عمران خان في مأزق بسبب طلب «هام» من السعودية.. رئيس وزراء باكستان لا يريد أن يخسر أحداً

عربي بوست
تم النشر: 2018/08/27 الساعة 20:13 بتوقيت غرينتش
تم التحديث: 2018/08/27 الساعة 20:33 بتوقيت غرينتش

تريد الرياض من عمران خان أن يدعم علناً التحالف الإسلامي العسكري الذي تقوده السعودية بعد أن تولى رسمياً منصب رئيس وزراء باكستان الأسبوع الماضي. وتقول مصادر دبلوماسية رفيعة المستوى إن الحكام السعوديين عبروا عن رغبتهم تلك في الاتصالات الأخيرة التي أجروها مع القيادة الباكستانية الجديدة.

وذكر موقع Asia Times أن أحدث تلك الاتصالات حدث يوم الثلاثاء 21 أغسطس/آب 2018، عندما التقى ولي العهد السعودي الأميرُ محمد بن سلمان، رئيسَ أركان الجيش الباكستاني الجنرال قمر جاويد باجوا في مِنى. وغرد المتحدث باسم الجيش الباكستاني، اللواء آصف غفور، بأنَّ ولي العهد الأمير سلمان التقى الجنرال باجوا خلال أداء شعائر الحج، وأعرب عن دعمه الحكومة الجديدة في إسلام آباد.

السعودية تريد دعماً علانياً للتحالف الإسلامي

وأكد كبار المسؤولين العسكريين أنَّه قد تمت أيضاً مناقشة مسألة تعاون باكستان مع المملكة العربية السعودية، وضمن ذلك أمن المملكة، والتحالف الإسلامي العسكري، الذي يرأسه رئيس أركان الجيش الباكستاني السابق الجنرال رحيل شريف؛ إذ تودُّ الرياض أن ترى مشاركةً أكبر للحكومة الباكستانية الجديدة في عمل التحالف.

وقال دبلوماسي بارز لصحيفة Asia Times: "تريد القيادة السعودية من رئيس الوزراء عمران خان أن يدعم التحالف علانية؛ لأنها ترى أنه يتمتع بسمعة عالمية جيدة تضفي مزيداً من المصداقية على التحالف، الذي اتُّهم بأن له أجندة طائفية". وأضاف: "يريد السعوديون تأكيد أن غياب إيران والعراق عن التحالف الإسلامي العسكري يرجع إلى خلافات سياسية وليس لأسباب دينية أو أيديولوجية، ويؤمنون بأنَّ دعم باكستان العلني للتحالف سيساعد بهذا الصدد، لا سيما في ظل التطورات الدبلوماسية الأخيرة".

زيارة مرتقبة من عمران خان للسعودية

اتصل الأمير محمد بن سلمان بـ"خان" الأسبوع الماضي؛ لتهنئته بالفوز في الانتخابات، ودعاه إلى زيارة المملكة العربية السعودية، وهو العرض الذي قبِله رئيس الوزراء الباكستاني. ومن المحتمل أن يبدأ رحلته إلى الرياض أوائل الشهر المقبل (سبتمبر/أيلول 2018). وستتم مناقشة العلاقات الثنائية بين الرياض وإسلام آباد بالتفصيل، بالإضافة إلى دور باكستان في التحالف الإسلامي العسكري.

وكان "خان" قد عارض في السابق مشاركة باكستان في الحرب السعودية على اليمن، والتي دعمتها علاقات المملكة مع الجيش الباكستاني. وقال ضابط متقاعد في الجيش الباكستاني لصحيفة Asia Times: "بعد الاجتماع في سبتمبر/أيلول 2018، سيقول [خان] إنَّ باكستان تدعم المملكة العربية السعودية بشدَّة، ومستعدة لبذل وسعها لحماية الأماكن المقدسة من أي هجمات، وهو أمرٌ يُفسَّر عادة على أنه نية للحفاظ على الحياد، ولكنّ السعودية تفسره على أنَّه استعداد من جانب إسلام آباد لتقديم جميع أشكال الدعم العسكري". وأردف قائلاً: "ومع ذلك، فإنّ دعم باكستان التحالف العسكري هو الذي سيحدد مقدار المليارات التي سيمنحها لنا السعوديون".

ومزايا اقتصادية من الرياض لإسلام آباد "تلوح في الأفق"

وتتطلع باكستان إلى الحصول على قرض قيمته 4 مليارات دولار من البنك الإسلامي للتنمية المدعوم من السعودية؛ لمعالجة أزمة ميزان المدفوعات. وبإمكان الرياض تقديم المزيد من المزايا الاقتصادية أيضاً، ولكن هذا يتوقف على مدى إذعان إسلام آباد للخط الذي تسير عليه السعودية، كما كان الحال مع أسلاف "خان".

