للمرة الثانية خلال أسبوع، التقى وزير الدفاع التركي خلوصي أكار، ورئيس الاستخبارات هاقان فيدان، اليوم الجمعة 24 أغسطس/آب 2018، وزير الدفاع الروسي سيرغي شويغو، في العاصمة الروسية موسكو، كما التقى وزيرا خارجية البلدين.
وقالت وكالة الأناضول التركية، إن اللقاء الذي جمع أكار وفيدان مع شويغو، "بحث آفاق التعاون الثنائي وقضايا الأمن الإقليمي والوضع في سوريا".
وكان كل من وزير الدفاع ورئيس الاستخبارات التركيين، قد أجريا زيارة مماثلة إلى موسكو في 17 أغسطس/آب الماضي، التقيا خلالها وزير الدفاع الروسي ومسؤولين آخرين.
وبحسب الوكالة التركية، فإنه من المنتظر أن يجري أكار وفيدان لقاءً آخر مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين.
وتأتي زيارة المسؤولين الأتراك الثانية إلى موسكو، في وقت لا تزال فيه العلاقات متوترة بين أنقرة وواشنطن، على خلفية أزمة القس الأميركي أندرسون برانسون، الذي يعيش في إقامة جبرية بتركيا، حيث تتهمه الأخيرة بالتعاون مع منظمة فتح الله غولن، التي تقول أنقرة إنها ضالعة بعملية الانقلاب الفاشل في يوليو/تموز 2016، كما يوجه اتهام للقس بالتعامل مع "حزب العمال الكردستاني".
كارثة تهدد إدلب
في غضون ذلك، التقى وزير الخارجية التركي مولود جاويش أوغلو، مع نظيره الروسي، سيرغي لافروف، وعقد الوزيران مؤتمراً صحافياً في العاصمة الروسية موسكو.
وقال الوزير التركي أوغلو إن الحل العسكري في إدلب السورية سيؤدي إلى كارثة، مشيراً إلى مواصلة العمل مع روسيا لمواصلة وقف إطلاق النار في سوريا، وشدد على أن على أن حماية "مناطق خفض التوتر" في إدلب مهمة من الناحية الإنسانية وعلى صعيد مواجهة الإرهاب.
وخلال سبع سنوات من الحرب السورية، تحولت محافظة إدلب في شمال غرب سوريا إلى وجهة لمقاتلين معارضين ومدنيين يتم إجلاؤهم من مناطقهم، وهي التي لا تزال بمعظمها خارجة عن سيطرة قوات النظام.
وتكتسي محافظة إدلب أهمية استراتيجية فهي محاذية لتركيا، الداعمة للمعارضة، من جهة ولمحافظة اللاذقية، معقل الطائفة العلوية التي ينتمي إليها رئيس النظام بشار الأسد، من جهة ثانية، كما تقع مدينة إدلب مركز المحافظة، على مقربة من طريق حلب – دمشق الدولي.
وتشكل محافظة إدلب مع أجزاء من محافظات محاذية لها إحدى مناطق اتفاق خفض التوتر الذي تم التوصل إليه في مايو/أيار في أستانا برعاية روسيا وإيران، حليفتي الأسد، وتركيا الداعمة للمعارضة. وبدأ سريان الاتفاق عملياً في إدلب في سبتمبر/أيلول الماضي.
وأكد الأسد في 26 يوليو/تموز أن "هدفنا الآن هو إدلب على الرغم من أنها ليست الهدف الوحيد"، وفق تعبيره.