بعد سقوط بعض الأحجار منه وتشكيل لجنة هندسية للمعالجة.. هذه حقيقة انهيار حائط البراق قريباً

عربي بوست
تم النشر: 2018/08/10 الساعة 17:41 بتوقيت غرينتش
تم التحديث: 2018/08/10 الساعة 18:04 بتوقيت غرينتش
REFILE - REMOVING DAY OF THE WEEK A worker directs a crane as it lifts a stone that fell from Jerusalem's Western Wall, July 25, 2018. REUTERS/Ronen Zvulun

رغم أن حال حائط البراق ما زالت جيدة إلى حد معقول، فإن سقوط بعض الأحجار، خلال الشهور الماضية، يوضح مدى خطورة مستقبل الحائط.

تقول مجلة The Economist البريطانية إنه منذ أن حاول الجيش الروماني إسقاط الجدار في القرن الأول، بضرب بعض البلاطات من الجزء العلوي، وحائط البراق على حاله، سليم إلى حدٍّ كبير.

إنه الأثر المقدس الذي بقي من المعبد اليهودي الثاني الذي دمر الرومانيون معظمه، ويجذب هذا الجدار الآلاف من المُصلين اليهود كل يوم.

سقوط بعض الأحجار من حائط البراق جذب الانتباه إلى مستقبله

ونجت يهودية مُسنَّة من الموت عند  حائط البراق بالقدس في يونيو/حزيران 2018، عندما وقع حجر -يبلغ وزنه 100 كيلوغرام- من الحائط بجوارها.

كانت تقف دانيلا غولدبيرغ أمام حائط البراق عندما سقط حجرٌ كبيرٌ منه إلى جوارها في 23 يوليو/تموز 2018.

لم تصب دانيلا بأذى، ولكن المهندسين أخذوا يتساءلون ما إذا كان الأمر سيسوء في حائط البراق.

وقالت هيئة الآثار الإسرائيلية إن الحجر سقط، ربما بسبب التآكل الذي يحدث بسبب النباتات أو الرطوبة في حائط البراق.

وقالت دانيلا غولدبيرغ، (79 عاماً)، وهي من سكان القدس وتوجَّهت إلى  حائط البراق في الصباح الباكر للصلاة، لـ"رويترز": "لَم أسمع أو أشعر بأي شيء إلى أن سقط الحجر بجوار قدمي تماماً!".

ويقع الحرم القدسي الشريف، حيث المسجد الأقصى وقبة الصخرة، قرب حائط البراق. والتقطت كاميرا مراقبة أمنية الواقعة النادرة.

وأظهرت اللقطات الحجر، الذي وقع من ارتفاع نحو 7 أمتار، في قسم شبه خالٍ من الحائط مجاور لمتجر لبيع البطاقات البريدية، حيث اعتاد المصلون اليهود وضع دعواتهم المكتوبة بين الشقوق في الجدار.

وقال نير بركات رئيس بلدية القدس، في بيان: "حدثت معجزة عظيمة عندما سقط حجر يزن نحو 100 كيلوغرام قرب مُصلّية ولم يؤذها".

وأغلقت بلدية القدس هذا القسم من الحائط مؤقتاً؛ لإجراء تفتيش للسلامة، في حين بقيت الساحة الرئيسية للحائط الغربي مفتوحة.

وسيقت تفسيراتٌ عدة لتساقط أحجار الجدار؛ ومنها أنه تآكل بسبب مياه الأمطار، وربما أدى النشاط الزلزالي الأخير إلى زعزعة هذه الأحجار.

ونقلت صحيفة "تايمز أوف إسرائيل" عن باحثين قولهم إن بعض حجارة الجدار الغربي القديم للمسجد الأقصى، المعروف بحائط البراق "أو البراق"، تتآكل بسرعة، ما يعرض الموقع المقدس للخطر.

وشكلت السلطات الإسرائيلية لجنة هندسية لفحص كيفية سقوط حجر كبير من الجانب الغربي لحائط البراق.

حيث أفاد الموقع الإلكتروني الإخباري الإسرائيلي "JDN"، مساء الأربعاء 8 أغسطس/آب 2018، بأن السلطات الإسرائيلية قررت تشكيل لجنة هندسية؛ لبحث مسألة سقوط حجر من الجهة الغربية لحائط البراق، دون وقوع إصابات تُذكر.

يأتي سقوط الأحجار من حائط البراق بسبب نمو النباتات في شقوق الجدار

وكشفت دراسةٌ أُجرِيَت عام 2014، أن بعض أجزاء جدار حائط البراق كانت تتآكل بشكل أسرع عن غيرها. قد يكون نمو النباتات في شقوق الجدار من شأنه مفاقمة المشكلة.

وفي عام 2004، سقطت أجزاءٌ من الجدار؛ ما أدى إلى إصابة أحد المصلين، ويرجع ذلك جزئياً إلى غرز العصافير أشياء معدنية في الشقوق؛ ما أدى إلى التآكل.

سيتطلب الأمر المزيد من عمليات الفحص المكثفة باستخدام المقاييس الليزرية وأجهزة السونار الأرضية؛ لتحديد السبب الفعلي وراء تساقط الأحجار والمخاطر التي ستتبعه.

في الماضي، اتُّخِذَت إجراءاتٌ لدعم الجدار باستخدام الأسمنت ومواد لاصقة. لكن، يجب تنسيق إجراءات أشمل مع السلطة الدينية الإسلامية التي تخضع لسيطرة الأردن والمعروفة باسم الوقف.

وهي تدير الحرم القدسي الشريف (المعروف لدي الإسرائيليين باسم جبل المعبد) الواقع على الجانب الآخر من الجدار. ويعتبر المسلمون حائط البراق جزءاً من المسجد الأقصى.

إن حالة التوتر بين إسرائيل وفلسطين مرتفعة، حتى إن عُمَر الكسواني، مدير المسجد الأقصى، شعر بضرورة إنكار أن أحداً من جانبه دفع الصخرة التي كادت تصيب دانيلا.

ويقول يوسف النتشة، كبير علماء الآثار بالوقف، علناً، إنه لن يتعاون مع الإسرائيليين لإصلاح الجدار.

مع ذلك، يتبادل "النتشة" وعلماء الآثار الإسرائيليون المعلومات بصورةٍ سرية؛ حتى يتسنى لكل طرف إتمام عمله من الجانب الخاص به.

في حين يبحث المهندسون عن أسباب دنيوية، يرى الحاخامات بالقدس أنه تحذيرٌ من الله.

إذ يعتقدون أن الله يعترض على خطط السماح للرجال والنساء بالصلاة معاً عند الجدار بالقرب من موقع سقوط الحجر.