ذكر أعضاء الجالية الإسلامية في كندا أن التوترات الأخيرة بين كندا والمملكة العربية السعودية تؤثر على قدرة البعض على أداء فريضة الحج.
وأشار أعضاء الجالية إلى أن العديد ممن يشرعون حالياً في الاستعداد لرحلة الحج إلى مكة المكرمة يشعرون بالقلق بشأن ترتيبات السفر في ضوء الخلاف المحتدم، الذي شهد إلغاء الخطوط الجوية السعودية رحلاتها من وإلى كندا، وفق موقع National Post الكندي.
وذكر أحد وكلاء السياحة أيضاً أن بعض الحجاج المحتملين قرروا عدم الاستمرار في إنهاء إجراءات السفر بعد أن اندلعت التوترات بين البلدين على نحو غير متوقع في وقت سابق من هذا الشهر.
بدأ الخلاف الدبلوماسي حينما نشرت وزيرة الشؤون الخارجية بكندا تغريدة تدعو من خلالها السعودية "لإطلاق سراح" اثنين من نشطاء حقوق المرأة المعتقلين حالياً على الفور.
وتمثل رد فعل المملكة في قطع العلاقات الدبلوماسية ووقف حركة التبادل التجاري وسحب الطلاب الدارسين بالمدارس الكندية وإلغاء رحلات الخطوط الجوية السعودية من وإلى كندا.
ويذكر الأشخاص القريبون من المشاركين في رحلة الحج أن خطوة إلغاء الرحلات الجوية أدت إلى تعقيد إمكانية العودة من الحج وأنهم يترقبون أزمات أخرى تأتي بعد انتهاء موسم الحج.
وقال سيد أحمد، مدير التشغيل بوكالة كينغ للسياحة المتخصصة في رحلات الحج والعمرة: "نواجه الكثير من المشكلات. وهناك نحو 25% من المسافرين يطلبون استعادة أموالهم".
وقال أحمد إن المسافرين بادروا بالحجز مع وكالة "ميسيسوجا أونت" للسياحة التي تنظم رحلات إلى المملكة وتستعين بالخطوط الجوية السعودية والتي كانت من قبل تُسيّر خطين مباشرين على الأقل من مطار بيرسون الدولي بتورونتو.
ومع ذلك، قامت المملكة بإلغاء هذين الخطين اعتباراً من الاثنين الماضي، ما جعل المسافرين الذين يستخدمون خدماتها للوصول إلى أوطانهم يتساءلون عن كيفية العودة إلى بلادهم.
وذكر أحمد أن الخطوط السعودية عرضت تغطية تكاليف نقل التذاكر لحساب خطوط جوية أخرى، لكنه قال إن التذاكر التي تصل إلى أعلى قيمة لها جراء موسم الحج المزدحم يصعب الحصول عليها.
ومع ذلك، تعد الترتيبات اللوجيستية جزءاً من المشكلة، بحسب ما ذكره إمام سيد سوهارواردي، رئيس المجلس الإسلامي الأعلى بكندا.
وذكر سوهارواردي أن الحج، الذي من المزمع أن تبدأ شعائره في وقت لاحق من هذا الأسبوع، يحظى بأهمية كبيرة لدى كل المسلمين.
وذكر سوهارواردي أن أعضاء الجاليات من مونتريال إلى فانكوفر، الذين يقومون بتلك الرحلة يخشون ألا يكونوا في حالة ملائمة للتعامل مع مشاحنات ومتاعب ترتيبات السفر غير المؤكدة.
وقال سوهارواردي: "سواء كان الشخص شاباً أو عجوزاً، رجلاً أو امرأة، فإنهم يشعرون بالإرهاق الشديد لأن الحج ليس يسيراً. فالحج من الشعائر الشاقة والمرهقة ويتعرض البعض للمرض".
وأضاف أن البعض يشعرون بالقلق بشأن إمكانية السفر بجواز سفر كندي في الوقت تشعر خلاله السلطات السعودية بالغضب والارتياب تجاه أوتاوا.
ومع ذلك، ذكر سوهارواردي أن العديد من المسافرين الحذرين سيواصلون تنفيذ خططهم، حيث إن معظمهم قد قضوا سنوات يدخرون أموالهم من أجل القيام برحلة العمر أو يخشون أن تسوء حالتهم البدنية ويصبحوا غير قادرين على أداء الفريضة في وقت لاحق.
ودعا سوهارواردي السلطات الكندية لتقديم الدعم إلى الحجاج الذي قد يواجهون المتاعب.
واصلت الحكومة الكندية مباحثاتها مع السلطات السعودية، لكنها رفضت العدول عن موقفها بشأن ممارسات حقوق الإنسان بالمملكة.
وذكر رئيس الوزراء جاستن ترودو أن أوتاوا تود تحسين علاقتها بالسعودية، لكنها لن تضحي بموقفها تجاه حقوق الإنسان.
ــــــــــــــ
اقرأ أيضاً
إعصار التغريدة مستمر.. 20 مليار دولار قيمة الخسائر التي خلّفتها أزمة كندا مع السعودية حتى الآن