الأزمة مع كندا ليست الأولى.. هذه البلدان صارت مؤخراً على خلاف مع المملكة العربية السعودية

عربي بوست
تم النشر: 2018/08/07 الساعة 12:27 بتوقيت غرينتش
تم التحديث: 2018/08/08 الساعة 13:21 بتوقيت غرينتش

استدعت السعودية، فجر الإثنين 6 أغسطس/آب 2018، سفيرها لدى كندا، معتبرة سفير الأخيرة في الرياض "شخصاً غير مرغوب فيه"؛ على خلفية ما اعتبرته الرياض "تدخلاً صريحاً وسافراً في الشؤون الداخلية للبلاد"، حسب بيان وزارة الخارجية السعودية.

وكانت وزيرة الخارجية الكندية، كريستيا فريلاند ، قد قالت في تغريدة لها الخميس 2 أغسطس/آب 2018، إن كندا "منزعجة للغاية من اعتقال سمر، أخت المدون السعودي المعتقل رائف بدوي، من قِبل السلطات السعودية الأسبوع الماضي".

وردت المتحدثة باسم الحكومة الكندية بأن بلادها "قلقة بشدة" من استدعاء الرياض سفيرها لدى كندا وإعلانها سفير أوتاوا في الرياض شخصية غير مرغوب فيها.

لكن هذه الأزمة بين المملكة العربية السعودية وكندا ليست الأولى منذ تولى الأمير محمد بن سلمان ولاية العهد في يونيو/حزيران 2017، فقد سبقتها عدة أزمات وتوترات مع دول مختلفة لا تزال بعضها قائمة حتى الآن.

ألمانيا.. سحب سفراء

في 18 نوفمبر/تشرين الثاني 2017، قامت السعودية بسحب سفيرها من ألمانيا بعد تصريحات لمّح فيها وزير الخارجية الألماني، زيغمار غابرييل، بمسؤولية السعودية عن احتجاز رئيس الوزراء اللبناني، سعد الحريري، بعد استقالته في 4 نوفمبر/تشرين الثاني 2017، وزعزعة استقرار دول منطقة الشرق الأوسط.

ووصفت السعودية التصريحات بالمشينة والعشوائية وغير المبررة، وقررت استدعاء سفيرها لدى ألمانيا الأمير خالد بن بندر بن سلطان للتشاور، وتقديم مذكرة احتجاج إلى السفير الألماني لدى السعودية.

قبل ذلك بيومين، نقلت وكالة الأنباء الألمانية (DPA) أن غابرييل قال خلال لقائه مع نظيره اللبناني، إنه "يجب أن تكون هناك إشارة مشتركة من جانب أوروبا، بأننا لم نعد مستعدين أن نقبل بصمت روح المغامرة التي تتسع هناك منذ عدة أشهر"، في إشارة إلى التوجهات السعودية الجديدة في السياسة الخارجية.

وأضاف، بحسب الوكالة، أنه "بعد الأزمة الإنسانية والحرب في اليمن وبعد ما حدث من صراع مع قطر، صارت هناك منهجية للتعامل مع الأشياء وصلت لذروتها الآن في التعامل مع لبنان".

وأبدت الخارجية الألمانية حينها تحفظها على حصار قطر مجدداً، وذكرت في بيان 19 نوفمبر/تشرين الثاني 2017، أن "حصار قطر المستمر منذ  5 أشهر يهدد التنمية وجهود مكافحة الإرهاب في المنطقة".

وألقت الأزمة بظلالها على العلاقات الاقتصادي، وتضررت شركات ألمانية من تداعيات الخلافات الدبلوماسية بين البلدين

لبنان.. أزمة الحريري

توترت العلاقات اللبنانية-السعودية إثر إعلان رئيس الوزراء اللبناني استقالته المفاجئة في نوفمبر/تشرين الثاني 2017، في أثناء زيارته للمملكة، واتهم مسؤولين لبنانيين، بينهم الرئيس عون، الرياض باحتجاز الحريري لديها وإجباره على الاستقالة، وهو ما نفاه الحريري حينما كان في الرياض وبعد عودته إلى الوطن ورجوعه عن قرار الاستقالة.

