مستشفيات مدينة كندية ستعاني بعد رحيل طلبة كلية الطب السعوديين عنها.. تفاصيل يكشفها مسؤول كبير عن الضغط الذي يواجهونه

لاتزال آثار الأزمة بين السعودية وكندا تلاقي بظلالها على مصير العديد من السعوديين المبتعثين والذين تطالبهم الرياض بضرورة مغادرة كندا خلال 30 يوم فقط.

عربي بوست
تم النشر: 2018/08/14 الساعة 12:41 بتوقيت غرينتش
تم التحديث: 2018/08/14 الساعة 12:41 بتوقيت غرينتش
الأزمة بين السعودية وكندا

لاتزال آثار الأزمة بين السعودية وكندا تلاقي بظلالها على مصير العديد من السعوديين المبتعثين والذين تطالبهم الرياض بضرورة مغادرة كندا خلال 30 يوم فقط.

تتوقع المستشفيات في مدينة لندن، الواقعة في جنوب غرب مقاطعة أونتاريو الكندية، ضغوطاً متزايدة حين يُجبر 91 طالباً من طلبة الطب السعوديين على مغادرة البلاد بحلول نهاية الشهر.

ويقول المسؤولون في مركز لندن لعلوم الصحة (LHSC) إنهم مستمرون في وضع خطط حول كيفية التعامل مع هجرة الطلبة السعوديين، بعد أن منحتهم حكومتهم أوامر بحزم أمتعتهم ومغادرتهم.

وقال رئيس مجلس الإدارة والرئيس التنفيذي الدكتور بول وودز لموقع cbc الكندي: "لقد كان أمراً مفاجئاً لي، أنا متأكد من أن ذلك أثار دهشة العديد من الأشخاص".

وأضاف أن الرعاية الصحية هي، بطبيعتها، واحد من المجالات التي تحدث فيها التغييرات المفاجئة على أساس منتظم إلى حد ما.

وقال وودز إنهم قاموا بتجميع بتكوين فرقة عمل لحل المشكلات المتوقعة في الأسابيع المقبلة، ولكن سيكون هناك ضغط لمواكبة المستويات الحالية للرعاية.

ويقدم الطلاب السعوديون العاملون في مستشفيات مدينة لندن، رعاية مباشرة للمرضى في جميع البرامج السريرية في LHSC. ويشمل ذلك أقساماً مثل علم الأعصاب وجراحة العظام وجراحة القلب.

وقال وودز: "لقد كان هؤلاء المتعلمون جزءاً قيماً من مجتمعنا لفترة طويلة، ويستمرون في ذلك".

وجاء هذا على خلفية أزمة نشبت بين البلدين في أعقاب انتقادات وجهتها الحكومة الكندية للرياض، على خلفية اعتقال اثنين من الناشطين. إذ جرى إلقاء القبض على سمر بدوي، شقيقة رائف بدوي الذي تم اعتقاله عام 2012، أي قبل عام من منح زوجته وأطفاله حق اللجوء السياسي في كندا.

المستشفيات تخطط للحفاظ على مستويات الرعاية الحالية

وقال وودز إنه سيتم نقل ضغط العمل المعلق في نهاية المطاف إلى المتدربين غير السعوديين وأعضاء هيئة التدريس.

وقال: "إن التأثير سيكون بالتأكيد على أساس القوة البشرية، وأنه سيتعين علينا توفير نفس المستوى من الخدمات مع عدد أقل من الناس".

وأضاف وودز: "من حيث الجودة والسلامة، لا أتوقع أي تأثير؛ لأن لدينا خطط طوارئ يتم تطويرها الآن."

وفي نهاية المطاف ، قال وودز إن عدداً أقل من الناس سيكون عليهم تقديم نفس مستوى الخدمة.

ولا يوجد أي مؤشر على أن أي مشاريع بحثية في LHSC سوف تتأثر بشدة بفقدان الطلاب السعوديين.

وقال وودز: "قد تتباطأ تلك المشاريع مؤقتاً بسبب فقدان الخبرة وفقدان الطلاب".

