«نريد تهدئة بغزة مع أو دون السلطة الفلسطينية».. إدارة ترمب منزعجة من «نهج عباس» في التعامل مع القطاع

عربي بوست
تم النشر: 2018/08/15 الساعة 11:01 بتوقيت غرينتش
تم التحديث: 2018/08/15 الساعة 11:01 بتوقيت غرينتش
Palestinian President Mahmoud Abbas extends his hand to U.S. President Donald Trump during their remarks after their meeting at the Presidential Palace in the West Bank city of Bethlehem May 23, 2017. REUTERS/Jonathan Ernst TPX IMAGES OF THE DAY

نقلت صحيفة Haaretz الإسرائيلية، أمس الثلاثاء 14 أغسطس/آب 21018، عن المتحدث باسم مجلس الأمن القومي في البيت الأبيض قوله، إن إدارة ترمب تسعى إلى وقف طويل الأمد لإطلاق النار في قطاع غزة، سواء كان ذلك بدعم من السلطة الفلسطينية أو من دونه.

وأوضح المتحدث أن الإدارة ستعتبر عودة السلطة الفلسطينية إلى إدارة قطاع غزة تطوراً إيجابياً، ولكنها تريد رؤية وقف إطلاق النار بشكل فعال ومستقر قيد التنفيذ، بغض النظر عما إذا كان للسلطة الفلسطينية دور في ذلك أم لا.

وأشار المتحدث إلى أن إدارة ترمب "تدعم جهود مصر لضمان وقف إطلاق النار في قطاع غزة" و "ستظل على اتصال وثيق مع إسرائيل ومصر والأمم المتحدة فيما يتعلق بقطاع غزة".                                        

وأضاف المتحدث: "نود أن نرى نهاية للقتال، سواء كان ذلك بموافقة السلطة الفلسطينية أو عدمها"، لكنه أكد على أن الإدارة لا تزال تعتقد أنه "سيكون من الأفضل أن تعيد السلطة الفلسطينية فرض سيطرتها على قطاع غزة، حتى نتمكن من تحسين الأوضاع هناك".

اجتماع أمني إسرائيلي

وبدأ المجلس الوزاري الإسرائيلي المصغر للشؤون الأمنية والسياسية "الكابينيت"، اجتماعاً، الأربعاء 15 أغسطس/آب 2018، لبحث "تسوية" مع حركة المقاومة الإسلامية "حماس"، وسط تقارير عن التقدم في المفاوضات التي تقودها مصر والأمم المتحدة، للتوصل إلى اتفاق بموجبه يتحقق وقف طويل الأمد لإطلاق النار بين إسرائيل وحماس.

ويتوقع أن يكون الاجتماع "صاخباً"، في ظل رفض وزير التعليم نفتالي بينيت، زعيم حزب البيت اليهودي، ووزيرة القضاء أييلت شاكيد (البيت اليهودي أيضاً) التسوية.

بالإضافة إلى ذلك، كان من المتوقع أن يعلن وزير الدفاع الإسرائيلي أفيغدور ليبرمان عن إعادة فتح معبر كرم أبوسالم الحدودي بين إسرائيل وقطاع غزة، صباح اليوم الأربعاء، بافتراض عدم وقوع أي حوادث أمنية قبل ذلك.                                                  

قال جيسون غرينبلات، المبعوث الخاص للرئيس الأميركي دونالد ترمب لعملية السلام الإسرائيلية الفلسطينية، في عدد من المناسبات خلال العام الماضي، إن فريق ترمب المعني بعملية السلام يود أن يرى السلطة الفلسطينية تعود إلى إدارة قطاع غزة، وأن تسيطر على الوضع هناك.  

وفقدت السلطة الفلسطينية سيطرتها على قطاع غزة، منذ أن أحكمت حماس سيطرتها على القطاع الساحلي في عام 2007.

الإدارة الأميركية منزعجة من نهج عباس

لكن في الأشهر الأخيرة، أصيب مسؤولو الإدارة الأميركية بالإحباط إزاء نهج عباس تجاه غزة، الذي وصفوه في المحادثات الخاصة بأنه نهج سلبي وغير مفيد، على النقيض من جهود مصر والأمم المتحدة لإيجاد حل للمأزق الحالي، بحسب الصحيفة الأميركية.

وذكرت القناة العاشرة الإسرائيلية، يوم الإثنين الماضي، أن رئيس الوزراء نتنياهو عقد اجتماعاً سرياً مع الرئيس المصري السيسي قبل شهرين، ناقش فيه الزعيمان سبل تحسين الأوضاع في قطاع غزة.

ووفقاً للتقرير، فقد أكد السيسي أن الهدف طويل المدى يجب أن يتمثل في استعادة السلطة الفلسطينية إدارة قطاع غزة.

غضب الرئيس محمود عباس

لكن على أرض الواقع تمضي مصر قدماً بموافقة أميركية في التوسط بين "حماس" وإسرائيل رغم عدم رضاء السلطة الفلسطينية، وفقاً لما قاله 3 مسؤولين من "فتح" لموقع Middle East Eye، رفضوا جميعهم الإفصاح عن هويتهم؛ إذ ليس مخولاً لهم التعليق على المفاوضات.

وقال أحد المسؤولين إنَّ الرئيس عباس أعلن تبرمه في أثناء زيارة وفد فلسطيني رفيع المستوى إلى القاهرة مطلع شهر أغسطس/آب 2018.

وأضاف: "أخبر عباس المصريين: أنتم تعبثون في ساحتنا، وتتبارون في غزة ضد المصالح الوطنية الفلسطينية".

ووفقاً للمسؤول، فإنَّ مصر تعهدت منذ ذلك الوقت بتجديد أحدث اقتراحاتها، وهي تعمل الآن على صفقة شاملة تنطوي على المصالحة الفلسطينية، وهدنة طويلة الأجل بقطاع غزة، ومبادلة السجناء بين "حماس" وإسرائيل.

في غضون ذلك، يتهم المسؤولون الفلسطينيون سياسات إدارة ترمب بتسببها في تفاقم الوضع في غزة، وخاصةً التجميد الجاري لأكثر من 200 مليون دولار من المساعدات الأميركية للفلسطينيين، التي أذن بها الكونغرس، لكن البيت الأبيض يعلقها. وقد كان من المفترض أن يذهب جزء كبير من هذه الأموال إلى المجموعات والمشروعات الإنسانية في قطاع غزة.                                                     

يُعد خفض التمويل الأميركي للأونروا، وهي وكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين وذريتهم، التي تدير العديد من المدارس وبرامج الرعاية الاجتماعية في غزة، من أهم مصادر القلق الأخرى في القطاع.

 


اقرأ أيضاً

بينما يجري الحديث عن هدنة في غزة، إسرائيل تكشف عن تفاصيل حاجز بحري تبنيه على حدود القطاع هو الأول من نوعه في العالم

السيسي يلتقي نتنياهو سراً في القاهرة، ويمارس ضغوطاً على "فتح" لإتمام "صفقة القرن".. كل ذلك بضوء أخضر من واشنطن

تحميل المزيد