بدأت اللحظات الصعبة على طهران.. عقوبات أميركا عليها تدخل حيز التنفيذ، لكن هناك نقاط ضعف مهمة لصالح إيران

عربي بوست
تم النشر: 2018/08/07 الساعة 05:25 بتوقيت غرينتش
تم التحديث: 2018/08/07 الساعة 07:08 بتوقيت غرينتش
Iran's President Hassan Rohani rubs his eye as he speaks during an event hosted by the Council on Foreign Relations and the Asia Society in New York September 26, 2013. REUTERS/Keith Bedford (UNITED STATES - Tags: POLITICS)

دخلت دفعة أولى من العقوبات التي قررت الولايات المتحدة إعادة فرضها على إيران حيز التنفيذ، الثلاثاء، بهدف ممارسة ضغط اقتصادي على طهران بعد انسحاب واشنطن من طرف واحد من الاتفاق التاريخي حول الملف النووي الإيراني الموقّع عام 2015.

وفي مقابلة تلفزيونية قبل ساعات من معاودة فرض العقوبات الأميركية الشديدة على إيران، اتهم الرئيس الإيراني حسن روحاني واشنطن بـ "شن حرب نفسية على الأمة الإيرانية وإثارة انقسامات في صفوف الشعب".

وكان هذا أول رد فعل يصدر عن روحاني، بعدما أبدى الرئيس الأميركي دونالد ترمب، الاثنين، استعداده للتفاوض، مرفقاً هذه الدعوة بتحذير جديد لإيران.

وأعلن ترمب في بيان: "على النظام الإيراني الاختيار، فإما يغير سلوكه المزعزع للاستقرار ويندمج مجدداً في الاقتصاد العالمي، وإما يمضي قدماً في مسار من العزلة الاقتصادية".

وتشمل الرزمة الأولى من العقوبات الأميركية التي دخلت حيز التنفيذ الثلاثاء الساعة 04,01 ت غ، تجميد التعاملات المالية وواردات المواد الأولية، كما تستهدف قطاعي السيارات والطيران التجاري.

وستعقبها في نوفمبر/تشرين الثاني تدابير تطال قطاعي النفط والغاز، إضافة إلى البنك المركزي الايراني.

وستستهدف العقوبات أيضاً المشتريات الإيرانية بالدولار وتجارة المعادن، وغيرها من التعاملات، والفحم والبرمجيات المرتبطة بالصناعة، وقطاع السيارات في الجمهورية الإسلامية.

وتتناصب الولايات المتحدة وإيران العداء منذ عقود، وزادت حدة خلافاتهما بسبب تنامي النفوذ السياسي والعسكري الإيراني في الشرق الأوسط، منذ تولي ترمب السلطة في يناير/كانون الثاني 2017.

وتندرج العقوبات التي يعاد العمل بها، الثلاثاء، ضمن التي تم تعليقها في إطار الاتفاق النووي المبرم بين إيران والقوى العالمية الكبرى عام 2015.

وفقد الريال الإيراني نصف قيمته منذ أبريل/نيسان، في ظل التهديد باستئناف العقوبات الأميركية. وأطلق الانخفاض الشديد في قيمة العملة فضلاً عن ارتفاع التضخم، شرارة مظاهرات متفرقة في إيران ضد الاستغلال والفساد، ردد كثير من المحتجين خلالها شعارات مناهضة للحكومة.

ويقول المسؤولون إن الرئيس دونالد ترمب يستهدف منع وصول القيادة الإيرانية إلى الموارد.

لإلغائها عليها التفاوض مع ترمب

وقال مستشار الأمن القومي الأميركي جون بولتون إنه إذا أرادت إيران تفادي معاودة فرض العقوبات الأميركية عليها، فينبغي أن تقبل عرض ترمب للتفاوض.

وأضاف لشبكة فوكس الإخبارية نيوز: "يستطيعون قبول عرض الرئيس للتفاوض معهم، والتخلي عن برامجهم للصواريخ الباليستية والأسلحة النووية بشكل كامل، يمكن التحقق منه فعلياً، وليس بموجب الشروط المجحفة للاتفاق النووي الإيراني، والتي لم تكن مُرضية".

وأضاف: "إذا كان آيات الله يريدون التحرر من الضغوط فعليهم القدوم والجلوس. الضغوط لن تهدأ مع استمرار المفاوضات".

لكن روحاني قال اليوم، إن إيران قد تجري محادثات مع الولايات المتحدة إذا أثبتت واشنطن أنها جديرة بالثقة.

وقال روحاني، في كلمة نقلها التلفزيون الرسمي على الهواء مباشرة: "نفضل دائماً الدبلوماسية والمحادثات.. لكن المحادثات تتطلب الصدق… الولايات المتحدة تعيد فرض العقوبات على طهران وتنسحب من الاتفاق النووي، ثم تريد إجراء محادثات معنا".

وأضاف: "دعوة ترمب لإجراء محادثات مباشرة إنما هي فحسب للاستهلاك المحلي في أميركا، ولإثارة الفوضى في إيران".

