يخشون من مصير ريجيني.. 200 أكاديمي بريطاني يرفضون شراكة جامعات بلادهم مع مصر

عربي بوست
تم النشر: 2018/08/23 الساعة 12:56 بتوقيت غرينتش
تم التحديث: 2018/08/23 الساعة 13:00 بتوقيت غرينتش

وقّع أكثر من 200 شخصية أكاديمية بارزة، وآخرون في قطاع الجامعات البريطانية، على خطاب موجَّه إلى صحيفة الغارديان البريطانية يعارضون فيه التعاون بين مصر وبريطانيا، على خلفية الأسئلة التي لا تزال مطروحة حول اختطاف وقتل طالب الدراسات العليا بجامعة كامبريدج جوليو ريجيني

وقالت صحيفة The Guardian إن جامعات بريطانية بارزة اتُّهِمت بأنها تغضُّ الطرف عن انتهاكات حقوق الإنسان في مصر وسعيها إلى افتتاح جامعات في ظل النظام الاستبدادي في البلاد.

ويشدد موجِّهو الخطاب أيضاً على المخاوف الأكبر التي تتعلق بالحرية الأكاديمية، ورفاهية الموظفين المثليين، والاتجاه صوب ما يطلقون عليه التسويق للتعليم العالي.

وتسعى الحكومة البريطانية ومجموعة التأييد Universities UK إلى تعزيز الشراكات بين مؤسسات التعليم العالي البريطانية ونظيراتها المصرية.

وتشرع الحكومة المصرية في تنفيذ سلسلة من الشراكات مع جامعات بريطانية

وقالت الصحيفة في تقريرها إن سلسلة من مذكرات التفاهم والاتفاقات والمحادثات أتاحت إمكانية قيام الهيئات البريطانية بإنشاء فروع دولية للجامعات البريطانية وما تصفه مجموعة الجامعات في المملكة المتحدة بـ"الشراكات، والأبحاث التعاونية، وبرامج تبادل الطلاب والأساتذة، وتطبيقات التمويل المشترط، وبناء القدرات".

وتأتي المعارضة للمخططات عقب إرسال وفد رفيع المستوى إلى القاهرة في يونيو/حزيران من قبل 11 جامعة بالمملكة المتحدة، بدعم من الحكومة البريطانية.

وكان السفير البريطاني في القاهرة، جون كاسن، قال إن هناك 11 جامعة بريطانية تزور مصر الأسبوع الحالي بهدف فتح فروع جديدة.

وكتب السفير جون كاسن، عبر حسابه على موقع التغريدات القصيرة تويتر: "11 جامعة بريطانية تزور مصر الأسبوع ده عشان تفتح فروع مش بس في القاهرة والجيزة، وفي المحافظات كمان".

وأضاف كاسن: "حوالي 20.000 طالب وطالبة مصريين بيدرسوا في جامعات بريطانية فاتحة فروع هنا في مصر. السنة دي وزير التعليم العالي المصري ووزير الجامعات والعلوم البريطاني مضوا مذكرة تفاهم عشان جامعات أكثر تفتح".

وتابع: "جامعة الجيزة الجديدة عملت شراكة مع جامعة لندن في 2016 وبيدّرسوا مناهجهم عشان يخرجوا أحسن دكاترة وصيادلة في مصر".

 

 

لكن أكاديميين بريطانيين يرون في الشراكات تدعيماً لنظام مُستبد في مصر

وتقول الصحيفة البريطانية نقلاً على لسان الأكاديميين البريطانيين في خطابهم الاعتراضي: "تراودنا شكوك حول الحكمة من هذه الخطوة وشرعيتها للقيام بالعمل المعتاد مع نظام استبدادي يهاجم البحث والتعليم والحرية الأكاديمية بانتظام".

ومن بين المؤسسات الكبرى التي تسعى لتعميق الروابط مع مصر، والتي تعد خامس أكبر دول العالم المضيفة لجهاتٍ تعليمية بريطانية، جامعة ليفربول، والتي وقّعت على مذكرة تفاهم مع السلطات المصرية.

