طغى على قمَّة الرئيس الأميركي ونظيره الروسي التي عُقِدَت في هلسنكي شهر يوليو/تموز الفائت الحوار حول الأزمة السورية ودور إيران في الصراع، وذلك وفقاً لمسؤولٍ بالإدارة الأميركية على درايةٍ بمجريات اللقاء، بحسب وكالة Bloomberg الأميركية.
وبحسب المسؤول، الذي تحدث عن الأمر شريطة عدم الكشف عن هُويته، فإنَّ الرئيسين اتفقا مبدئياً على أنَّ إيران ينبغي أن تخرج من سوريا. ومع ذلك، قالت القيادة الروسية إنَّ تحقيق انسحاب إيران من سوريا سيكون أمراً صعباً.
وقال المسؤول إنَّ ترمب وبوتين ناقشا كذلك الحملة على تنظيم الدولة الإسلامية (داعش)، والخلاف حول هضبة الجولان، والوضع الإنساني في سوريا، التي عانت سنوات من الحرب الأهلية.
وبحسب المسؤول، أطلَع ترمب كبيرَ موظفي البيت الأبيض جون كيلي، ومستشاره لشؤون الأمن القومي جون بولتون، ووزير خارجيته مايك بومبيو، والسفير الأميركي لدى روسيا جون هانتسمان، لمدة 15 دقيقة على مجريات الاجتماع مباشرةً بعد لقائه المنفرد ببوتين.
لكنَّ الاجتماع لم يسفر عن الكثير فيما يخصُّ التوصُّل لاتفاقٍ ملموس، ولم يوافق الطرفان أثناء محادثاتهما على مدِّ معاهدتين لضبط التسلُّح.
رأي إسرائيل متوافق مع ترمب وبوتين
وتعد قضية التواجد الإيراني من الأمور المعقدة في الأزمة السورية، خاصة أن الميليشيات الإيرانية وصلت إلى مناطق قريبة من الجولان المحتل من قبَل إسرائيل، وهو ما أثار انزعاج الأخيرة.
وذكر مسؤول إسرائيلي، الشهر الماضي، أن إسرائيل رفضت عرضاً روسيّاً بإبقاء القوات الإيرانية في سوريا على بُعد 100 كيلومتر من خط وقف إطلاق النار بهضبة الجولان.
وقال المسؤول، الذي تحدث شريطة عدم الكشف عن هويته، إن القضية أُثيرت خلال اجتماع بين رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو ووفد روسي زائر برئاسة وزير الخارجية سيرغي لافروف.
وأضاف المسؤول أن نتنياهو قال للافروف: "لن نسمح للإيرانيين بترسيخ وجودهم حتى على بُعد 100 كيلومتر من الحدود".
وكشفت صحيفة "يسرائيل هيوم" العبرية عن المطلب الإسرائيلي، وأوضحت أن لافروف لم يتعهد بتنفيذ العرض الذي قدَّمه، بل قال إنه يأمل أن تتمكن روسيا من تنفيذه.
وتضمَّنت المطالب الإسرائيلية أيضاً إخراج الصواريخ الإيرانية بعيدة المدى من سوريا، ووقف إنتاج الأسلحة الدقيقة، وإخراج بطاريات الصواريخ المضادة للطائرات.
وفي السياق ذاته، لفت نتنياهو نظر لافروف إلى "احتفاظ إسرائيل لنفسها بحرية العمل ضد محاولات إيران ترسيخ وجودها في سوريا".
اقرأ أيضاً