أردوغان يدعو الأتراك لـ«الكفاح الوطني» في مواجهة الحرب الاقتصادية ضد بلده: حوِّلوا عملاتكم الأجنبية لدعم الليرة

عربي بوست
تم النشر: 2018/08/10 الساعة 12:53 بتوقيت غرينتش
تم التحديث: 2018/08/10 الساعة 13:03 بتوقيت غرينتش
Turkish President Tayyip Erdogan makes a speech during a ceremony marking the second anniversary of the attempted coup at the Presidential Palace in Ankara, Turkey, July 15, 2018. REUTERS/Umit Bektas

اعتبر الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، اليوم الجمعة 10 أغسطس/آب 2018، أن بلاده تواجه "حرباً اقتصادية"، من خلال التأثير على قيمة الليرة التركية التي تشهد انحداراً غير مسبوق أمام العملات الأجنبية الأخرى، خصوصاً الدولار واليورو.

وحضَّ أردوغان الأتراك على تحويل أموالهم بالعملات الأجنبية لدعم الليرة التركية، معلناً "الكفاح الوطني" في وجه "الحرب الاقتصادية" التي تشن على أنقرة، على حد قوله.

وأضاف أردوغان في كلمة ألقاها في بايبورت شمال شرق تركيا ونقلها التلفزيون "إن كان لديكم أموال بالدولار أو اليورو أو ذهب تدخرونه، اذهبوا إلى المصارف لتحويلها إلى الليرة التركية، إنه كفاح وطني".

وتوقع الرئيس التركي انتصار بلاده على "الحرب الاقتصادية" التي تُشن ضدها، قائلاً إن تركيا تدرك "جميع المؤامرات التي تُحاك ضدها".

وحذر أردوغان من وصفهم بـ"لوبيات الفائدة"، وقال موجهاً كلامه لهم دون أن يحدد جهة ما: أقول للوبيات الفائدة لا تتحمسوا عبثاً، فلن يمكنكم التكسب على حساب هذا الشعب وإخضاعه"، وأضاف: "مستعدون لجميع الاحتمالات السلبية وأوصي أن لا يتحمّس أولئك المتربصون بسعر صرف العملات الأجنبية والفائدة".

وعن تقلبات سعر صرف الليرة، قال أردوغان إن "الشعب التركي الذي لا يخشى الدبابات والطائرات والمدافع والرصاص، لن يخشى مثل هذه التهديدات، ومن يظن عكس ذلك فإنه لم يعرف هذا الشعب إطلاقًا".

وأشار الرئيس التركي أن "بعض الدول انتهجت موقفًا يحمي الانقلابيين ويحتضن الإرهابيين ولا يعترف بالحقوق والقوانين في جميع المسائل التي تعد تركيا طرفا فيها".

في غضون ذلك، قال وزير الخزانة والمالية التركي بيرات البيرق، إن تركيا ستعتمد نهجاً إستراتيجياً جديداً حيال الاقتصاد، معتبراً أن تركيا "يجب أن تتغير كي ترتقي وتنضم إلى اقتصادات الدخل المرتفع".

انخفاض كبيرة في قيمة الليرة التركية

وهوت الليرة التركية بما يصل إلى 14% اليوم الجمعة، وسط تدهور العلاقات مع الولايات المتحدة، لا سيما بعد رفض تركيا طلباً أميركياً بإعادة القس الأميركي أندرو برانسون إلى بلده، حيث تضعه أنقرة تحت الإقامة الجبرية وتتهمه بالتورط في محاولة الانقلاب الفاشلة عبر تعاونه مع منظمة "فتح الله غولن". وجراء ذلك فرضت أميركا عقوبات على وزيري العدل والداخلية التركيين، وردّت أنقرة بالمثل.

وفي الساعة 09:54 بتوقيت غرينتش كانت الليرة عند 5.93 مقابل الدولار منخفضة نحو سبعة بالمئة. وهبطت العملة لفترة وجيزة 14.6% – في أكبر انخفاض لها في يوم واحد منذ أوائل 2001 – لكنها قلصت خسائرها لاحقاً. وتراجعت أيضاً أسهم البنوك الأوروبية متأثرة بالمخاوف.

وهبطت العملة أكثر من 35% هذا العام بعد أن فقدت نحو ربع قيمتها في 2017. وفي الأسبوع الحالي فحسب، فقدت الليرة نحو 15%.

وخلال الكلمة ذاتها التي وجهها للأتراك، قال أردوغان إن بلاده لا تكن عداوة خاصة تجاه أي بلد، مشيراً أن تركيا "تتعاون مع كل الدول في النقاط التي تتماشى مع مصالحنا، وفي حال معارضتها لمصالحنا نسعى لحلها عن طريق المفاوضات".

وأضاف: "لكن عندما يتعلق الأمر بمحاصرة تركيا وإملاء مجموعة من الأمور التي تتعارض مع سيادتنا، فالوضع يختلف، لا تؤاخذونا فلن نتساهل في هذا الأمر".

واقرأ أيضاً: 

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

عاد إذاً الوفد التركي بعد مباحثات في أميركا بشأن القِس الذي أشعل أزمة بين البلدين.. لكن لماذا لا يبدو أن انفراجة تلوح في الأفق؟

تركيا ليست الخاسر الوحيد من التصعيد الأخير مع أميركا، واشنطن أيضاً ستدفع ثمناً باهظاً.. هذا ما سيحدث في المنطقة إذا استمر التوتر بينهما

وصلت علاقات أميركا وتركيا إلى مرحلة من التوتر الملحوظ.. لكن لا داعي للقلق، فواشنطن لن تسمح بخسارة حليف قوي مثل أنقرة

 

تحميل المزيد