تركيا تتحرك بحثاً عن تحالفات بديلة عن أميركا.. أنقرة تطرق أسواقاً جديدة للتصدير بحجم 3 تريليونات دولار

عربي بوست
تم النشر: 2018/08/17 الساعة 06:27 بتوقيت غرينتش
تم التحديث: 2018/08/17 الساعة 09:23 بتوقيت غرينتش

تتجه تركيا لطرقِ أسواق جديدة لصادراتها في المرحلة القادمة، أبرزها الصين، والمكسيك، وروسيا، والهند، التي تقترب قدرات الاستيراد فيها من 3 تريليونات دولار، وشرعت أنقرة بالفعل في وضع استراتيجيات جديدة لزيادة حصتها في التصدير لهذه الأسواق العالمية.

وقال الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، إن بلاده سترد على مَن يعلنون الحرب التجارية ضد العالم بالتوجه إلى أسواق عالمية جديدة، وعقد تحالفات بديلة، وذلك في إشارة منه إلى الولايات المتحدة الأميركية، التي فرضت رسوماً جمركية على صادرات الصلب التركي، وتشهد علاقاتها حالياً مع تركيا توتراً ملحوظاً كان سبباً في هبوط قيمة الليرة التركية.

وأطلق أردوغان الإشارة الأولى لاستراتيجية توسيع أسواق الصادرات التركية خلال إعلانه عن برنامج أول 100 يوم لحكومته الرئاسية.

التوجه نحو الصين

وتضمنت أهداف وزارة التجارة التركية، تحديد زيادة الصادرات للأسواق الصينية، والمكسيكية، والروسية والهندية، ضمن أولويات الوزارة، كما أعلنت وزيرة التجارة، روهسار بيكجان، عزم الوزارة التركيز على زيادة حجم الصادرات، ووضع استراتيجيات خاصة للانفتاح على أسواق جديدة حول العالم.

وأكدت الوزيرة التركية العمل بشكل مكثف على تأمين زيادة انتشار عبارة "صُنع في تركيا"، ضمن هذه الأسواق في إطار "رؤية نمو الصادرات".

وبحسب بيانات نشرتها وكالة الأناضول التركية، فإن مجموع حجم صادرات الأسواق الصينية، والمكسيكية، والروسية والهندية، تجاوز 2.8 تريليون دولار بحلول نهاية 2017، منها 1.8 تريليون دولار دولار كانت من حصة الصين وحدها.

وتسعى تركيا، التي يبلغ مجموع صادراتها لهذه الدول 7 مليارات دولار، لزيادة حصتها في هذه الأسواق، عبر وضع استراتيجيات وخطط عمل خاصة لتحقيق الهدف، وتتصدر الصين قائمة الدول المذكورة في حجم تجارتها الخارجية، وسط وجود فرص مهمة مع تركيا في العديد من القطاعات.

وبلغ حجم التجارة الخارجية للصين، خلال العام الماضي، 4.1 تريليون دولار، 2.3 تريليون منها خُصصت للصادرات، فيما بلغت وارداتها 1.8 تريليون دولار.

وتتصدر الولايات المتحدة قائمة الدول، التي تتعامل معها بكين في تجارتها الخارجية، تليها هونغ كونغ، واليابان وكوريا الجنوبية، فيما تحتل تركيا المرتبة الـ 28 بحجم تبادل تجاري يبلغ 0.8% من مجمل التجارة.

وخلال 2017، بلغ حجم الصادرات التركية إلى الصين 2.9 مليار دولار، فيما استوردت منها بقيمة 23.4 مليار دولار.

وتظهر بيانات حجم التجارة الخارجية التركية، خلال الأشهر الـ5 الأولى للعام الحالي، وصول صادرات أنقرة إلى بكين 1.2 مليار دولار، فيما بلغت وارداتها منها 9.9 مليار دولار.

تركيا تنوي تعزيز حضورها في السوق الصينية بعد الأزمة بين أنقرة وواشنطن
تركيا تنوي تعزيز حضورها في السوق الصينية بعد الأزمة بين أنقرة وواشنطن

أسواق الهند

أما الواردات الهندية من دول العالم، فقد بلغت العام الماضي 337.4 مليار دولار، ووصلت صادراتها إلى 217 مليار دولار، وسط زيادة أهمية التصدير لهذا البلد الذي من المتوقع أن يصل عدد سكانه 1.4 مليار نسمة بحلول 2025.

وعلى الصعيد التركي، بلغت الصادرات الهندية إلى تركيا العام الماضي 6.2 مليار دولار، فيما استوردت منها بما قيمته 758.6 مليون دولار.

روسيا

وعند النظر إلى بيانات حجم التجارة الخارجية الروسية العام الفائت، يتبيّن أن صادراتها لدول العالم بلغت 357.1 مليار دولار، ووارداتها 226.9 مليار دولار.

وتتصدر كل من الصين، وألمانيا، والولايات المتحدة الأميركية وبيلاروسيا على التوالي قائمة الدول المصدرة لموسكو، وتحتل تركيا المرتبة الـ 16 بين الدول التي تستورد منها روسيا.

وشهدت الصادرات التركية إلى روسيا خلال 2017، نمواً بنسبة 58% ليبلغ 2.7 مليار دولار، مقارنة بعام 2016، واستوردت تركيا في الفترة نفسها من روسيا، ما قيمته 22.2 مليار دولار، أي بنسبة نمو بلغت 32% مقارنة بالعام الذي سبقه. وتشير توقعات إلى أن الأزمة بين تركيا وأميركا، قد تدفع أنقرة أكثر باتجاه موسكو.

المكسيك

بلغت صادرات المكسيك العام الفائت لدول العالم، 409 مليارات دولار، فيما وصل حجم وارداتها إلى 420 مليار دولار، وخلال 2017 صدرّت تركيا إلى المكسيك، ما قيمته 441 مليون دولار، فيما استوردت منها بقيمة 772 مليون دولار.

وتعد الولايات المتحدة، والصين، وألمانيا أبرز الشركاء التجاريين للمكسيك، وتسبب عوامل مثل بُعد المسافة الجغرافية بين تركيا والمكسيك، وارتفاع تكلفة النقل، وتشابه البضائع المنتجة في كلا البلدين، إضافة إلى توجه أنقرة إلى أسواق الاتحاد الأوروبي، والمكسيك إلى السوق الأميركية، في بقاء حجم التبادل التجاري بين البلدين في مستويات منخفضة حتى الآن.

علامات:
تحميل المزيد