دفعت فيضانات الهند ، الحكومة إلى تجنيد 15 ساعي بريد لنقل الرسائل إلى مسافة تصل إلى 27 ميلاً في المناطق الجبلية البعيدة، بعدما قطعت الأمطار الموسمية الغزيرة الاتصالات الهاتفية.
ورصدت صحيفة The Telegraph البريطانية الخسائر التي تسببت فيها الأمطار الغزيرة، و فيضانات الهند ومنها تعطيل رحلات الطيران من وإلى مومباي، المركز المالي بالهند، كما انهار جزء من جسر للمشاة؛ ما أدى إلى توقف حركة القطارات.
ووفقاً لوكالة "رويترز"، أعلنت المدارس والكليات في مختلف أرجاء المدينة بسبب فيضانات الهند أن اليوم عطلة، إلا أن المكاتب الحكومية والبورصة والبنوك ظلت تعمل بشكل طبيعي.
وتسببت فيضانات الهند في انهيار جزءٍ من جسر للمشاة في ضاحية أنديري بغرب مومباي؛ ما عطل حركة واحد من ثلاثة خطوط قطارات إلى المدينة.
وقال مسؤول بارز من إدارة الإطفاء إن خمسة أشخاص أصيبوا، منهم اثنان في حالة خطيرة.
وأوضحت الصحيفة البريطانية أن المسؤولين قالوا إنَّ السعاة مطالبون بالركض بالتتابع في المناطق الجبلية لتوفير خط اتصال بين الدائرتين الانتخابيتين في رانكور وجنوب تورا شمال شرق ولاية ميغالايا من ناحية، بسبب فيضانات الهند ، وبين أقرب مكتب لجنة انتخابية على الناحية الأخرى في الفترة التي تسبق التصويت وخلال التصويت أيضاً يوم 23 أغسطس/آب.
وكلتا الدائرتين لا توجد بهما أية طرق، لكن مجرد مسارات وممرات ضيقة تربطهم ببقية الولاية، وتغطية شبكة الهاتف تكاد تكون منعدمة خاصةً في أثناء الأمطار الموسمية الحالية.
ومات 540 شخصاً تقريباً في الهند بسبب الأمطار الموسمية التي بدأت في يونيو/حزيران، والفيضانات التي سببتها، من بينهم 40 حالة وفاة في الشمال الشرقي، حيث تقع ولاية ميغالايا، وولاية أسام المجاورة لها.
الحكومة تستعين برجال أقوياء في الانتخابات تغلباً على أزمة الأمطار
واستجابةً لهذا الوضع عيَّنت اللجنة الانتخابية العليا، المسؤولة عن الإشراف على الانتخابات الهندية في كل الدوائر، رجالاً محليين "أقوياء البنية" ذوي قدرات رياضية مثبتة ليمدوها بالمعلومات اللازمة عن التصويت.
وقال فريدريك روي خاركونغور، كبير مسؤولي الانتخابات في المنطقة، إن دائرة تجميع أصوات رانكور تتبعها 5 لجان اقتراع، تقع أبعدها عن أقرب طريق مسافة 27 ميلاً.
وأضاف أن هذه المسافة تتطلب العديد من سعاة البريد لحمل الرسائل بسرعة لتبقى اللجنة العليا على علمٍ بما يحدث في اللجنتين.
وقال رئيس الوزراء الهندى ناريندرا مودي إنه واثق بإعادة انتخابه وبأغلبية أكبر في انتخابات برلمانية تجرى العام المقبل، مستبعداً نجاح محاولات المعارضة لتأليب الرأى العام ضد حكومته لعدم وفائها بوعود التنمية الاقتصادية السريعة وإتاحة المزيد من فرص العمل للشباب.
وتزايدت المخاوف من أن إدارة مودي لم تتمكن من كبح جماح جماعات يمينية تحاول تقويض الدستور العلمانى الهندي، من خلال استهداف الأقلية المسلمة كبيرة العدد في البلاد.
وتظهر استطلاعات للرأي أن مودي يظل الأوفر حظاً للفوز بولاية أخرى لمدة 5 سنوات، لكن حزبه عانى من انتكاسات في بعض الانتخابات المحلية في الأشهر القليلة الماضية ما شجع المعارضة، لكن مودي قال إن الناخبين يريدون حكومة مركزية حازمة للاضطلاع بدور الهند كاقتصاد كبير يُعد من القادة المحتملين للنمو العالمي.
وفيما يتعلق بالاستعانة بالرجال الأقوياء لمساعدة لجنة الانتخابات، قالت صحيفة التليغراف البريطانية إن الحكومة ستُدفع لهم جميعاً أجوراً متواضعة، لكنها رفضت تحديد مبلغٍ معين.
واستخدمت اللجنة في حادثةٍ مشابهة بعض السعاة أثناء انتخابات مجلس الولاية في فبراير/شباط، لكنَّ المسؤولين قالوا إنهم لم يكونوا مُعيَّنين؛ لأنَّ شبكات الهاتف في ذلك الوقت كانت "كافية".
وتنجب هاتان الدائرتان أفضل العدَّائين في الولاية، إذ يُجبر بُعد المسافة السكانَ المحليين على السير والركض مسافاتٍ طويلة.
ويعود أصل سعاة البريد في التاريخ الهندي إلى عصر حكم المغول في القرن الـ16، عندما كانوا يجمعون وينقلون المعلومات الاستخباراتية، وينقلون الرسائل ويعملون مع التجار باعتبارهم جزءاً من اتفاقياتهم التجارية.
وفي أيام الحكم الاستعماري البريطاني، كان هؤلاء السعاة يوصلون البريد، وكانوا يتقاضون المقابل وفقاً للمسافة المقطوعة ووزن الخطابات والطرود المنقولة.
وحتى يومنا هذا تنتشر البيوت الطريفة ذات الطابق الواحد من العصر الاستعماري التي انتشرت انتشاراً واسعاً في القرن الـ18 وأوائل القرن الـ19.
وكانت هذه المباني على الطريق "مصممة" ليُسلِم فيها الساعي حقيبة الرسائل أو الطرود لزميل بعد أن يقطع مسافةً محددة.
وخُلِّد الكثير من هؤلاء السعاة في التراث الشعبي، حتى أنَّ بعضهم صُور كبطل في أفلام السينما الهندية