قطر.. الأزمة الخليجية

في 5 يونيو/حزيران 2017، وهو يوم يعتبره العرب تقليدياً يوماً مشؤوماً، اندلعت الأزمة الخليجية التي بدأت بقطع الدول العربية الأربع السعودية والإمارات ومصر والبحرين علاقتها مع قطر، وفرض حصار بحري وبري وجوي عليها، تضمن حتى طرد مواطنيها.

وفي الثالث والعشرين من يونيو/حزيران 2017، أمهلت الدول الأربع قطر 10 أيام للموافقة على مجموعة من المطالب، تشمل إغلاق قاعدة عسكرية تركية في قطر، وتخفيض مستوى العلاقات الدبلوماسية مع إيران.

وتواصلت الأزمة ووصل الأمر إلى الحديث عن أن أهم شيء هو نجاح الوساطة الكويتية في وقف أي عمل عسكري، مروراً بالتلويح بأن انسحاب الدوحة من تنظيم كأس العالم شرط لفك الحصار.

كان ولي العهد بن سلمان قادراً على استخدام الخلاف مع قطر بفاعلية لتعزيز الدعم في الداخل، وتوجيهه ضد أعداء بلاده الإقليميين.

إذ وُصِف منتقدو القائد السعودي الجديد ذاته بعملاء قطر؛ وسرعان ما أدرك رجال الدين وغيرهم من المواطنين السعوديين النافذين أنَّه كان منتظراً منهم المجاهرة بالحديث ضد قطر، وسيكون من المثالي أن يُعبِّروا في الوقت ذاته عن ولاء غير مشروط لوليّ العهد الجديد.

ومع بداية الأزمة الخليجية، قامت تركيا بنشر قوات من جيشها يصل قوامها إلى 6 آلاف جندي في قطر، وهو ما أثار غضب السعودية أيضاً.

تركيا.. توترات متعددة

في أثناء زيارته لمصر في مارس/آذار 2018، نقلت الإعلامية المصرية لميس الحديدي، عن ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان، قوله إن "مثلث الشر بالمنطقة مكون من العثمانيين وإيران والجماعات الإرهابية"، مضيفاً أن "تركيا تريد الخلافة وفرض نظامها بالمنطقة، باستخدام جماعة الإخوان المسلمين".

أثارت التصريحات ضجة كبيرة، لكن سرعان ما قامت السفارة السعودية في أنقرة إلى إصدار بيان مقتضب نفت فيه ما نسب لولي العهد السعودي، محمد بن سلمان، فيما يخص تركيا، لكنها أكدت أنه قصد بـ"مثلث الشر" جماعة الإخوان المسلمين والجماعات الراديكالية، وهو ما بدا غير كافٍ لنفي التصريح، خاصة أن الديوان الملكي والسفارة السعودية في القاهرة ليسا من أصدر البيان.

وقبل تصريحات بن سلمان بقليل، أعلنت مجموعة قنوات "MBC" السعودية إيقاف عرض جميع المسلسلات التركية على شاشاتها اعتباراً من مطلع مارس/آذار 2018.

وهاجمت صحف سعودية الدور التركي في إفريقيا عدة مرات، خاصة بعد زيارة الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، نهاية ديسمبر/كانون الأول 2017  إلى السودان، وقارنت صحيفة "عكاظ" السعودية الدور التركي في جزيرة سواكن بـ"الأطماع والتمدد الإيراني" .

وقالت  "عكاظ" إن "تركيا تسعى إلى فرض هيمنتها على منطقة القرن الإفريقي، عبر تقديم الدعم العسكري وإنشاء قواعد عدة لها في دول إفريقية.

وظهرت الخلافات بين البلدين بالتمثيل السعودي المتواضع في القمة الإسلامية الطارئة التي دعا لها الرئيس التركي فبأسطنبول رداً على إعلان الرئيس الأميركي، دونالد ترامب، أن بلاده تعترف بالقدس "عاصمة لإسرائيل"؛ إذ اقتصر التمثيل الرسمي للمملكة على وزير الدولة للشؤون الإسلامية والدعوة والإرشاد صالح بن عبد العزيز آل الـشيخ، في حين تجاهل الإعلام السعودي القمة.


واقرأ أيضاً..

السعودية تستدعي سفيرها لدى كندا وتطلب مغادرة السفير الكندي لديها بغضون ساعات.. ما الذي أغضب الرياض فجأة؟

قطر تنأى بنفسها عن الأزمة بين كندا والسعودية.. الدوحة: تصريحات الزياني لا تمثلنا

علامات:
تحميل المزيد