المبنى تملكه عائلة رئيس الوزراء الأسبق، وكتيبة أمنية كاملة كادت تلقى حتفها.. تفاصيل حادثة تفجير عمارة الأردن

تفجير مبنى في الأردن في أعقاب مداهمة أمنية بعد معلومات عن وجود عناصر إرهابية فيه وكاد التفجير يودي بحياة كاملة الكتيبة الأمنية لكن لم يقتل سوى 3 أفراد

عربي بوست
تم النشر: 2018/08/12 الساعة 07:59 بتوقيت غرينتش
تم التحديث: 2018/08/12 الساعة 08:05 بتوقيت غرينتش
تفجير مبنى في الأردن

تفجير مبنى في الأردن في أعقاب مداهمة أمنية بعد معلومات عن وجود عناصر إرهابية فيه.

انتشرت أخبار، عصر السبت 11 أغسطس/آب، في وسائل الإعلام الأردنية، عن مداهمة أمنية في منطقة طبربور، التابعة لأمانة العاصمة الأردنية عمّان، لكن الأمن عاد ونفى هذه المداهمة، واختفت الأخبار على مواقع وسائل الإعلام. هنا لم يكن أحد يعلم أن هذا التعتيم كان مرتبطاً بمداهمة ثانية وقعت في مدينة السلط، القريبة من العاصمة، وستنتي بتفجير المبنى.

إذ أشار مصدر أمني لـ "عربي بوست"، أن أحد المشتبه بهم، الذين تم القبض عليهم من الأجهزة الأمنية في منطقة طبربور، أبلغوا عن أعضاء الخلية الإرهابية الموجودة داخل عمارة "نقب" الدبور في مدينة السلط.

تحركات فورية للقبض على المطلوبين

سريعاً، تحركت كتيبة من قوات مكافحة الإرهاب التي تُعرف باسم "كتيبة الـ71" إلى العمارة بهدف مداهمتها، وهي الكتيبة المكونة من 3 فرق، كل فرقة تضم 7 أفراد، وعند محاولة اقتحام المكان، فجَّر الإرهابي أحمد النسور المكان الذي يضم عائلته ومستأجرين آخرين يقطنون فيه.

المصدر الأمني أشار لـ "عربي بوست"، أن حسن تصرف قائد الكتيبة أدى إلى عدم حدوث كارثة، بتأخيره دخول الكتيبة كاملة، وإلا لذهب ضحية التفجير كل أفراد القوة الأمنية التي تقوم بالواجب.

تواجد أمني كبير في موقع المداهمة
تواجد أمني كبير في موقع المداهمة

وأعلنت الحكومة الأردنية إلقاء القبض على 3 من المطلوبين، في حين هرب الرابع، الذي أشارت مصادر خاصة لـ "عربي بوست" أنه تم إلقاء القبض عليه لاحقاً في مقبرة للمسيحيين، قريبة من منطقة الحادثة.

خلية إرهابية كاملة في المنطقة

وفي التفاصيل، أشار سكان المنطقة إلى أن الإرهابي استأجر الشقة من قريب له قبل أسبوعين تقريباً، وسكن فيها مع عائلته، ولم تظهر عليه أي علامات تثير الشبهات أو التساؤلات.

وكانت الأجهزة الأمنية الأردنية بدأت عملية موسعة للقبض على الخلية الإرهابية، التي زرعت عبوة ناسفة في إحدى سيارات الدرك التي تحرس مهرجان الفحيص الثقافي، الذي أقيمت فعالياته في مدينة الفحيص، التابعة لمحافظة البلقاء، التي تتبع للمحافظة ذاتها التي حدثت فيها عملية التفجير.

عودة استخدام المتفجرات في الأردن

وأشار المصدر ذاته إلى أنها المرة الأولى التي يتم فيها استخدام العبوات الناسفة في عمليات إرهابية في الأردن، بعد العملية التي حدثت عام 2005، واستهدفت 3 فنادق في العاصمة الأردنية، والتي تعرف باسم "تفجيرات عمّان".

وربط المصدر بين العملية التي حدثت في الكرك قبل عامين، من ناحية أن المنفذين من أبناء مدينة واحدة وهي السلط، وهو الأمر الذي يثير القلق بوجود عدد من الخلايا النائمة في هذه المدينة.

