يدعي أن أميركا تديرها “منظمة إجرامية” ومؤيدوه يعتبرونه “جاسوساً” مقرباً من ترمب.. “كيو” كيان غامض ينشر نظريات المؤامرة

عربي بوست
تم النشر: 2018/08/04 الساعة 14:47 بتوقيت غرينتش
تم التحديث: 2018/08/04 الساعة 15:53 بتوقيت غرينتش
الكيان الغامض يستغل تجمعات الرئيس الأميركي دونالد ترمب

أطلق كيان غامض على الإنترنت يعرف بحرف واحد "كيو" حركة مؤيدة للرئيس الأميركي دونالد ترمب بدأت تسلط عليها الأضواء إذ تغتنم تجمعاته لتنقل نظريات المؤامرة من أعماق "الإنترنت المظلم" إلى الجمهور الكبير.

قلة من الأميركيين كانوا يعرفون حتى هذا الأسبوع "كيو" أو "كانون"، و"كيو" هو كيان غامض له شخصية غامضة تدّعي امتلاك تصريح أمني حكومي بمستوى "كيو" الخاص بمعلومات مصنفة سرية للغاية، وقد ظهرت في تشرين الأول/أكتوبر 2017 مع نشر رسائل مشفرة تؤكد فيها أنها تكافح حملة دولية مروعة تريد أن تحكم العالم، والقضاء عليها.

"كيو" كيان غامض ينشر نظريات المؤامرة

ومذاك، وبمعزل عن مدمني الإنترنت المولعين بالمؤامرات، لم يعرف سوى عدد ضئيل من الأميركيين "كيو" وبقيت رسالته محصورة في أقاصي الإنترنت.

غير أن الحركة طفت هذا الأسبوع من أعماق العالم الافتراضي إلى العالم الحقيقي، فتمثلت الثلاثاء 31 يوليو/تموز الماضي في أبرز سياق سياسي يمكن تصوره، حين ظهر عدد من المشاركين في مهرجان نظمه ترمب في تامبا بولاية فلوريدا، يرتدون قمصان "تي شيرت" عليها حرف "كيو" ويرفعون لافتات كتب عليها "نحن كيو".

ويتساءل الكثيرون في الولايات المتحدة من هو "كيو"؟

يؤكد أتباع "كيو" أنّه جاسوس مندس في دائرة ترمب المقربة، قرر كشف أجزاء أو "فتات" معلومات في منتديات على "الإنترنت المظلم"، الشق الخفي من شبكة الإنترنت الشائعة.

وهدفه تحذير الأميركيين من مكيدة عالمية ولفت أنظارهم إلى خطة خارقة للتصدي لهاـ، وهو ما جعله مُتهم بنشر نظريات المؤامرة.

"منظمة إجرامية" تدير أميركا

بحسب هذه النظرية، فإن الولايات المتحدة تديرها منذ عقود منظمة إجرامية تشمل عائلات كلينتون وأوباما وروتشيلد، فضلاً عن المستثمر الكبير جورج سوروس ونجوم من هوليوود وغيرهم من النخب العالمية.

ويزخر هذا السيناريو بقصص مروعة عن أطفال مخطوفين وشبكات لاستغلال الأطفال جنسياً، ما يذكر بالفرضية التي راجت عن قيام ديمقراطيين بارزين مقربين من هيلاري كلينتون بإخضاع أطفال لسوء المعاملة في مطعم بيتزا عائلي هادئ في واشنطن، وهي فرضية كادت تتسبب بمأساة في كانون الأول/ديسمبر 2016 حين قام رجل بإطلاق النار على مطعم "كوميت بينغ بونغ" للبيتزا دون سقوط إصابات.

غير أن الفرضية المحورية بين نظريات المؤامرة التي أطلقها "كيو" تبقى الأكثر إثارة للدهشة، وهي تحول التحقيق في التدخل الروسي الذي يثير غضب ترمب إلى استراتيجية حاذقة، زاعمة أن الرئيس الأميركي يدعي التواطؤ مع موسكو ليتمكن من التعاون سراً مع المدعي الخاص روبرت مولر لإلحاق الهزيمة بالشبكة الإجرامية الدولية المتشعبة.

