وزير خارجية قطر السابق يعلق على الشامتين باقتصاد تركيا: العالم العربي يذكرنا بحكام الأندلس عندما استعانوا بالإسبان ضد بعضهم

عربي بوست
تم النشر: 2018/08/12 الساعة 16:22 بتوقيت غرينتش
تم التحديث: 2018/08/12 الساعة 16:43 بتوقيت غرينتش

انتقد وزير الخارجية القطري السابق، الشيخ حمد بن جاسم بن جبر آل ثاني، الشامتين في الوضع الاقتصادي التركي، لا سيما بعد تدهور الليرة إلى مستوى قياسي، في وقت تتحدث فيه الحكومة التركي عن تحركها لتجاوز الوضع الحالي.

وجاء ذلك في تغريدات نشرها آل ثاني، اليوم الأحد 12 أغسطس/آب 2018 على حسابه الرسمي في موقع تويتر، وقال فيها إن "على الشامتين بالوضع الاقتصادي في تركيا، أن يتذكروا أن وضع دولهم أسوأ وأعني عالمنا العربي، للأسف إننا نعلق على الأحداث ولسنا طرفاً في خلقها. انظروا الى المعارضة التركية التي انضمت تحت لواء الحكومة المنتخبة رغم الخلافات للمساعدة في تجاوز الوضع الحالي".

ورأى آل ثاني أن تركيا قادرة على تجاوز أزمتها الحالية، قائلاً: "أنا متأكد أن تركيا ستخرج من هذا الوضع بقوة، قد يأخذ وقتاً ولكن هناك إرادة وعملاً. قد لا أتفق مع بعض سياسات تركيا ولكن تركيا المسلمة القريبة لنا لا تستحق منا هذا العداء غير المبرر ولمصلحة من، لم أر بعض دولنا تشمت في من ناصبهم العداء واغتصب حقوقهم وأراضيهم".

واعتبر آل ثاني أن العالم العربي "غريب"، وأنه يذكر "بحكام الأندلس عندما كانوا يستعينون بالإسبان ضد بعضهم وتعلمون ماذا كانت النهاية. تذكروا أن تركيا عضو مهم لحلف الناتو وشريك مهم لأميركا وأوروبا وسيجدون طريقة لحل هذه الأزمة ولكن بشكل مشرف لتركيا ومن راهن على سقوطها سوف يخسر الرهان"، وفق تعبيره.

ولم يسمِّ الوزير القطري السابق أطرافاً بعينها عندما تحدث عن الشماتة بالوضع الاقتصادي التركي الحالي، لكن وسائل إعلام قريبة من الحكومة المصرية ركزت بشكل كبير خلال الأسبوع الفائت على تدني قيمة الليرة التركية، واعتبرت بعضها أن الاقتصاد التركي في حالة "انهيار"، وأنه في "مهب الريح".

وبرز في تغطية وسائل إعلام مصرية وإماراتية وسعودية أيضاً لأخبار الاقتصاد التركي، شن هجوم واسع على الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، ووضعت وسيلة إعلام مصرية عنوان خبر لها يقول: "فيديو.. انهيار الليرة التركية وانتفاضة الأتراك ضد أردوغان"، وادعت خروج الأتراك في "جمعة غضب" ضد الحكومة.

وقالت وسيلة إعلام إماراتية أخرى، إن "الليرة التركية مربوطة بلسان أردوغان"، مشيرةً أن الليرة تفقد قيمتها بعد التصريحات التي يدلي بها أردوغان، كما عنونت خبراً آخر قالت فيه: "يوم أسود لليرة التركية.. بأفعال ترامب وأقوال أردوغان".

وكان نائب رئيس شرطة دبي، ضاحي خلفان، قد علق أمس السبت 11 أغسطس/آب 2018 على تراجع قيمة الليرة التركية، وكتب في تغريدة على حسابه في موقع تويتر: "الجنيه المصري يرتفع.. الليرة التركية تهبط.. هنا السيسي وهناك أردوغان.. القادم في مصر أجمل".

وكتب خلفان في تغريدة أخرى: "سنوات وهم يصدعون رؤوسنا بقوة اقتصاد تركيا وإنجازات أردوغان العظيمة. وبمجرد تغريدة واحدة من ترامب.. خرج أردوغان يطلب من الناس بيع ذهبهم والتخلي عن "تحويشة العمر" لإنقاذ اقتصاد تركيا من السقوط. أي عملة هذه وأي اقتصاد هذا الذي يوشك على السقوط بسبب تغريدة على التويتر".

من جانبه، كتب الأكاديمي الإماراتي القريب من السلطة، عبد الخالق عبد الله على حسابه في تويتر: "يبدو أنه في ورطه لم يحسب لها حساباً ويناجي ربه الذي هو رب الجميع لكن يبدو أنه حتى الله قد تخلى عنه".

واليوم الأحد، قال الرئيس التركي أردوغان إن هنالك "مؤامرة سياسية" ضد تركيا في تعليقه على تراجع قيمة عملة بلده.

وقال أردوغان في كلمة أمام أعضاء حزبه في مدينة ترابزون على البحر الأسود "هدف هذه العملية هو استسلام تركيا في جميع المجالات من المالية وصولاً الى السياسية. ونحن نواجه مرة أخرى مؤامرة سياسية. وبإذن الله سنتغلب عليها".

وخسرت الليرة التركية أكثر من 16% من قيمتها لتسجل تراجعاً قياسياً جديداً مقابل الدولار فيما تتصاعد التوترات بين أنقرة وواشنطن بسبب عدد من القضايا بينها وضع أنقرة القس الأميركي، أندرو برانسون، تحت الإقامة الجبرية، لكونه يواجه اتهامات بينها تعامله مع منظمة فتح الله غولن الذي تقول تركيا إنه متورط في عملية الانقلاب الفاشل التي حصلت في يوليو/تموز 2016، وهو ما ينفيه القس.

وأشار أردوغان أنه سيعطي جوابه على ما تتعرض له تركيا "من خلال التحول إلى أسواق جديدة، وشراكات جديدة وتحالفات جديدة (ضد) من شن حرباً تجارية على العالم بأكمله وشمل بها بلدنا".

ويشار إلى أن الرئيس الأميركي دونالد ترمب أعلن يوم الجمعة الفائت مضاعفة الرسوم على الألمنيوم والفولاذ المستوردين من تركيا، ما أدى إلى تراجع سعر الليرة أمام الدولار. وقال البيت الأبيض أنه سيبدأ العمل بالرسوم الجديدة في 13 آب/أغسطس الجاري.

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

واقرأ ايضاً: 

الأساطير والحقائق حول تراجع الليرة.. كل ما تريد معرفته عن أسباب تدهور العملة التركية

تراجع الليرة التركية فرصتك الذهبية لقضاء إجازة رخيصة في إسطنبول.. دليلك السياحي خطوةً بخطوة!

تدهور الليرة التركية يؤثر سلباً على الاقتصادات الأوروبية أيضاً.. ثروات غربية طائلة في أنقرة

تحميل المزيد