أطلعت حركة حماس ممثلي الفصائل الفلسطينية ومن بينها حركة فتح الأحد 5 أغسطس/آب 2018 على تطورات المباحثات الجارية بشأن مقترحات للتهدئة مع اسرائيل قدمت بوساطة مصر ومبعوث الأمم المتحدة مقابل تخفيف الحصار عن قطاع غزة. واستمر الاجتماع نحو أربع ساعات.
"التوافق الوطني" قبل أي اتفاق
وقال حسام بدران عضو المكتب السياسي لحماس أمام الصحافيين "لا يوجد هناك أي ترتيب سياسي أو ميداني أو تحسين الوضع في قطاع غزة بمعزل عن التوافق الوطني الفلسطيني".
وأضاف أن "الحديث في الحرب والسلم وعن التهدئة ورفع الحصار هو قرار وطني فلسطيني"، لافتاً إلى أن دعوة حماس للفصائل للاجتماع جاءت "لمناقشة موضوع المصالحة الفلسطينية الداخلية وكسر الحصار عن القطاع".
وأكد بدران وهو عضو المكتب السياسي للحركة في الخارج "آن الأوان لشعبنا أن يأخذ حقه الطبيعي بالعيش بدون التنازل عن الثوابت الوطنية". وقال إن "الحراك الحالي وزيارة المكتب السياسي لحماس في الخارج للاجتماع في قطاع غزة لم ينته، إن أمر قطاع غزة لا يخص حماس وحدها".
من جهته قال وجيه أبو ظريفة القيادي في حزب الشعب الذي حضر الاجتماع "استمعنا إلى آخر مستجدات الأفكار والمقترحات المصرية والأممية بدون تقديم تفاصيل والتي تستند الى اتفاقية التهدئة بعد الحرب الإسرائيلية عام 2014 وقدم ممثلو الفصائل العديد من النقاط والملاحظات".
وأوضح أبو ظريفة "تركزت ملاحظاتنا على ضرورة ألا يتم توقيع أي اتفاق بدون الإجماع الوطني، وأن المصالحة الفلسطينية هي المدخل الرئيسي لأي تحرك وهذا ما تم التوافق عليه".
مقترحات مصرية وأممية
ووصل الخميس 2 أغسطس/آب 2018 وفد رفيع من قيادة حماس في الخارج على رأسه صالح العاروري نائب رئيس حماس الى قطاع غزة.
وذكرت مصادر مطلعة أن حماس عقدت منذ الجمعة الماضية اجتماعات عدة لمكتبها السياسي بكامل أعضائه في غزة للمرة الأولى وناقشت مجموعة من القضايا بينها "مقترحات قدمتها مصر ومبعوث الأمم المتحدة نيكولاي ملادينوف تتعلق بتهدئة قد تستمر لخمس سنوات مع إسرائيل مقابل رفع الحصار الإسرائيلي وفتح معابر القطاع".
ونقلت صحيفة "القدس" فلسطينية، عن مصادر مطلعة ومقربة من حركة "حماس"، السبت، أن لقاءات المكتب السياسي للحركة مستمرة في قطاع غزة ولم تنته، كما لم يتخذ أي قرار بعد.
وأوضحت الصحيفة نقلاً عن مصادر لم تسمها، أن المكتب السياسي يبحث عدة مقترحات مصرية وأممية وليس مقترحاً واحداً للخروج بحل واحد من الواقع القائم بغزة.
ونفت الصحيفة ما يشاع حول موافقة "حماس" على ما تسمى في وسائل الإعلام بـ "الورقة المصرية"، مشيرة إلى أن ما يجري بحثه عبارة عن بنود يتم التداول بشأنها كل بند لوحده والبحث فيه بشكل معمق ومن ثم اتخاذ قرار فيه.
وبينت المصادر، أن الحركة تتعامل بإيجابية كبيرة مع المقترحات المقدمة من قبل الأطراف ذاتها، مشيرة إلى أن قيادة حماس معنية بأن تصل لحل شامل يضمن رفع الحصار بشكل كلي عن القطاع وينهي معاناة السكان.
غير أن حركة فتح تندد بالمحادثات
وسحبت إسرائيل قواتها ومستوطنيها من غزة في 2005، لكنها تحتفظ بسيطرة شديدة على حدودها البرية والجوية.
وتعتبر إسرائيل والولايات المتحدة ودول غربية أخرى حماس منظمة إرهابية. وخاضت إسرائيل وحماس ثلاث حروب منذ 2008 كانت آخرها في 2014.
ونددت حركة فتح التي يتزعمها الرئيس الفلسطيني محمود عباس بالمحادثات.
وقال منير الجاغوب، وهو متحدث باسم فتح، "(ذلك) تنفيذ لأخطر أهداف صفقة القرن، المتمثل بفصل غزة عن بقية الوطن وتشكيل دويلة فيها تكون مقبرة لمشروعنا الوطني".
وفيما بدا أنه خطوة لبناء الثقة من جانب القاهرة، قال موقع إلكتروني موال لحماس إن مصر بدأت اليوم الأحد السماح بدخول غاز الطهي عبر حدودها مع غزة لتعويض نقص الإمدادات الإسرائيلية.
وقال الجيش الإسرائيلي اليوم الأحد إنه أطلق النار على مركبة يستخدمها فلسطينيون يلقون البالونات الحارقة في غزة. وقال مسعفون فلسطينيون إن أربعة أشخاص أصيبوا.