وتعود العمارة التي تم تفجيرها لعائلة النسور، وهي عائلة أردنية سلطية، معروفة بالانتماء للنظام الأردني، وهي العائلة التي ينحدر منها رئيس الوزراء الأردني الأسبق عبدالله النسور، وهو سياسي أردني مستقل، شغل منصب رئيس وزراء المملكة الأردنية الهاشمية سابقاً، منذ 10 أكتوبر/تشرين الأول 2012، حتى 29 مايو/أيار 2016، وكان قبل ذلك وزيراً ونائباً في البرلمان الأردني.

تحرُّك عاجل لعلاج المصابين

أوضح مصدر طبي، أن وزير الصحة الأردني طلب من مديرة بنك الدم الأردني تأمين مستشفى السلط الحكومي بأي كميات يطلبها من الدم لغايات العمليات الجراحية للمصابين، والتي هاتفت بدورها مدير بنك الدم في السلط، الذي أكد وجود كميات كافية.

لكن وزير الصحة أصرَّ على إرسال سيارة التبرع بالدم المتنقلة، وذلك بهدف استيعاب العدد الكبير من المواطنين المتجمهرين أمام باب المستشفى، كون هذا الأخير لا يستطيع استقبال المتبرعين كافة.

وقال شهود عيان، إن سيارات الدفاع المدني والدرك أغلقت شوارع المدينة السلط، فيما سُمع دوي انفجارات، التي تبيَّن أنها عملية أمنية تهدف إلى "تطهير" المكان، خوفاً من وجود أي متفجرات أخرى، وتعمل الوحدات الخاصة بتفكيك المتفجرات على إبطالها.

تبادل إطلاق نار ثم تفجير العمارة

وتحدثت سيدة من شهود العيان لـ "عربي بوست" أنه منذ عصر السبت سُمع دوي أسلحة إلكترونية، والكثير من تبادل إطلاق النار، وأغلق رجال الأمن للمنطقة، وكانت هناك تعزيزات أمنية وآليات كثيرة في المدينة.

وبعد ذلك سمعوا وشاهدوا انهيار عمارة، كان يختبئ المشتبه بهم داخلها، حيث فجَّروا المكان خلال مقاومة القوة الأمنية.

يذكر أن منطقة نقب الدبور تقع في بداية السلط، وهي منطقة جبلية، ومنطقة أحياء سكنية صغيرة وعِرة. وحسب مصادر هي ليست أحياء معروفة بوجود الحركة الجهادية في الأردن.

تفجير مبنى في الأردن
تفجير مبنى في الأردن

وصرَّحت وزير الدولة لشؤون الإعلام، الناطق الرسمي باسم الحكومة جمانة غنيمات، أنَّ الأجهزة الأمنيّة المختصّة نفَّذت مداهمة في موقع خليّة إرهابيّة، بعد الاشتباه بتورّطها في حادثة الفحيص الإرهابيّة، حيث تحرّكت قوة مشتركة من الأجهزة الأمنيّة إلى مدينة السلط، لإلقاء القبض على المشتبه بتورّطهم في هذه العمليّة.

وبيَّنت غنيمات رفض المشتبه بهم تسليم أنفسهم، وبادروا بإطلاق نار كثيفة تجاه القوّة الأمنيّة المشتركة، وقاموا بتفجير المبنى الذي يتحصّنون به، والذي كانوا قد قاموا بتفخيخه في وقت سابق، ممّا أدّى إلى انهيار أجزاء منه خلال عمليّة المداهمة، ونَجَم عن الاشتباك مقتل ثلاثة من أفراد القوّة الأمنيّة، وإصابة عدد منهم، بالإضافة إلى إصابة عدد من المدنيين.

وتداولت أخبار عن مقتل رجل أمن رابع، لكن نفت غنيمات هذه الأنباء.

العملية لاتزال مستمرة

وأوضحت أنّ القوّة الأمنيّة تمكّنت من إلقاء القبض على ثلاثة من أعضاء الخليّة، ولا تزال العمليّة مستمرّة.

يشار إلى أنَّ المداهمة تمَّت بناء على بيانات ومعلومات بعد عمليّات استخباريّة حثيثة ودقيقة من الأجهزة الأمنيّة.

ونفى التيار السلفي في الأردن ارتباطه بهذه العملية، ولم تعلن أي جهة تبنِّيها حتى اللحظة.

وسمع أهل المنطقة أصوات طائرات مروحية، ولم يُعرف بعد الهدف من وجودها، هل هي للمساعدة في العملية الأمنية أم لنقل المصابين.


اقرأ أيضاً:

"من أجل الفلسطينيين".. الأردن يلغي تأشيرة الدخول لحاملي الجنسية الإسرائيلية

علامات:
تحميل المزيد