ربط ترمب إذاً انهيار البورصة بمحاولة عزله.. والجمهوريون يمنحونه بعض الطمأنينة، لكن شيئاً واحداً لو تحقق سيكون كابوساً له

عربي بوست
تم النشر: 2018/08/24 الساعة 13:04 بتوقيت غرينتش
تم التحديث: 2018/08/24 الساعة 16:54 بتوقيت غرينتش
U.S. President Donald Trump listens during a roundtable on the Foreign Investment Risk Review Modernization Act at the White House in Washington, U.S., August 23, 2018. REUTERS/Kevin Lamarque

أصبح الرئيس الأميركي دونالد ترمب يتحدث علانية عن إمكانية سحب الثقة منه، وبالتالي عزله عن الحكم، حتى أنه قال في مقابلةٍ تليفزيونية أجراها من البيت الأبيض، وأُذيعت صباح أمس الخميس 23 أغسطس/آب: "إذا حدث وسُحِبت الثقة منّي، أعتقد أنَّ البورصة ستنهار".

وقال ترمب، خلال المقابلة التي أجراها مع قناة Fox News مشيراً بيده إلى رأسه: "أظنّ أنَّ الكل سيصبحون فقراء للغاية؛ لأنَّه بدون تفكيري هذا سترى أرقاماً لم تكن لتصدِّقها في حال وجودي".

وبعد ذلك تساءل الرئيس الأميركي عن السبب الذي يستدعي سحب الثقة منه من الأساس، علماً بأنه "قام بعملٍ رائع حتى الآن"، وفق قوله.

سحب الثقة من الرئيس يشغل أميركا

وأشار موقع Voice of America، أمس الخميس، إلى أن الحديث عن سحب الثقة من ترمب ازداد على مدار اليومين الماضيين، بعد أن أُدين مدير حملته الأسبق، بول مانافورت، بثماني تهم احتيال أمام هيئة محلَّفين بمحكمةٍ فيدرالية في ولاية فيرجينيا.

الاهتمام بموضوع سحب الثقة من ترمب تزايد خلال الأيام القليلة الماضية في أميركا
الاهتمام بموضوع سحب الثقة من ترمب تزايد خلال الأيام القليلة الماضية في أميركا

ومن جهةٍ أخرى، تقدَّم مايكل كوهين، الذي كان محامياً ووسيطاً لترمب لمدةٍ طويلة، بالتماسٍ للمحكمة الفيدرالية في نيويورك، معترفاً أنَّه دفع مالاً خلال الأيام الأخيرة من الحملة الانتخابية الرئاسية عام 2016 ليشتري سكوت امرأتين، كان ترمب قد أقام معهما علاقاتٍ جنسية، وأنَّه فعل ذلك بتوجيهٍ من المرشَّح الرئاسي.

واتَّهم ترمب، عبر شبكة التواصل الاجتماعي تويتر وفي المقابلة التليفزيونية المسجَّلة، كوهين بذكر أمورٍ غير حقيقية من أجل أن يحظى بمعاملةٍ إيجابية من الادعاء العام.

وأضاف ترمب في المقابلة التليفزيونية: "قضيت 30 أو 40 عاماً أراقب المرؤوسين الذين ينقلبون على مَن هم فوقهم. في البداية يكون كل شيء رائعاً ثم يُحكَم عليهم بقضاء 10 أعوام في السجن وتجدهم ينقلبون على مَن هو أعلى منهم رتبة، أو لأعلى مستوى يمكنهم بلوغه".

ويرى بعض الخبراء السياسيين أنَّ اعتراف كوهين بانتهاك ضوابط تمويل الحملات الانتخابية وتوريطه الرئيس في اعترافه ذلك، قد يكون أساساً لسحب الثقة من الرئيس، وإن كان البعض الآخر يُشكِّك في ذلك.

والمؤكد أنَّ الاهتمام بموضوع سحب الثقة من الرئيس ارتفع بشكل كبير عقب التطوُّرات الدرامية التي شهدتها قاعات المحاكم الأميركية الثلاثاء الماضي. إذ ازداد تكرار مدخلات البحث المتضمِّنة كلمة "سحب الثقة من الرئيس impeachement" بمحرِّك البحث الأشهر، غوغل، على نحوٍ بالغ ومفاجئ.

لكنَّه تعد الفرصة شبه معدومة في الوقت الرهن بأن يسعى المشرِّعون لسحب الثقة من الرئيس، وهذا لأنَّ مجلسي النواب والشيوخ في يد حزب ترمب الجمهوري الذي يتبعه ترمب، وهو حزبٌ لا يزال ولاؤه للرئيس فيما عدا استثناءاتٍ قليلة.  

ما يخشاه ترمب من الديمقراطيين

ومع ذلك، إذا تمكَّن ديمقراطيو المعارضة من الاستيلاء على أغلبية مجلس النوَّاب الأميركي في انتخابات التجديد النصفي المقرر عقدها شهر نوفمبر/تشرين الثاني، فإنَّهم سيكونون في موقعٍ يسمح لهم بالإيذان ببدء اتِّخاذ إجراءٍ كهذا ضد ترمب.

وأخبرت الناطقة الرسمية باسم البيت الأبيض سارة ساندرز الصحفيين يوم الأربعاء، 22 أغسطس/آب، أنَّ سحب الثقة من الرئيس هو الرسالة الوحيدة التي يبدو أنَّ ديمقراطيي الكونغرس "يحملونها وهم يدخلون انتخابات التجديد النصفي".

ومع ذلك، يبدو أنَّ قادة الحزب الديمقراطي يتوخُّون الحذر بشأن تبنِّي خطة سحب الثقة لتكون ركيزة حشد حملتهم الانتخابية.

وقالت نانسي بيلوسي، زعيمة الأقلية الديمقراطية في مجلس النواب الأميركي: "إذا كان هناك دليل على ضرورة سحب الثقة من الرئيس، فليظهر هذا الدليل إلى العلن".

وأضافت نانسي، مخاطبةً المراسلين في مدينة سان فرانسيسكو: "أعتقد أنَّ الجمهوريين يودَّون لو نترشَّح على أساس الدعوة لسحب الثقة من الرئيس. دعني أقول لكم التالي بهذا الشأن: لا يمكنك أن تتعامل مع الأمر بشكلٍ سياسي. لا يمكنك أن تسعَى لهذا بهدفٍ سياسي. كذلك لا يمكنك أن تمتنع عنه لهدفٍ سياسي. علينا أن نبحث عن الحقيقة".

يعبِّر بعض الخبراء الاستراتيجيين في الحزب الديمقراطي عن قلقهم من أنَّ كثرة الحديث عن هذا الموضوع في مسار الحملة الانتخابية قبيل انتخابات نوفمبر/تشرين الثاني قد يُقصي الناخبين المستقلين عن صناديق الاقتراع ويحشد قاعدة مؤيدي ترمب بدلاً من ذلك.

وبشكلٍ عام تسير انتخابات التجديد النصفي في صالح الحزب الذي لا يتولد مقاليد السلطة وعادةً ما تشهد هذه الانتخابات إقبالاً انتخابياً أقل من الانتخابات الرئاسية.

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

واقرأ أيضاً: 

كيف تعرف أن ترمب في طريقه لمغادرة الرئاسة؟.. هكذا يُعزل الرئيس الأميركي

ترمب "في حالة رُعب".. الرئيس الأميركي يواجه وضعاً شديد السوء، وهذه هي التهم التي قد يواجهها، والسيناريوهات المحتملة

تحميل المزيد