ترودو يرفض الاعتذار للسعودية في أول تصريح له عن الأزمة.. ويؤكد: سنواصل الضغط لكننا نرفع غصن الزيتون

عربي بوست
تم النشر: 2018/08/09 الساعة 05:33 بتوقيت غرينتش
تم التحديث: 2018/08/09 الساعة 17:34 بتوقيت غرينتش
Liberal Leader Justin Trudeau, left, and Conservative Leader Stephen Harper trade words during the Munk Debate on foreign affairs, in Toronto, on Monday, Sept. 28, 2015. THE CANADIAN PRESS/Andrew Vaughan

رفض رئيس الوزراء الكندي جاستن ترودو، أمس الأربعاء 8 أغسطس/آب 2018، الاعتذار عن مطالبة بلاده للسعودية باحترام حقوق الإنسان، بل أكد أنه سيواصل الضغط على المملكة بشأن الحريات المدنية، وذلك وسط خلاف دبلوماسي كبير، بحسب وكالة الأنباء الفرنسية.

لكن ترودو، في أول تصريح له عن الأزمة، عرض أيضاً غصن الزيتون، مشيراً إلى أن المملكة حققت بعض التقدم في حقوق الإنسان.

وأضاف رداً على سؤال خلال مؤتمر صحافي عما إذا كان ينوي الاعتذار للسعودية إنّ "الكنديين يتوقعون من حكومتنا أن تتحدث بحزم ووضوح وأدب عن ضرورة احترام حقوق الإنسان، في الوطن وفي جميع أنحاء العالم، وهذا ما سنواصل القيام به".

تصعيد سعودي وتأكيد كندي على المحادثات الدبلوماسية 

وجمّدت السعودية التعاملات التجارية والاستثمارات الجديدة مع كندا، وطردت السفير الكندي هذا الأسبوع، بعد أن حثت أوتاوا الرياض على الإفراج عن نشطاء حقوقيين، بحسب ما أفادت به وكالة رويترز.

وقال وزير الخارجية السعودي عادل الجبير، في مؤتمر صحافي في الرياض: "ما في (لا يوجد) داعٍ للوساطة. كندا ارتكبت خطأ كبيراً، وعلى كندا أن تصحح هذا الخطأ، وكندا تدرك تماماً ما هو المطلوب منها في هذا الشأن".

وأوقفت المملكة كذلك برامج التعليم والعلاج المدعومة من الدولة في كندا، وتضع خططاً لنقل عشرات الآلاف من الطلاب والمرضى السعوديين إلى دول أخرى.

وأبلغ ترودو الصحافيين بأن وزيرة الخارجية الكندية كريستيا فريلاند أجرت حواراً مطولاً مع نظيرها السعودي أمس الثلاثاء. لكنه لم يخُض في التفاصيل. وأشار ترودو إلى الأمر على أنه "خلاف دبلوماسي في الرأي".

وقال ترودو: "المحادثات الدبلوماسية ستستمر… لا نريد أن تكون لنا علاقات سيئة مع السعودية. إنها دولة ذات أهمية كبرى في العالم، وتحرز تقدماً في مجال حقوق الإنسان".

وأضاف: "لكننا سنواصل التأكيد على التحديات حيثما وجدت في السعودية وفي أي مكان آخر".

رائف وسمر بدوي

وعبّرت كندا يوم الجمعة عن قلقها إزاء اعتقال نشطاء في السعودية، بمن فيهم الناشطة البارزة في الدفاع عن حقوق المرأة سمر بدوي.

ويقضي شقيقها رائف بدوي، وهو مدوّن بارز، عقوبة بالسجن لمدة 10 سنوات. وقد تم جلده علناً بسبب تعبيره عن آراء معارضة على الإنترنت. وتعيش زوجته وأطفاله في كندا وهم مواطنون كنديون.

وقالت جماعات مدافعة عن حقوق الإنسان إن عدداً من الناشطات في مجال حقوق المرأة، اللواتي قمن بحملات من أجل الحق في قيادة السيارة وإنهاء نظام ولاية الرجل في المملكة، قد تم استهدافهن في حملة حكومية في الأشهر الأخيرة.

وقال الجبير إن "المملكة العربية السعودية اتخذت اجراءات الآن والنظر قائم في اتخاذ مزيد من الإجراءات". ولم يكشف تفاصيل عن الأمر.

ورداً على سؤال عن سبب اعتقال النشطاء، قال الجبير إن الاتهامات الموجهة لهم ستعلن عندما تصل القضايا للمحاكم، مكرراً مزاعم سابقة بأنهم على اتصال بكيانات أجنبية.

وقال الجبير: "الموضوع لا يتعلق بحقوق الإنسان، وإنما بأمور أمن الدولة".

