بينما يجري الحديث عن هدنة في غزة، إسرائيل تكشف عن تفاصيل حاجز بحري تبنيه على حدود القطاع هو الأول من نوعه في العالم

عربي بوست
تم النشر: 2018/08/06 الساعة 09:20 بتوقيت غرينتش
تم التحديث: 2018/08/06 الساعة 09:21 بتوقيت غرينتش

بينما يدور الحديث عن تهدئة طويلة الأمد بين قطاع غزة وتل أبيب، كشفت وزارة الدفاع الإسرائيلية، أمس الأحد 5 أغسطس/آب 2018، عن صور لحاجز بحري جديد يجري تشييده للحماية من الهجمات من قطاع غزة، حيث قال وزير الدفاع أفيغدور ليبرمان، إن العمل يتقدم بخطى سريعة.

وعقد رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو اجتماعاً مع مجلس الوزراء الأمني المصغر، لبحث الأفكار التي توسطت فيها الأمم المتحدة ومصر مع حركة حماس،  للحيلولة دون نشوب حرب جديدة في غزة.

تفاصيل الحاجز البري والبحري

وقال ليبرمان: "إن العمل على بناء الحاجز البري والبحري حول قطاع غزة يتقدم بمعدل سريع ومثير للإعجاب"، مضيفاً: "إن قدرتنا على منع الهجمات بالقرب من القطاع تتحسن باستمرار"، بحسب ما نقلته صحيفة Times of israel.

ويبلغ طول الحاجز 200 متر، وعرضه 50 متراً، ويبلغ ارتفاعه 6 أمتار فوق الماء، وسيكون هناك أيضاً بنية تحتية دفاعية على طول الجزء العلوي من الجدار، بسحب ليبرمان.

الحاجز الذي وصفته الوزارة بأنه "حاجز منيع"، شيد في منطقة شاطئ زيكيم المجاور للجيب الساحلي، وبدأ العمل به في نهاية شهر مايو/أيار 2018، وأكدت الوزارة أن الجدار قادر على تحمل الأمواج ويدوم لسنوات عديدة.

وقال رئيس إدارة الحدود الجنرال عيران أوفير، إن الجدار سينتهي بحلول نهاية العام، مضيفًا أنه سيتم بناؤه من 3 مستويات. "مستوى تحت الماء ، ثم مستوى من التبليط الصخري، وطبقة ثالثة من الأسلاك الشائكة K"، مؤكداً أن الحاجز بأكمله محمي بسياج أمن سلكي آخر.

وكان ليبرمان قد وصف الحاجز  بأنه "الوحيد من نوعه في العالم".

وما دفع إسرائيل للقيام بهذه الخطوة، هو تخوفها من تسلل مقاومين فلسطينيين من داخل قطاع غزة عبر البحر، كما حدث في الحرب التي شنتها إسرائيل على قطاع غزة عام 2014، وذلك عندما قام 4 من قوات الكوماندوز البحرية التابعة لحماس بمهاجمة موقع كيزوفيم العسكري، بعد السباحة لعدة كيلو مترات عبر البحر.

في الوقت ذاته تقوم إسرائيل ببناء جدار ضخم على امتداد حدود قطاع غزة، بدأ العمل به العام الماضي، ومن المتوقع الانتهاء منه في نهاية العام المقبل.

تكتم على تفاصيل الاجتماعات

ويأتي هذا الإعلان في وقت وضعت فيه إسرائيل أهدافاً محدودة لمحادثات التهدئة في غزة، قائلة إن التركيز ينصب على اقتراح بتخفيف حصارها للقطاع الذي تسيطر عليه حركة المقاومة الإسلامية (حماس) مقابل التزام الفلسطينيين بالتهدئة على الجانب الخاص بهم من الحدود.

ولم يكشف بيان مقتضب للغاية صدر بعد انتهاء الاجتماع عن تفاصيل تذكر، مكتفياً بالقول إن قائد الجيش الإسرائيلي أطلع مجلس الوزراء على الوضع في قطاع غزة، وإن الجيش "مستعد لأي سيناريو".