"كيو هو الشعب.. إنه يكشف الحقيقة"

ويشدد "كيو" أن على الأميركيين البقاء متأهبين لرد ترمب الذي سيكون على شكل "عاصفة" آنية تسقط المؤامرة وتعيد السلطة إلى الشعب.

وقد ينجح "كانون" في ترسيخ موقعه ونشر نظريات المؤامرة، في حين تتعمق الانقسامات الكبيرة بين الناخبين الأميركيين بفعل الريبة حيال وسائل الإعلام التقليدية التي يندد بها الرئيس نفسه ويصفها بـ"عدوة الشعب" ويتهمها بنشر "أخبار كاذبة".

المؤيدون لكيان
المؤيدون لكيان "كيو" يرفعون شعاره خلال تجمعات ترمب

وقال مارك إيميت الذي شارك الخميس 2 أغسطس/آب 2018 في مهرجان آخر لترمب في بنسيلفانيا لصحيفة "واشنطن بوست" "كيو بنظري هو الشعب يكشف الحقيقة".

وأضاف الخمسيني وهو يرتدي قميصاً عليه اسم "كانون" أن "ترمب يشير إلى الطريق، هذا كل ما في الأمر".

وأتباع "كيو" على قناعة بأن ترمب وجه إليهم إشارة في أكتوبر/تشرين الأول حين حذر الصحافيين من "الهدوء الذي يسبق العاصفة".

كسب "كيو" أتباعاً بين أشدّ مؤيدي الرئيس الجمهوري مثل الممثلة روزان بار ومؤسس موقع "إينفو وور" الذي يغص بمطلقي نظريات المؤامرة، أليكس جونز.

لكن البيت الأبيض ينفي ذلك

يحذر الخبراء بأن هذه الحركة تنطوي على مخاطر حقيقية، مشيرين الى مسلح اعتقل في يونيو/حزيران الماضي قرب سدّ هوفر الكبير في نيفادا، وكان يستشهد في كتاباته بـ"كيو".

وعلق العميل السابق في مكتب التحقيقات الفدرالي "إف بي آي" كلينت واتس متحدثاً لشبكة "إم إس إن بي سي" أن الحركة "تتضمن كل العناصر التي يمكن أن تثير انتفاضة وتحرض على العنف بل حتى على حركة تمرد سياسية" مضيفاً "يبدو لي أنها ظاهرة خطيرة حقاً، خصوصاً حين نرى أن البعض يربطها بالرئيس وتجمعاته".

إزاء العاصفة الإعلامية، اضطر البيت الأبيض إلى إصدار رد. وأعلنت المتحدثة باسمه ساره ساندرز أن "الرئيس يدين ويندد بأي مجموعة تحرض على العنف".

غير أن ذلك لم يثن أتباع "كيو" بل أبدوا سرورهم على الإنترنت لأن السلطة تأتي على ذكر حركتهم. ولا يساور أنصار "كيو" أدنى شك في أن ترمب نفسه يزرع الأدلة التي تؤكد صوابية نظريتهم.

وفي هذا السياق، يشيرون إلى أن الرئيس أعلن في تامبا الثلاثاء الماضي أنه زار واشنطن حوالي "17 مرة" قبل فوزه في الانتخابات، كما أنه يندد باستمرار بـ"الديموقراطيين الـ17 الغاضبين" الذين يحققون في الملف الروسي. و"كيو" هو الحرف السابع عشر في الأبجدية.


اقرأ أيضا

هتلر مات حقاً.. لا صحة لكل نظريات المؤامرة السابقة، والدليل آخر دراسة علمية عن جسده

يؤمنون أن الأرض مسطحة والناسا تخدعهم

علامات:
تحميل المزيد