وكان نواز شريف يشعر بأنَّه مَدين للقادة السعوديين؛ لما لاقاه من دعم منهم عندما أُطيح به في انقلاب قام به قائد الجيش السابق الجنرال برويز مشرف. ولاحظ المراقبون منذ فترة طويلة، كيف أن شريف أعطى أولوية لعلاقات إسلام آباد مع الرياض على حساب غيرها من الدول، ما وسَّع الفجوة بينها وبين جارتها إيران.

لكن "خان" لا يشعر بأي التزام شخصي تجاه السعودية

موقف شريف المؤيد للسعودية وتحالُف حزبه مع جماعات طائفية في البنجاب كانا يعنيان حصول حركة الإنصاف الباكستانية، التي ينتمي إليها "خان"، على دعم واسع من شيعة باكستان، الذين يشكلون نحو خُمس السكان المسلمين في باكستان. يقول شميم أختار، المحلل المتخصص بالسياسة الخارجية، وكاتب عمود وعميد سابق لقسم العلاقات الدولية في جامعة كراتشي: "بخلاف نواز شريف، فإنَّ عمران خان في وضع أفضل بكثير يتيح له تحقيق التوازن في العلاقات بين إيران والمملكة العربية السعودية، وهو الهدف الذي تسعى السياسة الخارجية الباكستانية لتحقيقه منذ أمد طويل، وإن كانت لم تنجح في إنجازه بعد".

الملك سلمان رفقة رئيس الوزراء الباكستاني السابق نواز الشريف
الملك سلمان رفقة رئيس الوزراء الباكستاني السابق نواز الشريف

وأضاف: "لا يشعر عمران خان بأيّ التزام على المستوى الشخصي تجاه السعوديين، الذين طالما اشتروا باكستان واعتبروها دولة تابعة لهم. فإذا كان هناك ما يرغمه على ذلك، فهو الدعم الاقتصادي الذي تقدمه الرياض، في ضوء احتياجات باكستان المالية".

وإعلانه الدعم العلني للتحالف "وضع عمران خان في موقف صعب"

ستأتي أول إشارة إلى موقف الحكومة الجديدة بشأن التحالف الإسلامي العسكري إذا قدَّمت إسلام آباد شهادة عدم ممانعة للجنرال رحيل شريف ليتمكن من مواصلة قيادة التحالف، بعد أن أشارت المحكمة العليا في وقت سابق من الشهر الجاري (أغسطس/آب 2018)، إلى أنّ الحكومة الفيدرالية السابقة لم تمنح شريف هذه الشهادة.

وفي جلسة المحكمة، قال وزير الدفاع الفريق زاميرول حسن (متقاعد) إنَّ وزارة الدفاع منحت شريف شهادة عدم الممانعة، لكن كبير قضاة باكستان أكد أن القانون يتطلب موافقة من الحكومة.

وقال الفريق طلعت مسعود، السكرتير السابق لوزارة الإنتاج الحربي في باكستان، إنَّه يتوقع حصول الجنرال شريف على شهادة عدم ممانعة. كما أكد أن الكثير من الدعم الحالي الذي تقدمه باكستان إلى التحالف الإسلامي يعد ضمنياً، لكن "الحصول على دعم علني" سيشكل مشكلة بالنسبة لرئيس الوزراء الجديد.

وصرح مسعود لصحيفة Asia Times، بأنَّ "طلب السعودية الحصول على دعم مطلق للتحالف الإسلامي العسكري  يضع عمران خان في موقف صعب. لا أعتقد أنه يود أن يدعم التحالف علناً، رغم أننا ندعمه بطرق عديدة، ولكن ليس بشكل علني تماماً".

ومع ذلك، أكد الفريق أنّ خان لن يكون له رأي معتبر بشأن هذه المسألة؛ نظراً إلى سيطرة القيادة العسكرية على السياسة الخارجية. وقال: "لا أعتقد أنه سيكون هناك فارق كبير بين السياسة التي كان يتبعها نواز شريف فيما يتعلق بالمملكة العربية السعودية وما سيفعله عمران خان؛ لأنها تعتمد كلياً  على ما يراه الجيش والسياسة التي يقررها".

_____________________

اقرأ أيضاََ

  رضا السعودية أم التقارب مع إيران؟.. عمران خان في مأزق بعد فوزه بالانتخابات، لكن هناك حل واحد

صديق لديانا ومؤيد لطالبان.. "خان" لاعب الكريكيت المتهور هل يحوّل باكستان إلى صين جديدة أم يصطدم بالجيش الذي دعمه؟

أزمة بين باكستان وأميركا بسبب "مكالمة هاتفية".. توصيف واشنطن مضامين اتصال بين "خان" وبومبيو يُغضب إسلام آباد