دعم يقدمه الطلاب السعوديون

هؤلاء الطلبة هم من بين 152 طالباً في لندن جرى إجبارهم على الانتقال إلى مكان آخر بنهاية الشهر، بعد تلقي أمر من بلدهم بمغادرة كندا. من بينهم 131 من طلاب جامعة Western University و21 من طلاب كلية Fanshawe College.

يوم 6 أغسطس/آب، بعثت الحكومة السعودية بالبريد الإلكتروني إشعاراً إلى طلابها الدوليين الذين يتلقون تمويلاً من خلال المنح التعليمية في كندا. وأُمروا بالانتقال إلى دول أخرى – مثل المملكة المتحدة أو الولايات المتحدة – لاستكمال التعليم بعد المرحلة الثانوية وما بعدها.

ويُجبر العديد من هؤلاء الطلاب على بيع سياراتهم، وتسديد أي ديون معلقة، وإنهاء عقود إيجار منازلهم قبل الأوان، وإلغاء جميع الالتزامات الأخرى بالانتقال.

وتأتي هذه الخطوة "غير المتوقعة" بعد أن انتقدت كندا البلد الشرق أوسطي لاعتقاله اثنين من نشطاء حقوق المرأة والمجتمع المدني.

وقال وودز: "آمل أن يكون هناك نوع من الحل الدبلوماسي الذي سيسمح للمتدربين بالبقاء"، مضيفا:ً "إنهم جزء مهم من مجتمعنا الطبي ونريد ألا نفقدهم".

في حين أن شركة LHSC لا تقدم المساعدة المباشرة للطلاب السعوديين، تعمل Western University على تقديم الدعم الأكاديمي لتحولاتها.

اقرأ أيضاً:

أمامهم شهر لمغادرة البلاد.. كيف استقبل المبتعثون السعوديون قرار إبعادهم عن كندا؟

صدمة بين الطلاب السعوديين

"لقد كان أمراً صادماً. كان الأمر غير متوقع. تنام وتستيقظ في اليوم التالي وفجأة يطلب منك المغادرة في غضون 30 يوماً تقريباً"، هكذا قال أحد الطلبة السعوديين البالغ من العمر 25 عاماً لأحد المواقع الكندية.

وأضاف: "إنها نهاية رحلتي التعليمية ولأي سبب كان عليّ أن أغادر الآن".

هذا الشاب هو جزء من مجموعة على WhatsApp تضم أكثر من 100 طالب متضرر في مدينة لندن.

وذكر أن الانتقال إلى كلية جديدة في بلد جديد هو أمر، وتوديع حياة راسخة في بلد مضيف هو أمر آخر.

يوجد في كندا 192 ألف طالب أجنبي من 200 بلد يتابعون دراستهم في الجامعات الكندية، وفق الأرقام الرسمية الكندية العام الماضي.

ويبلغ عدد الطلاب السعوديين بينهم 8 آلاف وهم المجموعة الأكبر من بلد واحد.

وينفق الطالب من 30 إلى 80 ألف دولار كندي سنوياً كرسوم ونفقات معيشة؛ لذا فإن خسارة الرسوم سيكون وقعها سيئاً على الجامعات الكندية. وضخّ الطلاب الأجانب 15,5 مليار دولار كندي (12,0 مليار دولار أميركي) في الاقتصاد الكندي العام الماضي، تشمل رسوم الجامعات والكتب والمساكن ونفقات أخرى.

وقال باري جونستون من رابطة "جامعات كندا"، التي تمثّل 96 مؤسسة للتعليم العالي: "هذا أكثر من صناعة قطع السيارات والخشب".

في أونتاريو حيث ينخرط واحد من كل خمسة طلاب سعوديين في كندا في جامعاتها، يمكن أن يؤدي نقل الطلاب إلى خسارة تبلغ "عشرات الملايين من الدولارات"، وفق مجلس جامعات أونتاريو.


اقرأ أيضاً:

آلاف الطلبة السعوديين سيغادرون كندا.. الرياض توقف برامج الابتعاث إلى أوتاوا، وهذا مصيرهم

علامات:
تحميل المزيد