ولم تعلن الأمم المتحدة ومصر مقترحاتهما بالتفصيل. لكنهما تحدثتا بشكل عام عن الحاجة لتحسين الأوضاع الإنسانية في غزة ووقف الأعمال العدائية عبر الحدود والمصالحة بين حماس، التي ترفض مساعي السلام الرسمية مع إسرائيل، وبين حركة فتح المدعومة من الغرب.

وتفرض إسرائيل حصاراً خانقاً على قطاع غزة منذ سنوات كما تفرض مصر قيوداً على الحركة من وإلى القطاع لاعتبارات أمنية. فيما يشهد القطاع تصعيداً في التوتر منذ أن بدأ الفلسطينيون احتجاجات أسبوعية على الحدود يوم 30 مارس/آذار إذ أطلق الجيش الإسرائيلي النار على المتظاهرين، مما أسفر عن مقتل 157 شخصاً على الأقل.

يبلغ طول الحاجز 200 متر، وعرضه 50 متراً، ويبلغ ارتفاعه 6 أمتار فوق الماء.
يبلغ طول الحاجز 200 متر، وعرضه 50 متراً، ويبلغ ارتفاعه 6 أمتار فوق الماء.

ووقع كذلك قصف متبادل بين إسرائيل ومقاتلين بقيادة حماس، مما أسفر عن مقتل نحو 10 مسلحين فلسطينيين وأربعة مدنيين كما قتل جندي إسرائيلي وأصيب آخر برصاص قناصة من غزة وأشعلت طائرات ورقية وبالونات هيليوم حارقة من غزة النيران في غابات على نطاق واسع في إسرائيل.

وردت إسرائيل في التاسع من يوليو/تموز بإغلاق المعبر التجاري الرئيسي للقطاع وتقليص رقعة الصيد المخصصة للفلسطينيين قبالة غزة وهي إجراءات عرضت إسرائيل اليوم الأحد العدول عنها.

وكان مسؤول إسرائيلي طلب عدم نشر اسمه، قد أكد أن  أي اتفاق نهائي بخصوص غزة سيتطلب ضمان إعادة جنديين إسرائيليين قُتلا في حرب إسرائيل وحماس عام 2014 ومدنيين فُقدا في غزة.

وربطت حماس مصير هؤلاء بإفراج إسرائيل عن محتجزين فلسطينيين لأسباب أمنية، وهو ما يعارضه الكثير من الإسرائيليين.

حماس تلتزم الحذر

وأجرى عدد من كبار قادة حماس مشاورات الأسبوع الماضي، واتسم رد فعل الحركة بالحذر.

وقال حسام بدران، عضو المكتب السياسي للحركة لمحطة إذاعية في غزة: "حماس أجرت لقاءات داخلية لم تنته بعد".

وأضاف "معاناة شعبنا وحصاره 12 عاماً دون ذنب، يوجب على كل القيادات الفلسطينية البحث عن حل حقيقي لهذه المعاناة ولكسر الحصار، دون أن يقدم تنازلات في الثوابت والمواقف المعروفة وحقوق شعبنا".

ويعيش في القطاع الساحلي الضيق أكثر من مليوني فلسطيني، معظمهم من نسل المهجرين من أراض أصبحت الآن إسرائيل لدى قيامها عام 1948.

وسحبت إسرائيل قواتها ومستوطنيها من غزة في 2005، لكنها تحتفظ بسيطرة شديدة على حدودها البرية والجوية.


اقرأ أيضاً

لا تهدئة مع إسرائيل دون "إجماع وطني".. حماس تجمع الفصائل الفلسطينية وتُطلعهم على تفاصيل المقترحات المصرية والأممية

هذه المرة قد تنجح المحادثات.. إسرائيل وضعت أهدافها للتهدئة مع غزّة وهذا ما تشترطه حماس