حذَّر 60 مسؤولاً سابقاً في وكالة الاستخبارات المركزية الأميركية CIA، الرئيس دونالد ترمب من أن الولايات المتحدة تواجه حالياً خطراً من شأنه أن يُضعفها.
وجاء التحذير في عريضة أرسلها المسؤولون السابقون لترمب، على خلفية إلغائه التصريح الأمني الممنوح للمدير السابق لـ CIA، جون برينان، وتهديده بإلغاء المزيد من التصاريح، حسب شبكة CNN الأميركية.
وجاء في العريضة: "نحن نؤمن جميعاً بمدى ضرورة حماية المعلومات السرية من الكشف عنها بشكل غير مصرح به، لكننا نؤمن بالمثل أنه من حق مسؤولي الحكومة السابقين التعبير عن آرائهم إزاء قضايا الأمن القومي من دون خوف من العقاب". وأضافت: "سوف تضعف بلادنا إذا كان هناك اختبار للنوايا يتم تطبيقه قبل السماح للخبراء المتمرسين بمشاركة وجهات نظرهم".
وجاءت العريضة بعد ضجة أثارها قرار ترامب بإلغاء ترخيص برينان، الذي وصفه أكثر من 12 مسؤولاً استخباراتياً سابقاً في بيان سابق بأنه قرار "غير مدروس" و"غير مسبوق".
ترمب مُصر على قراراته
وقال ترامب في وقت سابق إنه يفكر أيضاً في سحب التصاريح الأمنية من جيمس كلابر المدير السابق للاستخبارات الوطنية، وجيمس كومي مدير مكتب التحقيقات الفيدرالي السابق، ومايكل هايدن المدير السابق لوكالة الأمن القومي، وسالي ييتس نائبة وزير العدل الأميركي السابق، وسوزان رايس مستشارة الأمن القومي الأميركية السابقة.
وذكرت صحيفة Washington Post أمس الجمعة، أن البيت الأبيض أعدَّ وثائق لإلغاء التصاريح الأمنية لعدد من المسؤولين الحاليين والسابقين في الإدارة، كانوا انتقدوا ترمب أو شاركوا في التحقيق حول تدخل روسيا في الانتخابات.
وقالت الصحيفة نقلاً عن مسؤولين كبار في الإدارة الأميركية، إن الرئاسة أعدَّت وثائق لإلغاء هذه التصاريح، التي تسمح للمسؤولين السابقين والحاليين بالاطلاع على معلومات سرية وحساسة.
وبحسب الصحيفة، فإن مساعدي ترمب ناقشوا أيضاً الأوقات المناسبة لإصدار هذه الأوامر، من أجل تحويل الانتباه عن الأنباء السلبية.
ويشار إلى أن برينان انتقد ترامب في عدة مناسبات، أبرزها بعد قمة هلسنكي، التي جمعت بين ترامب ونظيره الروسي فلاديمير بوتين، في 16 يوليو/تموز الماضي، حيث اتهم برينان ترامب بـ "الخيانة".
"اسحبوا ترخيصي أيضاً"
ويوم الخميس الفائت، أدان الأدميرال الأميركي، ويليام ماكرايفن، قائد العملية التي قُتل فيها الزعيم السابق لتنظيم القاعدة أسامة بن لادن في باكستان، الرئيس ترمب لسحبه الترخيص الأمني من برينان، وطلب منه سحب ترخيصه كذلك.
ودافع الأدميرال المتقاعد الذي يحمل العديد من الأوسمة عن برينان، ووصفه بأنه "أحد أرقى الموظفين الذين عرفتهم"، واتهم ترمب باستخدام "تكتيكات حقبة المكارثية"، وهو مصطلح سياسي نسبة إلى السيناتور جوزيف مكارثي في الخمسينات، حين كان يتم اتهام أشخاص بالشيوعية دون أدلة كافية.
وكتب ماكرايفن: "القليل من الأميركيين قدموا أكثر من جون لحماية هذه البلاد"، مضيفاً: "إنه رجل ذو نزاهة لا تقارن، ولم تكن شخصيته وصدقه يوماً محل شك، إلا من هؤلاء الذين لا يعرفونه".
وقال الجنرال مخاطباً ترمب: "لذا سأعتبره شرفاً لي إذا سحبت ترخيصي الأمني أيضاً؛ ليكون باستطاعتي إضافة اسمي إلى قائمة الرجال والنساء الذين رفعوا الصوت ضد رئاستك".