مواطن الضعف في العقوبات

يوجد باستراتيجية العقوبات الأميركية العديد من مواطن الضعف، خاصة رفض أوروبا والصين الحد من التعاملات التجارية مع إيران.

وعبر الاتحاد الأوروبي عن أسفه، اليوم، إزاء العقوبات الأميركية الوشيكة.

وتعتزم الولايات المتحدة كذلك معاودة فرض عقوبات في نوفمبر/تشرين الثاني ربما تلحق أضراراً أكبر بالنفط الإيراني، وتريد أن يوقف أكبر عدد من الدول وارداتها من نفط الجمهورية الإسلامية.

لكن مسؤولاً كبيراً بوزارة الاقتصاد الإيرانية قال إن طهران لا تعتقد أن الأثر الاقتصادي للعقوبات سيكون هائلاً.

وأضاف المسؤول، الذي رفض نشر اسمه: "دول كثيرة، بينها أوروبية، ترفض العقوبات الأميركية وترغب في العمل مع إيران".

وقالت إيران، الأحد، إنها ستخفف قواعد الصرف الأجنبي في محاولة لوقف انخفاض عملتها.

وكان صندوق النقد الدولي قدر في مارس/آذار أن الصافي الرسمي للاحتياطيات الإيرانية انخفض إلى 110.7 مليار دولار في العام المالي 2017/2016، وتوقع أن يهبط أكثر هذا العام إلى 97.8 مليار، وهو ما يكفي لتمويل نحو 13 شهراً من الواردات.

وذكر المسؤولون الأميركيون أن العقوبات تستهدف تعديل سلوك إيران لا "تغيير نظام" روحاني.

وقالوا إن تعامل الحكومة الإيرانية مع الاحتجاجات الاجتماعية والعمالية الحالية يبعث على القلق.

وأطلق الخوف من العقوبات والمصاعب الاقتصادية شرارة احتجاجات متفرقة في عدة مدن إيرانية في الأيام القليلة الماضية، ردد خلالها المواطنون شعارات مناهضة للزعماء الإيرانيين.

وذكر أحد المسؤولين الأميركيين أن الولايات المتحدة قلقة بشدة بشأن تقرير عن استخدام إيران العنف ضد المدنيين العزل. وأضاف: "الولايات المتحدة تؤيد حق الشعب الإيراني في الاحتجاج السلمي على الفساد والقمع دون خوف من الانتقام".

وتوعد ترمب الأشخاص أو الكيانات التي تتقاعس عن الحد من أنشطتها الاقتصادية مع إيران "بعواقب وخيمة".

وقال في بيان: "الولايات المتحدة ملتزمة تماماً بإنفاذ جميع عقوباتنا، وسنعمل عن كثب مع الدول التي لها تعاملات مع إيران لضمان الانصياع التام".

ويعمل الاتحاد الأوروبي والصين وروسيا، وهم من الأطراف الموقعة على اتفاق 2015، على الحفاظ على التعاملات التجارية مع إيران، التي هددت بالتوقف عن الالتزام بالقيود على أنشطتها النووية إذا لم تجنِ الفوائد الاقتصادية من إعفائها من العقوبات بموجب الاتفاق.

الأوروبيون: نأسف بشدة

وقال وزراء خارجية فرنسا وألمانيا وبريطانيا، في بيان مشترك: "نأسف بشدة لمعاودة الولايات المتحدة فرض العقوبات".

وتعهدوا بالعمل على الحفاظ على التدفقات المالية وصادرات النفط والغاز الإيراني، وهي شريان حياة لاقتصاد دولهم.

وسيسري إجراء اتخذه الاتحاد الأوروبي للتخفيف من أثر العقوبات الأميركية، ويعرف بقانون المنع، اعتباراً من اليوم الثلاثاء.

وقال وزير الخارجية الألمانية هايكو ماس، إنه بتحديث قانون جرى سنه عام 1996 ويمنع أي شركة أوروبية من التقيد بالعقوبات الأميركية ولا يعترف بأي أحكام قضائية تضع تلك العقوبات موضع التنفيذ، فسيتمكن الاتحاد الأوروبي من حماية شركاته.

وأضاف المسؤولون الأميركيون أن ترمب مستعد للقاء الزعماء الإيرانيين في أي وقت، في مسعى للتوصل إلى اتفاق جديد.

وأفاد مسؤول آخر بأن ترمب "سيلتقي بالقيادة الإيرانية في أي وقت لبحث اتفاق حقيقي شامل يكبح طموحاتهم الإقليمية، وينهي سلوكهم الخبيث، ويحرمهم من أي سبيل إلى سلاح نووي".

وسُئل المسؤولون عن أي إعفاءات ممكنة من العقوبات الجديدة، فقالوا إنهم سيبحثون أي طلبات على أساس كل حالة على حدة.

ــــــــــــــــ

اقرأ أيضاً

بعد طرد السفير الكندي.. سعوديون يطلقون حملة على تويتر من أجل استقلال كيبيك

كانت الطائرتان محمَّلتين بالمتفجرات وتقتربان من الرئيس الفنزويلي.. هكذا ساعدت التكنولوجيا في إبقاء مادورو على قيد الحياة

علامات:
تحميل المزيد