قالت وسائل إعلام مصرية، الاثنين 6 أغسطس/آب 2018، إن راهباً شاباً حاول الانتحار في دير القديس أبومقار، الذي شهد مقتل رئيس الدير الأنبا أبيفانيوس الأسبوع الماضي.
وحاول الراهب الشاب فلتاؤس المقاري الانتحار بقطع شريانه، ثم إلقاء نفسه من أعلى مبنى مرتفع تابع للدير، قبل نقله إلى مستشفى وادي النطرون العام، وهو في حالة خطيرة.
وأوضحت مصادر إعلامية أن الأجهزة الأمنية ستجري تحقيقاً في أسباب الحادث في الوقت الذي تجرى فيه تحقيقات بشأن مقتل الأنبا أبفيانيوس، رئيس الدير، داخل مقر الدير في محاولة لكشف غموض الحادث.
الراهب الثلاثيني كان باحثاً متخصصاً في التاريخ الكنسي، وأصدر الكثير من الدراسات والأبحاث عن تاريخ آباء الكنيسة، بينها بحث عن القديس تادرس المشرقي راجعه الأنبا الراحل أبيفانيوس بنفسه.
وكان بابا الإسكندرية وبطريرك الكرازة المرقسية تواضروس الثاني، قد صدَّق أمس على قرار تجريد الراهب المقاري من الرهبانية وعودته لاسمه الدنيوي وائل سعد تواضروس لارتكابه المخالفات الرهبانية.
وقال الراهب باسيليوس المقاري، وهو أحد الرهبان بدير القديس أبومقار، إن محاولة انتحار الراهب فلتاؤس المقاري فوجئ بها الرهبان صباحاً.
ونقلت صحيفة "الشروق" المصرية عن باسيليوس، قوله: "الراهب لم يوجّه له أية لوم أو اتهام بخطأ، وللأسف المصائب لم تتركنا في الدير".
وأكد باسيليوس أن الراهب المنتحر لم توجه له أي اتهامات، ولكن تم التحقيق معه كبقية الرهبان في الدير من جانب وكلاء النيابة، ولم يُبدِ أي ضجر أو ضيق من التحقيق معه".
قرار العزل من الكنسية
وكان قرار قد صدر، أمس الأحد من الكنسية القبطية يقضي بعزل كل من الراهبين يعقوب المقاري والراهب أشعياء المقاري، وذلك بعد أيام من مقتل الأنبا أبيفانيوس، ما شكَّك باحتمالية تورّطهما بمقتل أسقف ورئيس دير أبومقار (القديس مقاريوس) بوادي النطرون، الذي وُجد مقتولاً داخل ديره في ساعة مبكرة من صباح الأحد 29 يوليو/تموز.
ولم تمضِ ساعات على انتشار قرار العزل ذلك، حتى خرج المتحدث الرسمي باسم الكنيسة القبطية القسّ بولس حليم، موضحاً أن لجنة شؤون الرهبنة بالمجمع المقدس لم تصدر حتى الساعة أية قرارات تقضي بتجريد الراهبين من رتبهما الكهنوتية.
ولم يكن تصريح المتحدث الرسمي واضحاً بدرجة كافية، فهو لم ينفِ الواقعة بوضوح، ولكن الحقيقة أن القرار بالفعل صدر، وهذا ما أكده أحد القساوسة من داخل الدير لـ"عربي بوست".
ويقول المصدر: "القرار صدر، لكن لم يكن مقرّراً أن يُنشر، وتم تسريبه للصحافة دون علم المجمع، ورغماً عنه، وهو ما تسبَّب في إحراج كبير دفعهم لإصدار تصريح المتحدث الرسمي، في محاولة للتغطية على الموقف".
وعلى الرغم أن لكل منهما قضية تختلف عن الآخر، لكن نعم، على ما يبدو أن أحدهما متورّط بمقتل الأنبا أبيفانيوس، يقول المصدر وهو يلتقط أنفاسه، ويقولها بصوت مضطرب: "الحديث المنتشر داخل أروقة الدير أن أشعياء المقاري هو المشتبه فيه بقتل الأنبا، وأن قرار تجريده من الرهبنة هو خطوة أولى لتقديمه للمحاكمة".
أما فيما يتعلق بتجريد القس يعقوب المقاري من الرهبنة، فقد جاء ذلك القرار "على خلفية تورطه في مخالفات مالية، خاصة بجمع تبرعات لإنشاء دير ومعظمه".
مَن وراء تسريب هذا القرار؟
لم تكن الكنيسة وراء تسريب القرار، بحسب كلام القسّ؛ لأن توجيه أصابع الاتهام لأشعياء بأنه المشتبه فيه بقتل الأنبا بل القاتل "كما يشيع الآن" سيفتح أبواباً لا أحد يعلم كيف سيغلق، وستؤكد فكرة الصراع الكنسي، وفي حال قررت أن تلصق التهمة بقاتل مأجور حينها ستصطدم مع الأمن "ويتهم بالتقصير".
لذلك فالقسّ "يجزم بأن الأمن وراء تسريب القرار، كي يغسل يده من هذه الجريمة"، بحسب كلامه.
اقرأ أيضاً
تواضروس يودع فيسبوك برسالة أخيرة.. والكنسية تتخذ 12 قراراً بعد مقتل الراهب المصري بظروف غامضة