شركة أميركية تحوَّل رياح جنوبي المغرب إلى «عملة».. استثمارات بمليارات الدولارات لخدمة «البيتكوين»

عربي بوست
تم النشر: 2018/08/19 الساعة 15:39 بتوقيت غرينتش
تم التحديث: 2018/08/19 الساعة 15:41 بتوقيت غرينتش
Wind turbines are pictured at the wind farm of "Dahr Saadane", in Tangiers June 28, 2010. Morocco is one of the world's most energy-poor countries, importing around 95 percent of its needs, according to the World Bank. Energy imports accounted for more than a quarter of the country's total imports last year, contributing to a 7.9 percent rise in the trade deficit to a record $23.6 billion. Picture taken June 28, 2010. To match story MOROCCO-ENERGY/RENEWABLE REUTERS/Stringer (MOROCCO - Tags: ENVIRONMENT SCIENCE TECHNOLOGY BUSINESS ENERGY)

يستعد المغرب لاستضافة مزرعة رياح بقدرة إنتاج 900 ميغاواط لتغذية مركز حوسبة في مدينة الداخلة في الصحراء الغربية . وحسب تصريح لجون بيليزير، الرئيس التنفيذي لشركة سولونا العاملة في تكنولوجيا سلسلة الكتل، فإن العمل في المرحلة الأولى لإنتاج طاقة الرياح سيبدأ في 2019 وينتهي في غضون عام من ذلك، مع إمكانية ربط الموقع بالشبكة الوطنية.

وقالت "سولونا" للحكومة المغربية، إنها تتوقع الانتهاء من الموقع خلال خمس سنوات، بتكلفة بين 1.4 و2.5 مليار دولار. تستثمر الشركة 100 مليون دولار في مرحلة أولية تأمل أن تولّد 36 ميغاواط.

مزرعة رياح لتغذية الحواسيب بالطاقة

ورغم مدى ثورية البيتكوين والعملات المشفرة الأخرى، فإنَّ الاختراعات الرقمية تمثل خبراً سيئاً للغاية بالنسبة للبيئة. وفي تقرير لصحيفة The Independent البريطانية، فإنه في نهاية 2017، عندما بلغ هوس البيتكوين أقصاه، ارتفعت طاقة المعالجة التي يحتاجها الحاسوب من أجل التعدين والمعاملات، حتى وصل استهلاكها السنوي التقديري إلى 30 تيراواط ساعة، أي ما يعادل استهلاك دولة المغرب بأكملها تقريباً. 

شركة المكلفة بالمشروع تعمل على تقنية البلوكتشين
شركة المكلفة بالمشروع تعمل على تقنية البلوكتشين

ويضيف تقرير الصحيفة، أن شركة جديدة تعمل على تقنية البلوكتشين تُسمَّى Soluna Technologies، تبني مزرعة رياح ضخمة تُنتِج 900 ميغاواط من الطاقة، في منطقة الداخلة، في الصحراء الغربية ، لتوفير الطاقة اللازمة لعملياتها الحاسوبية، وتوصف هذه المزرعة بأنَّها نموذج محتمل لإمداد الحواسيب بالطاقة المتجددة اللازمة لإجراء عملياتها على تقنية البلوكتشين في المستقبل.

لماذا اختيار مدينة الداخلة المغربية؟

قال المدير التنفيذي جون بيليزير لصحيفة The Independent البريطانية: "لدينا هدف في شركة Soluna، وهو توفير طاقة خضراء وفيرة بكفاءة".  وأضاف: "تُعد الداخلة من أكثر المناطق الواعدة في مجال توليد الطاقة المتجددة في العالم. ولذا فهي المكان المثالي لموقعنا الرئيسي".

ستمتد المزرعة على حوالي 36 ألف فدان من الصحراء، وهي منطقة مصنفة موقعاً للرياح عالية الكفاءة، وسوف تساعد المزرعة دولة المغرب في تحقيق هدفها لإنتاج 52% من كهربائها من مصادر نظيفة قبل عام 2030.

فالأمر أزعج بعض النشطاء!

