أدان الأدميرال الأميركي، ويليام ماكرايفن، قائد العملية التي قُتل فيها الزعيم السابق لتنظيم القاعدة أسامة بن لادن في باكستان، الرئيس دونالد ترمب لسحبه الترخيص الأمني من المدير السابق لوكالة الاستخبارات المركزية جون برينان، وطلب منه سحب ترخيصه كذلك.
ودافع الأدميرال المتقاعد الذي يحمل العديد من الأوسمة في رسالة مفتوحة نشرتها صحيفة Washington Post عن برينان، أمس الخميس 16 أغسطس/آب 2018، ووصفه بأنه "أحد أرقى الموظفين الذين عرفتهم"، واتهم ترمب باستخدام "تكتيكات حقبة المكارثية"، وهو مصطلح سياسي نسبة إلى السيناتور جوزيف مكارثي في الخمسينات، حين كان يتم اتهام أشخاص بالشيوعية دون أدلة كافية.
وكتب ماكرايفن: "القليل من الأميركيين قدموا أكثر من جون لحماية هذه البلاد"، مضيفاً: "إنه رجل ذو نزاهة لا تقارن، ولم تكن شخصيته وصدقه يوماً محل شك، إلا من هؤلاء الذين لا يعرفونه".
وقال الجنرال مخاطباً ترمب: "لذا سأعتبره شرفاً لي إذا سحبت ترخيصي الأمني أيضاً؛ ليكون باستطاعتي إضافة اسمي إلى قائمة الرجال والنساء الذين رفعوا الصوت ضد رئاستك".
وقال في مقالته: "مثل معظم الأميركيين، كنت آمل أنه عندما تصبح رئيساً أن ترتفع إلى مستوى المناسبة وتصبح القائد الذي تحتاجه هذه البلاد العظيمة"، مضيفاً: "من خلال تصرفاتك أحرجتنا في نظر أولادنا وأهنتنا على الساحة الدولية، والأسوأ من كل هذا أنك قسّمتنا كأمة".
وتابع: "إذا كنت تظن للحظة أن تكتيكاتك التي تشبه حقبة المكارثية سوف تقمع أصوات النقد، فأنت مخطئ"، مشيراً إلى أن "النقد سيستمر حتى تصبح القائد الذي صلّينا أن تكون عليه".
وألغى ترمب، يوم الأربعاء الماضي، الترخيص الذي يسمح لبرينان، الذي كان أحد المستشارين المقربين من الرئيس الديمقراطي باراك أوباما، بالاطلاع على معلومات حساسة وسرية حتى بعد انتهاء ولايته في منصبه.
كما حذّر ترمب أشخاصاً بارزين آخرين ينتقدونه من أنهم يخاطرون بإدراجهم على لائحة سوداء.
وكان برينان اعتبر أن أداء ترمب في قمة هلسنكي مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين "لا يقل عن خيانة"، وكتب في تغريدة أن "ترمب لم يدلِ بتصريحات غبية فقط، بل هو بين أيدي بوتين تماماً".
وأكد أن التدخل الروسي في الانتخابات الرئاسية في 2016 واقعي، ونفى كل الشكوك التي طرحها ترمب في هذه القضية.
وبرر ترمب سحب الترخيص بسبب "المخاطر التي تشكلها التصرفات والسلوك الخاطئ" لبرينان.
ويشار إلى أن ماكرايفن كان رئيس قيادة العمليات الخاصة المشتركة بين عامي 2011 و2014، وأشرف على العملية التي قامت بها قوات خاصة من مشاة البحرية على المنزل الذي كان يختبئ فيه بن لادن في باكستان عام 2011 وأدت إلى قتله.