسية، الحاليين والسابقين، أصدروا بُعيد دقائق من إعلان وفاة ماكين بيانات عدّدوا فيها بعض مآثر الراحل. وعلى سبيل المثال، فقد أشاد الرئيس الجمهوري الأسبق، جورج بوش الابن، بـ"رجل ذي قناعة عميقة ووطني لأعلى درجة".

بدوره، قال الرئيس الديمقراطي الأسبق بيل كلينتون، إن الراحل "غالباً ما وضع الانتماء الحزبي جانباً" من أجل خدمة البلاد.

من ناحيته، قال آل غور، الذي كان يشغل منصب نائب الرئيس في عهد كلينتون: "لطالما قدّرت واحترمت جون"؛ لأنه كان دوماً يعمل "في سبيل إيجاد أرضية تفاهم مهما كان ذلك صعباً".

أما السيناتور الجمهوري ليندسي غراهام، فقال إنه برحيل ماكين "خسرت أميركا والحرية أحد أكبر أبطالهما".

وماكين، الذي تخرّج في الأكاديمية البحرية وخاض حرب فيتنام حيث وقع في الأَسر وتعرّض للتعذيب قبل أن يُطلَق سراحه ويعود إلى بلاده ليخوض المعترك السياسي ويصل إلى أعتاب البيت الأبيض- قضى أكثر من 30 عاماً عضواً بمجلس الشيوخ، وشارك بقوة في نقاشات حول الحرب والسلام والتوجهات الأخلاقية للأمة.

وأمضى ماكين، الطيار في البحرية الأميركية، سنوات عديدة، أسير حرب في فيتنام بعد أن أُسقطت طائرته في أجواء هانواي خلال مهمة قصف.

وخسر ماكين الانتخابات الرئاسية في 2008، والتي خاضها بمواجهة باراك أوباما، وقد تعرّض لانتقادات كثيرة بسبب اختياره سارة بايلن، المثيرة للجدل، مرشحة لمنصب نائب الرئيس.

وكان ماكين من أشد معارضي الرئيس دونالد ترمب، وكان غائباً منذ شهور عن مجلس الشيوخ؛ إذ كان يلازم منزله بأريزونا للعلاج من السرطان.

وأصيب السيناتور المخضرم بالغليوبلاستوما، وهو نوع شديد العدوانية من سرطان الدماغ، أصيب به أيضاً السيناتور تيد كينيدي، الذي تُوفي في عام 2009.

حقائق عن السيناتور الأميركي الراحل جون ماكين

أمضى جون ماكين، الذي تُوفي مساء السبت 25 أغسطس/آب 2018، أكثر من 5 سنوات من عمره أسير حرب، وأكثر من 3 عقود في مجلس الشيوخ الأميركي ممثلاً عن ولاية أريزونا، اشتُهر خلالها بأنه متمرد لا يلتزم دوماً بخط الحزب الجمهوري.

وفيما يلي، بعض الحقائق عن ماكين:

* كان طالباً جامحاً؛ بل ومولعاً بالتشاجر في المدرسة الداخلية التي التحق بها في منطقة واشنطن. واقتفى ماكين خطوات أبيه وجده، وهما من كبار ضباط البحرية الأميركية ذوي الـ4 نجوم، حيث واصل التمرد على اللوائح، وتخرج ضمن أواخر الدفعة.

* أسقطت النيران المعادية طائرة ماكين خلال مهمة قتالية فوق فيتنام في عام 1967. وأمضى 5 أعوام ونصف عام في الأَسر، منها عامان بالحبس الانفرادي، وتعرض مراراً للضرب والتعذيب، مما ألحق به عاهة مستديمة. وفي مجلس الشيوخ الأميركي، كان منتقداً لأساليب الاستجواب القاسية مثل أسلوب محاكاة الغرق للمشتبه فيهم بأعمال إرهابية.

* من بين الأوسمة التي تقلدها ماكين 3 من ميداليات النجمة البرونزية، ونال وسام القلب الأرجواني مرتين، ووسام الاستحقاق مرتين، ووسام النجمة الفضية، وصليب الطيران المتميز.

* كان ماكين يعمل لحساب موزع للبيرة في أريزونا هو والد زوجته الثانية سيندي عندما انخرط في العمل السياسي. في عام 1982، فاز بانتخابات مجلس النواب الأميركي، وفي 1986 فاز بمقعد بمجلس الشيوخ ظل محتفظاً به 6 دورات.

* في حملته للفوز بترشيح الحزب الجمهوري لخوض انتخابات الرئاسة الأميركية في عام 2000، تصدَّر السباق على منافسه جورج دبليو بوش في الجولة الأولى. لكنه لم يحقق نتائج طيبة في التصفيات اللاحقة. وفي نهاية المطاف، سلَّم بالهزيمة أمام بوش بعد حملة مريرة.

* بعد الفوز بترشيح الحزب الجمهوري لخوض انتخابات الرئاسة في 2008، خسر ماكين أمام المرشح الديمقراطي باراك أوباما، الذي حصل علي 53% من الأصوات مقابل 46% لمنافسه.

* في الكونغرس، كان ماكين محافظاً مؤيداً لمجتمع الأعمال ومن دعاة سياسات السوق الحرة ومعارضي الإجهاض، لكنه صوَّت ضد الأغلبية الجمهورية في عدة مشروعات قوانين كان لها صدى واسع. وبعد تبرئة ساحته في فضيحة تبرعات انتخابية بالثمانينيات، سعى لإصلاح قواعد تمويل الحملات الانتخابية.

* في 2017 وفي أثناء جراحة بأريزونا لإزالة تكتل دموي خلف العين اليسرى لماكين، اكتشف الأطباء إصابته بنوع شرس من سرطان المخ. بعد أقل من أسبوعين، عاد ماكين إلى واشنطن وخالف رغبة حزبه بالتصويت في اقتراع قضى على جهود الحزب الجمهوري لرفض خطة الرعاية الصحية التي طرحها أوباما. وأمضى ماكين معظم وقته لاحقاً في أريزونا، حيث خضع للعلاج والرعاية.

* كان ماكين منتقداً بارزاً للرئيس دونالد ترمب. وبعد أن انتقد الخطاب العنيف لترمب تجاه الهجرة غير الشرعية، أبدى ترمب استخفافه بالتاريخ العسكري لماكين قائلاً إنه يفضل "الأشخاص الذين لم يقعوا في الأَسر". ومن منطلق الولاء للحزب أيَّد ماكين، ترمب لاحقاً عندما فاز بترشيح الحزب الجمهوري لخوض انتخابات الرئاسة. لكن ماكين سحب تأييده في أكتوبر/تشرين الأول 2016 بعد الكشف عن تسجيل يتباهى فيه ترمب بالتحرش بالنساء. وظل ماكين منذ ذلك الحين من منتقدي رئاسة ترمب.

ــــــــــــــــــــــ

اقرأ أيضاً

أبرز قادة الحزب الجمهوري "يدخل أيامه الأخيرة".. السيناتور الأميركي ماكين الذي وبَّخ ترمب يوقف علاجه من السرطان

علامات:
تحميل المزيد