لكنَّ النشطاء لديهم مشكلات مع مزاعم المشروع بأنَّ موقع الداخلة يوجد في جنوبي المغرب، مشيرين إلى أنَّ المنطقة تقع في الحقيقة في المنطقة المتنازع عليها في الصحراء الغربية.  وقالت سارة أيكمانز، منسقة منظمة مراقبة ثروات الصحراء الغربية، في تصريحٍ لها، إنَّ المبادرة تطرح أسئلةً جديدة حول شرعية مشاريع البنية التحتية التابعة للحكومة المغربية في هذه المنطقة.

وقالت: "يقع (المشروع) على أرض تخضع للاحتلال العسكري الأجنبي". وأضافت: "أي اتفاقية وقَّعتها شركة Brookstone (الشركة الخاصة الأم) مع الحكومة المغربية بخصوص هذه المنطقة تحديداً باطلة ولاغية".

هذه الأجزاء من الصحراء الغربية، التي كانت مستعمرةً إسبانية سابقة، ضمَّها المغرب في عام 1975، وهي الخطوة التي لم يعترف بها المجتمع الدولي.

تعد هذه المقاطعة ذات الغالبية الصحراوية موطناً لـ500 ألف مواطن فقط، وكانت دوماً عرضةً للنزاعات العسكرية والسياسية بين الرباط وحركة الاستقلال "البوليساريو" منذ ذلك الحين.

لكن هذا المشروع ليس الأول من نوعه في الصحراء الغربية

يستورد المغرب أكثر من 90% من احتياجاته من الطاقة، ويعد موطناً لكتلة سكانية شابة ومتزايدة، ولذلك فهو بحاجة ماسة لتنويع مصادر طاقته. إذ قادت الأسعار المرتفعة للكهرباء والمرافق الأخرى المتظاهرين إلى الشوارع عدة مرات، منذ مظاهرات الربيع العربي الكبرى في 2011.

وأقامت سلطات المغرب العديد من مشاريع طاقة الرياح في الصحراء الغربية حتى الآن، بالرغم من الأحكام العديدة التي أصدرتها الأمم المتحدة والمحكمة الأوروبية، وتقضي بأنَّ الصحراويين يجب أن تكون لهم السيطرة الكاملة على تطوير الثروات الطبيعية في المنطقة.

وحثَّت منظمة مراقبة ثروات الصحراء الغربية شركتي Brookstone وSoluna على دعم عملية السلام التي ترعاها الأمم المتحدة بإلغاء مشروع الداخلة. وأخبر مؤيدوها مجلة Forbes الأميركية بأنَّهم على علم "بالحساسيات السياسية في المنطقة"، وأنَّ الاستثمارات تحترم الحالة القانونية الدولية للصحراء الغربية.

والمشروع الجديد سيعود "بالنفع" على المنطقة والمغرب

وقال بيليزير، إنَّ مشروع Soluna يعود بالنفع على الصحراويين المحليين، بالإضافة إلى الرباط. وأضاف أنَّ المشروع سيخلق أكثر من ألف وظيفة في مجال التكنولوجيا في الداخلة، وتخطط الشركة أيضاً لاستثمار 1% من عائدات الموقع في برامج التعليم المحلية، ما سيخلق "مجتمعاً من الموارد البشرية المدرَّبة في مجال حوسبة البلوكتشين وإطلاق مركزٍ للتميز في المنطقة".

يبدأ بناء مزرعة الرياح الجديدة ومركز الحوسبة العام القادم، ومن المقرر أن يتصل بشبكة الكهرباء المغربية الوطنية في خلال السنوات الخمس القادمة.

تستثمر Soluna مبلغ 100 مليون دولار في المرحلة الأولية من الموقع، التي تأمل أن تنتج 36 ميغاواط من الكهرباء، ثم ستسعى إلى المزيد من المساهمات من القطاع الخاص والمؤسسات الاستثمارية.  

وذكرت الصحيفة البريطانية أن المسؤولين المغاربة لم يستجيبو في الحال للمطالبات بالتعليق على المسألة.

________________

اقرأ أيضاََ

المغرب لأوروبا: لا صيد من دون الصحراء.. والبوليساريو تهدد باللجوء للقضاء الدولي

المغرب: البوليساريو تنتهك مجددا اتفاق وقف إطلاق النار..الأمم المتحدة: التحلي بأقصى مستويات ضبط النفس

لماذا يتودَّد المغرب إلى دول إفريقيا جنوب الصحراء؟ الأمر يستحق.. لكن رغم ذلك فالمواطنون لا يَجنون الثمار

تحميل المزيد