وقد أتاحت الخيارات أمام التعاون في مجال الأبحاث المشتركة، "وتنقل الطاقم الأكاديمي والطلاب وإمكانية إنشاء فرع دولي للجامعة مستقبلاً في مصر".

ومن ضمن الموقعين على خطاب الاعتراض جو مك نيل، رئيسة جامعة ليفربول واتحاد الجامعات والكليات، إلى جانب مجموعة من العاملين في مؤسسات التعليم العالي.

وقال المتحدث باسم جامعة ليفربول: "تلتزم الجامعة بالمشاركة الدولية، التي نعتقد بأنها من العوامل الأساسية لتعزيز التعليم والبحث. ويلعب التعليم العالي دوراً حيوياً في تعزيز وتطوير الحقوق والحريات الأكاديمية وقد جرى مناقشة هذه الأمور أثناء الزيارة إلى مصر".

ويشكك الأكاديميون المعترضون في ما إذا كانت الجامعات المُمثلة من قبل وفد جامعات المملكة المتحدة إلى مصر يمكن أن تضمن سلامة الطاقم الأكاديمي الذي دُعِي للعمل في مصر أو الطلاب المشاركين في عمليات التبادل.

خاصة بعد قتل الطالب الإيطالي جوليو ريجيني في مصر

وتقول الغارديان: "جرى اختطاف وتعذيب ريجيني ثم قتله أثناء قيامه ببحث في القاهرة منذ عامين. ويعتقد أصدقاؤه والناشطون الحقوقيون أنه بشكل شبه مؤكد قُتل على يد أجهزة الأمن المصرية".

وأوضحت فيفيان ستيرن، مديرة الفرع الدولي لمجموعة جامعات المملكة المتحدة: "لقد أُثِيرت عملية القتل المقلقة التي لم تُحل بعد والتي تعرض لها الطالب الباحث بجامعة كامبريدج جوليو ريجيني في مناسبات عدة مع ممثلين مختلفين من الحكومة المصرية، ومن بينهم وزير التعليم العالي والسفير المصري بالمملكة المتحدة".

كما أُثيرت القضية مرة أخرى خلال زيارة الوفد الأخير الذي أُرسل إلى مصر وضم رؤساء الجامعات في المملكة المتحدة.

وقالت الصحيفة نقلاً عن فيفيان ستيرن "إن الحرية التي يجب أن يحظى بها الأكاديميون للقيام بعملهم دون تدخل من الدولة أو تدخل سياسي تعد مهمة بصفة أساسية بالنسبة لجامعات المملكة المتحدة، ونحن نعتقد بأن ذلك من المكونات الرئيسية في التعليم والبحث".

وأضافت: "يمكن لجامعات المملكة المتحدة أن تُسهم في الترويج لهذه القيم دولياً من حيث تبادل المعرفة وتشجيع النقاش والدفاع عن الحرية الأكاديمية".

واستطردت: "من المهم أن تستمر جامعات المملكة المتحدة في مشاركتها دولياً في التعليم والبحث".

وتقوم مجموعة جامعات المملكة المتحدة بانتظام بمراجعة شراكاتها مع الكيانات الأجنبية، وتطلب المشورة من مجلس إدارتها في ضوء تغيير الظروف السياسية والاجتماعية.

كما يزعم الموقعون على خطاب الاعتراض أن الشراكات مع مصر يمكن أن يكون لها تداعيات خطيرة على الأكاديميين والطلاب في المملكة المتحدة، كجزء من اتجاه أوسع يهدف إلى التسويق في التعليم العالي.

وأشاروا إلى أن جامعة ليفربول – التي تشغل نائبة رئيستها، دام جانيت بير، منصب الرئيس في مجموعة جامعات المملكة المتحدة – كانت تخطط لأكثر من 220 وظيفة زائدة في نفس التوقيت الذي جرى فيه التحول إلى فتح الجامعات الدولية.

وقال متحدث باسم جامعة ليفربول إن الجامعة "أدارت خطة محددة المدة لإنهاء الخدمة طوعياً في وقت سابق من هذا العام من أجل تحقيق تغيير تدريجي في الجودة العامة لأبحاثنا وتعليمنا". وتم تجميد الخطة في الوقت الحالي.