الاستثمارات الكندية في المملكة

وذكر وزير الخارجية السعودي أن الاستثمارات الكندية في المملكة ما زالت قائمة، ولن تتأثر بالخلاف.

لكن صحيفة فايننشيال تايمز أفادت بأن البنك المركزي السعودي وصناديق التقاعد الحكومية وجهت مديري الأصول في الخارج لبيع الأسهم والسندات والحيازات النقدية الكندية "مهما كلف الأمر".

ولم يرد البنك المركزي على الفور على طلب رويترز التعليق. وذكر متحدث حكومي كندي أن وزارة الخارجية لا تزال تسعى لاستيضاح موقف الحكومة السعودية بشأن عدد من القضايا.

وقال مصدر من بنك سعودي لرويترز، إن البنك المركزي اتصل بعد ظهر اليوم ليطلب معلومات عن أصوله الكندية واستثماراته في كندا ووضع النقد الأجنبي.

وأضاف المصدر أن البنك لم يتلق تعليمات ببيع أصول، إذ إنه لا يملك أصولاً في كندا.

وتراجع سعر الدولار الكندي إلى أدنى مستوياته في أسبوعين أمام الدولار الأمريكي، الأربعاء، فيما تراجعت أسعار النفط بعد تقرير فايننشال تايمز.

وعبرت روسيا عن تأييدها للسعودية في الخلاف المتصاعد مع كندا قائلة إنه من غير المقبول أن تلقي أوتاوا محاضرة على المملكة عن حقوق الإنسان.

 تهديد للاستثمار

منذ صعوده إلى دوائر صنع القرار في 2015، سعى ولي العهد الأمير محمد بن سلمان لاستمالة الحلفاء الغربيين لدعم خططه الإصلاحية، وعرض صفقات أسلحة بمليارات الدولارات وتعهد بمحاربة التطرف في المملكة.

لكن الخلاف يهدد بإبطاء وتيرة الاستثمارات الأجنبية للرياض، التي تأثرت بالفعل نتيجة سلسلة من مبادرات السياسة الخارجية الجريئة من المملكة.

وكتب المعلق جمال خاشقجي، في صحيفة واشنطن بوست: "السعودية ببساطة لا تستطيع تحمل إبعاد أي أطراف أخرى من المجتمع الدولي في خضم مشاركتها العسكرية التي لا تحظى بشعبية في اليمن، مواجهتها غير المباشرة مع إيران".

وقالت وكالة الأنباء السعودية إن المملكة أوقفت إرسال المرضى إلى المستشفيات الكندية، و"تعمل على التنسيق من أجل نقل جميع المرضى السعوديين من المستشفيات الكندية… تنفيذاً لتوجيه المقام السامي الكريم".

ولم يتضح عدد المرضى السعوديين الذين سيتأثرون بالقرار، وكم منهم مشمول بنظام الرعاية الصحية في المملكة. وتقدم الحكومة خدمات رعاية صحية للموظفين الحكوميين من خلال عدة وكالات حكومية.

وتأتي الخطوة في أعقاب سلسلة إجراءات اتخذتها السعودية منذ بدء الخلاف يوم الاثنين.

وعلقت الرياض برامج التبادل الدراسي مع كندا، ونقلت طلاب البعثات الدراسية السعوديين إلى دول أخرى، بينما قالت الخطوط الجوية السعودية، إنها أوقفت رحلاتها من تورنتو وإليها.

وذكر تجار أوروبيون أن المؤسسة العامة للحبوب السعودية أبلغت مصدري الحبوب بأنها ستتوقف عن شراء الحبوب الكندية في مناقصاتها العالمية.

وستضر الأزمة بالعلاقات التجارية بين البلدين البالغ حجمها حوالي 4 مليارات دولار سنوياً. وبلغت الصادرات الكندية للسعودية حوالي 1.12 مليار دولار إجمالاً في 2017 أو ما يعادل 0.2% من إجمالي الصادرات الكندية.

وذكرت رويترز نقلاً عن مصادر مطلعة، أمس الثلاثاء، أن كندا تسعى لطلب المساعدة من الإمارات وبريطانيا لنزع فتيل الأزمة.


اقرأ أيضاً

يعلم ترودو أنه سيدفع ثمن سياسته الخارجية "الأخلاقية" اقتصادياً، فما الذي يجعله يصرُّ على استخدامها، وهذه المرة مع السعودية؟

الخلاف بين كندا والسعودية سيخدم ترودو من حيث لا يدري.. رغم المخاطر الاقتصادية للأزمة

السعودية ترد على طلب وساطة كندا ببيع أصولها هناك. والجبير: هم يعرفون ما يجب عليهم فعله

علامات:
تحميل المزيد